كيف نواجه الإرهاب والفكر المتطرف؟ ندوة بإعلام المنوفية
كتبت – نهلة مقلد:
لا للإرهاب .. لا للفكر المتطرف هتافات علا صداها جدران الحرم الجامعي لكلية الآداب جامعة المنوفية حيث نظم المجمع الإعلامي بشبين الكوم ندوة ثقافية بعنوان الإرهاب والفكر المتطرف..الجذور والحل بقاعة كلية الآداب جامعة المنوفية، تنديدا بالأفعال الإجرامية كل من تسول له نفسه المساس بأرض هذا الوطن.
حيث بدأ اللقاء أحمد دراز ، أستاذ ورئيس قسم التاريخ مؤكدا على أن مصر تواجه موجة من العنف والإرهاب لم تشهد مثيلا لها في تاريخها الحديث, وقدمت حتي الآن آلاف الضحايا الأبرياء من الشهداء والمصابين الذين يتساقطون كل يوم برصاص الغدر والخيانة, لم يفرق الإرهاب بين مواطن مدني أو شرطي أو عسكري كما لم يفرق بين الطفل والشاب والشيخ, أو بين المرأة والرجل, أو بين المسلم والمسيحي, فكل أبناء الوطن يتعرضون للقنص والقتل والترويع صباح مساء.
وأعقب دراز حديثة بأنه قد ترتب علي هذه الموجة من العنف والإرهاب استقطاب حاد في المجتمع بين من يطالبون بإيجاد حل سياسي للأزمة, ويؤكدون أن الحل الأمني وحده غير ممكن,
وفي هذا الإطار تناول خالد حمزة رئيس قسم الأثار بجامعة المنوفية أن إمكانية تجاوز الوضع الراهن وإنهاء أعمال العنف والإرهاب يتطلب توافقا مجتمعيا واسع النطاق علي موقف متكامل يقوم علي عدة أسس في مقدمتها أولا التصدي بكل حزم لأعمال العنف والإرهاب .
وأكد حمزة أن تصدي الدولة المصرية للإرهاب ليس بالجديد فهذا الجهد له باع طويل منذ عهد القدماء المصريين وإنتباه المصري القديم وتأكده من المطامع الأجنبية عنه مما جعله متأهب لأي جديد وأنه لا تهاون فى المساس بأمن البلاد والشعب..
أما عن الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لظاهرة الإرهاب والعنف فقد أكد سيد مكاوي أستاذ التاريخ المعاصر أنها تتطلب معالجة ربما تستغرق وقتا طويلا ولكنها ضرورية, وما لم نبدأ بها فورا فإن المجتمع سيظل يعاني, خاصة أن المسألة تتعلق في حالة مصر بالتطرف الديني الذي يدفع إلي إنتهاج العنف بعد تكفير المجتمع. وهناك جذور اقتصادية واجتماعية وثقافية للتطرف الديني الذي يتشكل في ظل الفقر والبطالة وفي الأحياء العشوائية,
واضاف مكاوى ان الدراسات العلمية تقول ان التنمية الشاملة هي المدخل الحقيقي لتصفية الفكر المتطرف, وأن توفير فرص العمل وضرورات الحياة تهيئ المجتمع للقدرة علي محاصرة الفكر المتطرف.
وأكد مكاوي على أن هذه المعالجة الاقتصادية والاجتماعية تظل قاصرة عن احتواء الظاهرة ما لم يكملها جهد ثقافي لتنوير الناس وتمكينهم من الاستمتاع بألوان من الفن تغذي وجدانهم بالقيم الإنسانية النبيلة.
واختتمت الندوة على ان شرح الدين علي نحو صحيح يساعد الناس علي السلوك القويم. ولا يمكن أن ننسي دور المدرسة والجامعة والمسجد في القيام بدور أساسي في التربية والتنشئة بهذه القيم وبالفهم المستنير للدين.