مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

كيف تبني أسرة سعيدة؟

بقلم: المتولي إبراهيم إبراهيم

قد يهمك ايضاً:

لمدة 30 يوما..غلق كلي لنفق محمد نجيب أسفل الدائري الأوسطي

خبراء أمميون : السودان يواجه مجاعة غير مسبوقة في التاريخ…

ماجستير في الدراسات النفسية والاجتماعية في الطفولة

الأسرة هى خلية المجتمع الأولى ولابد أن تتوفر لها أسباب الحياة. وهى الجماعة التى تربط بين أفرادها روابط قوية من نسب أو دين وتعمل لغاية واحدة وهى سعادة الأسرة ورخاؤها.
ولعل إشتقاق إسمها من الأسر وهو الشد والقوة لأن كل فرد فيها يشد عضد أخيه ويقويه ويعينه على الوصول إلى الغاية التى يعملون من أجلها.
الأسرة التى تقوم على أساس الزواج الشرعى أقدم وأقدس مؤسسة إجتماعية جديرة بكل رعاية وحماية.
ولقد خلق الله الإنسان ليكون خليفته فى الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
والزواج لايقوم على عنصر التقليد والمحاكاة وحدهما وإلا كانت حالات الزواج فاشلة، ولهذا ظهر الإهتمام بضرورة قيام الأسرة على صفات متجانسة بين الزوجين وبأهمية الفحص الطبى قبل الزواج والوقوف على الخصائص الجسمانية والتركيب النفسى ويجب الإبتعاد عن الوسيط فى تشكيل الأسرة والوسيط يتميز بمقدرة فائقة فى التأثير والإقناع ويستخدم فى هذا التأثير كافة أساليب التضليل والغش والخداع حتى يقتنع الفتى أو الفتاة وأسرتيهما بأن الزواج صفقة رابحة لكل منهما.
ويمكن رسم خطة عملية سهلة يسير عليها الشباب المقبل على الزواج فى ضوء الشريعة الإسلامية ونظريات العلم الحديث وهى:
1- لا يفكر الشباب فى الزواج ولا يسعى إليه بمجرد بلوغه سن الرشد وبشعوره بالحاجة لإشباع الغريزة الجنسية بل ينتظر حتى يتم تعليمه وتدريبه فى العمل ثم يدخر جزءاً من الدخل.
2- يدخر ربع الدخل تقريبا لمدة 3 أو 4 سنوات.
3- يتفرغ فيها الشباب لإعداد نفسه وإتقان عمله.
4- يقوم بفحص نفسه طبياً وعقلياً ونفسياً وذلك مصلحة كبيرة له سواء تزوج أو لم يتزوج.
5- يعد نفسه ثقافياً بدراسة مبادىء العلوم والفنون التى تتصل بالأسرة والحياة الزوجية وتربية الأطفال ورعايتهم ويتطلب ذلك أيضاً دراسة علم نفس الشباب والزوجية والأسرة والدين والطفولة وآداب المعاملة وتدبير المنزل دراسة مقبولة فى ضوء علم النفس والاجتماع والاقتصاد والصحة.
6- يمكنه أن يدرس نفسه ويحكم عليها حكماً صادقاً فى جميع النواحى دون تحيز أو مغالاة وعند زيارته لأهل الفتاة يعطيهم صورة صادقة عن نفسه، وتحدثه هى عن نفسها ثم يتقدم لخطبتها من أهلها ويقدم الشبكة المعقولة ويعقد العقد ويكون المهر والصداق مبلغاً معقولاً اتمامًا للشكليات والرسميات.
7- كلما تجمع لديهما مبلغ من المال ينزلان معا لاختيار أثاث منزل الزوجية حسب حاجتهما ورغباتهما وذوقهما ويكتفى فى بادىء الأمر بالضروريات وبمجرد إعداد غرفة النوم والمطبخ يمكنهما بداية حياتهما الزوجية فى مسكنهما الجديد ويستكملان بقية الغرف والأدوات تدريجياً فيكون بها فى كل يوم فرحة جديدة وحذار من الاستدانة والاقتراض بل يشتريان بالنقد ما يلزمهما غرفة غرفة ويجب أن تستقل الأسرة الناشئة فى بدء حياتهما الزوجية بعيداً عن أسرتيهما ، فالحرية ليس لها ثمن واستقلال الأسرة يساعدها على التفرغ لشئونهما فى جو من الهدوء والتفاهم.
8- ونحن نعرف أن المواقف الأسرية المتأزمة تتم لتداخل عدة عوامل بعضها ذاتية والأخرى بيئية ونتيجة تفاعل هذين الجانبين تفاعلاً غير سليم تنشأ الأزمات التى تعانى منها الأسر والتى تنعكس أثارها على الأطفال.
9- والعوامل الذاتية هى عوامل وراثية وعقلية وجسمية ونفسية وتشمل العوامل البيئية فى العلاقات الأسرية والمستوى الاقتصادى والثقافى وعلاقات البيئة الخارجية ونذكر بعض الأسباب التي تؤدي إلى الخصومات أو الطلاق بين الزوجين منها ( الاستهانة بمستقبل الحياة الزوجية ، انعدام الثقة بين الزوجين، عدم الرضا بالواقع، سوء التفاهم وعدم الإحترام بين الزوجين، الكذب والخداع، تفاوت الثقافة بين الزوجين، سوء اختيار كل منهما للأخر قبل الزواج، إهمال الزوجة شئون منزلها وتربية أطفالها واسرافها الزائد وكثرة طلباتها الأمر الذى قد يعجز الزوج عن مواجهة مطالب الحياة الأسرية)
لقد حث الإسلام على حسن إختيار الزوج أو الزوجة ولقد اشترط فى الزواج الصلاح والدين وحسن الخلق والتمسك بالإسلام ومكارمه ولا يشترط الغنى وإذا أضيف إلى ذلك العلم أى دراسة القرآن والسنة والعمل بهما ، أما كفاءة النسب والمال فليس لها وزنًا فى الإسلام طالما بعدا عن الدين، يقول الله تعالى ” إن أكرمكم عند الله أتقاكم ”
وجاء في الحديث ” إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد عريض”
وفى حديث أخر ” تُنكح المرأة لأربع لجمالها ولمالها ولحسبها ولدينها فعليك بذات الدين تربت يداك ”
لقد ركز الشارع على الدين لأن الزوجة المتدينة تكون عونًا لزوجها على الدين ، فإذا لم تكن متدينة كانت شاغلة عن الدين.
إن الدين أهم عامل في الكفاءة فالرجل الذى يعمل بأوامر الإسلام ويتجنب نواهيه ، يكون براً بزوجته، أميناً عليها والمرأة ذات الدين لاتنخدع لهواها ولا ترخص نفسها ، ولا تهمل شأن بيتها، ولا تغفل عن تربية أبنائها وتأديبهم وإصلاح شأنهم ولا عن حقوق زوجها.
والتدين شىء والغلو فى الدين شىء أخر، فالرجل الذى يقضى معظم أيام الأسبوع صائماً والليالى قائماً وكذلك المرأة المتطرفة فى صومها وتعبدها، وكانت لمنزلها مهملة ولأولادها غير مكترثة كانت النتيجة فى الحالتين وبالاً على الأسرة، وخير الأمور الوسط أى بين الإفراط والتقصير فى الدين فخير الأمور أوسطها.
وليس معنى ذلك أن مطلب الجمال ليس مقصودًا إنما المراد أن لا يقتصر عليه فى طلب الزواج.. ولكن اظفر بذات الدين ولا تلتفت إلى المال.
وكمثال توضيحي: سُئل أحد الحكماء عن تقدير قيمة الأخلاق، فقال: تحصل على واحد، والمال نضع صفرًا بجانب الواحد، وعن النسب نضع صفرًا ثانيًا، وعن الجمال نضع صفرًا ثالثًا، وقيل له لو لم توجد أخلاق نحذف الواحد فلا يوجد قيمة للباقي.
وأرى أن الأسرة السعيدة يجب على أفرادها الزوج والزوجة:
١ – الإختيار السليم بين الزوجين بحيث يتوافر التكافىء فى جميع النواحى التعليمية والثقافية والعمرية والاجتماعية والاقتصادية.
٢- التفاهم والاحترام المتبادل بين الزوجين على جميع شئون الحياة وتربية الأولاد.
٣- البعد عن المقارنة سواء بين الأفراد أو المستوى الاجتماعي والاقتصادي لأن المقارنة باب خسران.
4- الالتزام بالدين الصحيح والسليم ومكارم الأخلاق وعدم المغالاة في شئون الحياة أى لا إسراف ولا تقتير مع عدم الاستدانة والاقتراض حتى نرهق ميزانية الأسرة

التعليقات مغلقة.