مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

كيفية حماية مدينة الإسكندرية من الغرق: تحديات وحلول

بقلم -دكتوره رانيا عمار :

استاذ مساعد بمركز البحوث الزراعيه

تواجه مدينة الإسكندرية، عروس البحر الأبيض المتوسط، خطرًا متزايدًا بالغرق نتيجة التغيرات المناخية وارتفاع منسوب مياه البحر. هذا الخطر يهدد سكان المدينة وبنيتها التحتية وتراثها التاريخي العريق. وفي ظل التحذيرات المتكررة من الخبراء والهيئات الدولية، بات من الضروري وضع خطة شاملة ومستدامة لحماية المدينة قبل فوات الأوان.

 

أولاً: أسباب تهديد الإسكندرية بالغرق

 

1. ارتفاع منسوب سطح البحر نتيجة ذوبان الجليد في القطبين بسبب الاحتباس الحراري.

 

 

2. الهبوط الأرضي التدريجي في بعض المناطق الساحلية المنخفضة.

 

 

3. التغيرات المناخية المتطرفة مثل العواصف، والسيول المفاجئة، وزيادة معدلات هطول الأمطار.

 

 

4. تدهور البنية التحتية وضعف شبكات الصرف الصحي والمياه.

 

 

5. التوسع العمراني غير المنظم في مناطق معرضة للغرق.

 

 

ثانيًا: الحلول الهندسية والعمرانية

 

1. تدعيم الحواجز البحرية والكورنيش:

 

رفع مستوى الكورنيش وبناء سدود كاسرة للأمواج.

 

إنشاء جدران خرسانية أو صخرية لحماية المناطق المنخفضة.

 

 

 

2. تطوير شبكات الصرف:

 

تحديث البنية التحتية للصرف الصحي لتتحمل الأمطار الغزيرة والسيول.

 

بناء محطات رفع وصرف جديدة في المناطق الحرجة.

 

 

 

3. التخطيط العمراني الذكي:

 

منع البناء في المناطق المنخفضة المعرضة للغرق.

 

قد يهمك ايضاً:

حياة النساء بين الرصاص …والتبرير

أحمد سلام يكتب أحاديث ما بعد حريق سنترال رمسيس

إعادة توطين السكان من المناطق المعرضة للخطر، وإنشاء مساكن آمنة بديلة.

 

 

 

 

ثالثًا: حلول بيئية وطبيعية

 

1. إعادة تأهيل الكثبان الرملية والمناطق الخضراء الساحلية التي تعمل كحواجز طبيعية أمام المياه.

 

 

2. زراعة النباتات الساحلية المقاومة للتآكل مثل نبات المانغروف.

 

 

3. الحفاظ على البحيرات الشمالية (مثل بحيرة مريوط) لتكون خط دفاع طبيعي أمام تدفق المياه.

 

 

رابعًا: السياسات والدعم الدولي

 

1. الاستفادة من التمويلات الدولية مثل صندوق المناخ الأخضر (GCF) وصندوق التكيف التابع للأمم المتحدة.

 

 

2. تبني سياسات وطنية لخفض انبعاثات الكربون بالتوازي مع خطط الحماية الساحلية.

 

 

3. وضع نظام للإنذار المبكر لرصد الفيضانات والعواصف البحرية.

 

 

خامسًا: التوعية والمشاركة المجتمعية

 

نشر الوعي بخطورة التغير المناخي بين المواطنين.

 

إشراك المجتمع المحلي في حملات حماية الشواطئ وإعادة تدوير المياه.

 

تدريب فرق طوارئ محلية للتعامل مع الكوارث البيئية

 

سادسًا: نماذج دولية ملهمة

 

هولندا: وضعت نظامًا عالميًا لإدارة الفيضانات عبر السدود الذكية والمضخات.

 

بنغلادش: تبنت حلولًا مجتمعية مثل المساكن المرتفعة ونظام إنذار مبكر.

 

فيتنام: تعتمد على الغابات الساحلية لحماية الشواطئ من التآكل.

 

الإسكندرية ليست مجرد مدينة، بل هي ذاكرة حضارية وتاريخية لمصر والمنطقة العربية. إن حماية المدينة من الغرق لم تعد خيارًا، بل ضرورة حتمية تتطلب تعاون الدولة والمجتمع والعالم. يجب أن تبدأ الحلول اليوم، حتى لا نستيقظ غدًا على كارثة كان من الممكن تفاديها.