مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

باسل عاطف يكتب/ كيف اصطاد الصهاينة أزمة كورونا للتعجيل بقيام دولتهم العنصرية؟!

2

(مُصنع أم طبيعي).. سؤالا طُرح مع بداية ظهور أزمة فيروس كورونا في بداية العام الماضي بشكل كبير بين عامة الشعوب، بعدما وجد المواطن ضعيف الحيلة نفسه واقفا عاجزا أمام فيروس لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، بينما على الشاطئ الآخر كانت الكوادر الطبية على مستوى العالم على أهبة الاستعداد لمواجهة العدو الجديد والعمل على إيجاد لقاح لإنقاذ البشرية.

فلنتوقف قليلا هنا ولنتناسى فيروس كورونا لبعض الوقت ونسائل أنفسنا.. ماذا يفعل اليهود عامة والصهاينة على وجه الخصوص أثناء هذه الأزمة.. هناك كواليس لابد وأن تظهر للعلن وللأمة العربية والإسلامية تحديدا.. كيف اصطاد الصهاينة أزمة فيروس كورونا للتعجيل بقيام دولتهم المزعومة العنصرية، وكيف وافق بعض الحكام العرب على هذه المؤامرة وما يطبخ لهم في الخفاء.. وكيف لم ننتبه لها نحن العرب؟!.. أسئلة معقولة في وقت غير معقول.

الإصابات بالملايين والوفيات تخطت حاجز المليون على مستوى العالم، وبالرغم من فجاجة الأمر في أمريكا ودول أوروبا وزيادة أعداد المصابين والوفيات إلا أن دول العالم الثالث دفعت الثمن أكثر بكثير، وهذا راجع لعدة عوامل أولها ضعف إمكانات هذه الدول وفقرها وعدم وجود خدمة طبية جيدة وعدم وجود شفافية في تصريحات الحكومات.

الصهاينة وكعادتهم يصطادون في الماء العكر وينتهزون أقل فرصة للتعجيل بقيام دولتهم المزعومة من النيل للفرات وتم وضع اللبنة الأولي لهذا المشروع مع المفكر اليهودي “تيودور هرتزل” وهو والد الصهيونية السياسية الحديثة، حيث بدأ يروج لأفكاره بشأن قيام مملكة إسرائيل في أواخر القرن التاسع عشر عن طريق لم شتات اليهود من كافة بقاع الأرض، وفي عام ١٩٤٨ “العام الأسود” أعلن اليهود عن قيام دولتهم على أرض فلسطين دون تحديد واضح للحدود، لأن دولتهم المرادة في مخيلتهم ستكون من النيل للفرات.

وفي أواخر القرن الـ٢٠ وخاصة عام ١٩٩١ بشأن ما تم في مؤتمر مدريد للسلام عن القضية الفلسطينية كان بمثابة رصاصة في ظهر الدول العربية بالكامل، وكان هذا المؤتمر البداية الفعلية لتحديد أهداف الصهاينة للقيام بمملكتهم على الأرض، ومع بداية العقد الثاني من الألفية الثالثة نتحدث هنا عن البداية الفعلية على أرض الواقع لقيام مملكة إسرائيل.

قد يهمك ايضاً:

أحمد سلام يكتب نزار قباني في ذكراه

خيبة الأمل وتأثيرها على الشخص 

لعب الصهاينة على خطة جديدة وهي “كيف تُدمر الدول العربية نفسها بنفسها؟” واندلعت ثورات الربيع العربي أو كما أطلق عليها “العبري” عام ٢٠١٠ وكانت الشرارة الأولى من تونس ثم تبعتها مصر وسوريا وليبيا واليمن، ونجح المخطط الصهيوني بنسبة تكاد تقترب من ١٠٠٪، وتم تدمير الدول العربية داخليا بالفعل وسقطت الأنظمة المراد سقوطها، وبدأ الحلم الصهيوني ينمو يوما تلو الاَخر، ولكن هناك عقبة لا تزال أمام حلمهم المزعوم يتمثل في الدولة المصرية، فقد صمدت مصر أمام هذا المخطط وعبرت منه بسلام وكانت القيادة السياسية وقتها على وعي تام بما يحدث.

نأتي هنا مرورًا بالأحداث إلى العام الماضي ٢٠٢٠ أو عام “الوباء” أو عام “كورونا”، حيث ضرب الفيروس شتى بقاع الأرض، ولكن كيف نجح الصهاينة في استغلال الأزمة لصالحهم، كلمة السر هنا تكمن في انشغال شعوب الدول العربية في محاربة الوباء الذي ضرب بلدانهم بشكل مرعب وأصبح شغلهم الشاغل كيفية النجاة من كورونا.. ليتم عقد وإبرام صفقات مع حكومات بعض الدول الخليجية والعربية في الخفاء من أجل التطبيع معهم وكل هذا يبلور في كيفية الهيمنة والسيطرة على دول الخليج الغنية بالنفط والثروات الطبيعية وفي نفس الوقت ضعيفة عسكريًا” وهو أفضل وسيلة في الزمن الحالي.        

وبهذا يحقق الصهاينة مخططهم “تدمير الدول العربية داخليا والسيطرة على الدول الخليجية وجعلها تابعة لهم”، وبالفعل قامت إسرائيل بالتطبيع مع الإمارات ومن ثم البحرين والسودان والمغرب .. ألخ، ومهدت إسرائيل لهذا التطبيع إعلاميًا بمنتهى الحرفية ولعبت على وتيرة السوشيال ميديا خاصة “فيسبوك” من خلال كيفية إظهار مبادئ الأخوية والإنسانية والشعرات الرنانة الكاذبة، واللعب حاليا على خيط رفيع وهو كيفية محو العداء العربي ـ الإسرائيلي من ذهن الشباب العربي والمسلم ونشرها لرموز الصهيونية بشكل إجباري على مواقع التواصل الاجتماعي وتسمى هذه الخطوة بالثقافة البصرية- كي تتعود الأعين على رؤية الرموز الصهيونية.

وللأسف وقعت حكومات بعض الدول العربية في مصيدة الصهاينة ووافقوا على التطبيع، وهذه هي الخطوة الأخيرة في مخطط قيام دولتهم لكن مازالت مصر هي الشوكة الأصعب أمامهم حتى الآن، كيف يتم التخلص من مصر والسيطرة عليها؟.. كيف يتم إسقاطها وإبادة الجنس المصري إلى الأبد وأيضا السوري والعراقي على وجه التحديد.

ولو جاءت جائحة ككورونا أضعاف الأضعاف لن ننسى القضية الفلسطينية ولن نطبع مع دولة الاحتلال ولن ننسى شهدائنا مهما طال الزمن، وستظل دولة الاحتلال عدونا الأول يتوارثها الأجيال حتى يوم الدين، وبإذن الله ستكون جائحة كورونا بداية نهاية دولة الاحتلال وتفتيت أمريكا.

 

التعليقات مغلقة.