“كم هو مظلوم عامل النظافة فى مجتمعنا”

بقلم – حنان زكريا 

بدايةً أنا أُحَيِّى عامل النظافة وله منى كل الإحترام والتقدير.

عزيزى القارئ:

طبعاً كلنا نعلم مدى أهمية دور عامل النظافة فى حياتنا.

كما نعلم جيدًا ماذا سيحدث لنا بدونه..!!

لكن من المُخجل والمُؤسف إن فى مجتمعنا العربى لا تُحترم بعض المهن.

عدم إحترامنا لبعض المهن شيئ مُخجل وغير آدمي..!!

لذلك يجب علينا جميعًا أن نعلم أن أى مهنة مهمة وإن من الصعب الإستغناء عنها ..!!

ومن المؤلم جدًا أننا نسخر من بعض المِهن والتى بدونها ممكن جدًا يحدث خلل بيئى يتسبب فى كارثة صحية.

ومن أهم هذه المهن مهنة عامل النظافة.

ومن المُؤسف إن الكثيرين لا يحترموا هذه المهنة ولا بيقدَّروها

نحن فى مجتمعنا العربى نفتقر لثقافات كثيرة للأسف،

وأهمها إحترام الإنسان لإنسانِيَّته وليس لمهنته.

بل وتوجد تفرقة ظالمة فى المعاملة والإحترام….

يجب أن نتعلم أن أى مهنة لها مكانتها وإحترامها وأهميتها

وللعلم مهنة عامل النظافة لاتقل أهمية عن مهنة الطبيب أو عن أى مهنة أخرى

بمعنى إن الطبيب بيعالجنا من الأمراض

وعامل النظافة بيعمل على نظافة البيئة لوقايتنا من الأمراض

فرجاءًا إحترموا مهنة عامل النظافة وخففوا عنه الجهد فى التنظيف على الأقل عدم إلقاء القمامة فى الشوارع ومن نوافذ السيارات

علِّموا أولادكم إحترام عامل النظافة وتقديره وأن يَكُفوا عن السخرية منه وأن يتعاملوا معه بذوق وأدب وإحترام له ولمهنته، وأنه بيعمل من أجل راحِتنا

ولولاه لامتلأت البلد بالأمراض والأوبئة…

علِّموهم عندما يروا عامل النظافة يبتسموا فى وجهه ويقولوا له شكرًا أو تسلم إيديك

عرَّفوهم كيف ستصبح الحياة دون عمال النظافة وأتمنى أيضًا أن البعض أو الكثيرين من الكِبار يَعلَموا هذا .

نحن جميعاً نرى وجوه عمال النظافة كل يوم منذ وقت الفجر حتى آخر اليوم.

ونراهم يعملون في عز الظهر وفى الحر الشديد.

علموا أولادكم كيف يحترموا مهنة عامل النظافة وكل المِهن.

وعلموهم أيضا عندما يفتحوا الباب لعامل النظافة لا يقولوا الزبَّال ويقولوا عامل النظافة.

ورجاءًا تذكروا جميعًا كبارًا وصغارًا إن فى كل مرة بترموا فيها ورقة على الأرض بتتسببوا فى إنحناء رجل كبير ليلتقطها وينظف وراكم.

من فضلكم وصوا أولادكم بأن يأخذوا معهم زجاجة مياة من الثلاجة وهما خارجين ويعطوها لعامل النظافة أو لعامل بناء أثناء عمله الشاق فى الشوارع وعلى الكبارى فى عز الظهر وتحت الشمس الحارقة إذا أمكن

فى أوروبا مثل البلد التى أعيش فيها من عدة عقود وهى ” الدانمارك ” لا يوجد أى تفرقة بين أى مهنة وأخرى

الكل سواسية وكل واحد له دوره فى المجتمع

المعاملة آدمية للجميع.

وللعلم فى أوروبا دخل أو راتب عامل النظافة والعمال من أعلى الأجور.

لكن فى مجتمعنا للأسف عامل النظافة لا يصله حقه لا فى راتب ولا فى نظرة المجتمع له.

فعلاً كم هو مظلوم عامل النظافة فى مجتمعنا..

يعيش حياة قاسية كلها شقاء من شروق الشمس حتى آخر اليوم.

وفى الآخر لم يجد المقابل الذى يستحقه من دخل يكفيه ومن إحترام لآدميته.

كم أنت قاسٍ أيها المجتمع..!!

أفيقوا أيها الناس وارحموا مَن فى الأرض يرحمكُم مَن فى السماء رب العالمين أجمعين .

تحيتى لمعالى المواطن

بنت مصر: حنان زكريا