كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية في يوم الوثيقة العربية
كتب – رفعت عبد السميع :
ألقت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الإجتماعية كلمة نيابة عن أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية فى يوم الوثيقة العربية 2022 وهذا نصها : –
” بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب المعالى والسعادة السيدات والسادة
الحضور الكريم
يسعدني أن أرحب بكم اليوم في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية “بيت العرب”، وأن أشكركم جميعاً على مشاركتكم في الإحتفال بيوم الوثيقة العربية،
هذه المبادرة المهمة التي تبنتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في عام 2001 لإبراز أهمية الوثيقة باعتبارها الذاكرة الحية لأجيالنا المقبلة،
وأوجه تحيةَ تقديرٍ واعتزاز الى كل الوثائقيين والمُوثقين العرب ومؤسسات ودور الوثائق العربية في هذه المناسبة.
السيدات والسادة
اسمحوا لي في البداية أن أتوجه بخالص التهنئة الى الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف بمناسبة إنتخاب الدكتور فيصل بن عبد العزيز التميمي رئيساً له، آملين في استمرار الفرع الإقليمي بالتعاون مع جامعة الدول العربية في بذل الجهود اللازمة للحفاظ على التراث الأرشيفي للمنطقة العربية وصيانته، وحماية الأصول العربية التاريخية.
كما أشيد بالجهود المبذولة والمُقدرة لإنجاز هذا الإحتفال، وبالمعرض الوثائقي الذي جسد ببراعة عنوان الاحتفال، وأشكر دور الأرشيف الوطنية العربية على تزويدنا بهذه الوثائق المهمة.
يطيب لي أيضاً أن أتوجه بالتهنئة الى السفير رياض العكبرى المندوب الدائم للجمهورية اليمنية على انجاز المجموعة الوثائقية بعنوان: ” اليمن وجامعة الدول العربية: ثمانية عقود ثرية من العمل العربي المشترك”؛
وذلك في اطار السلسلة الوثائقية لمشروع توثيق ذاكرة جامعة الدول العربية، وأحيى كل القائمين على هذا العمل الوثائقي الضخم من مسئولي الأمانة العامة والمندوبية الدائمة للجمهورية اليمنية،
والشكر والتقدير موصول للأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري على دعمه المُقدر لإصدار هذه المجموعة الوثائقية المهمة.
السيدات والسادة
يحتل الأرشيف الذي يُعرف بأنه مجموع الوثائق والمخطوطات والبرديات والصور، مكانةً مهمة في حياة الأمم والشعوب العربية فهو جزءٌ من الموروث الثقافي العربي، وأحد مقومات الهوية الوطنية للدول والمرجع الرسمي والموثوق لتاريخها وحضاراتها باعتباره المستودع الرئيسي للبحث في التاريخ.
ومن هنا يأتي إحتفالنا بيوم الوثيقة العربية هذا العام تحت عنوان “الأرشيفات العربية: جسر للتواصل بين الشعوب” ليؤكد على الدور المحوري للأرشيف في بناء جسور التواصل والتعاون بين الشعوب على مر العصور.
وهناك العديد من الشواهد الجلية على ذلك، فقد مثَّل حجر رشيد الذي احتفلت مصر والعالم الشهر الماضي بمرور 200 عام على فك رموزه بلغاته الثلاث، نقطةَ تحولٍ تاريخية أدت الى نشأة علم المصريات وفتحت الباب على مصراعيه أمام شعوب العالم لدراسته والتعرف على أسرار الحضارة المصرية القديمة.
وأنتهز هذه الفرصة كي أوجه التهنئة الى وزارة الثقافة المصرية وكل المؤسسات المعنية في جمهورية مصر العربية على النجاح الباهر الذي حظيت به كافة الإحتفالات والمعارض الوثائقية والثقافية والأثرية التي تم تنظيمها في هذه المناسبة التاريخية المهمة.
كما تعتبر المعاهدة الثقافية التي كانت أول وثيقة جماعية يبرمها العرب عَقِب انشاء جامعتِهم، من أهم الوثائق العربية التي أسهمت آلياتها في توثيق الصلات الثقافية وبناء الجسور بين الدول العربية في مختلف مجالات الترجمة والتعليم وتبادل الطلاب وانشاء المتاحف ومراكز الثقافة واحياء التراث الفكري، إضافة الى الحفاظ على تراث الأمة العربية ونشره وتيسيره للطالبين بمختلف الوسائل.
ولعل الوثائق الفلسطينية التي يزخر بها الأرشيف الوطني وتؤكد هوية القدس والمسجد الأقصى المبارك وتدحض المزاعم الإسرائيلية، أبلغُ شاهدٍ على أهمية الأرشيف الوثائقي في اثبات الحقوق التاريخية للشعوب والأجيال المقبلة وتجسد جسراً للتواصل فيما بينها. ولا يفوتني في هذا المقام أن أشيد بالدور المهم الذي يقوم به الأرشيف الوطني الفلسطيني والمسئولية الوطنية الجسيمة التي تقع على عاتقه للحفاظ على الوثيقة التاريخية الفلسطينية التي تمثل جزءاً من الكيان القومي للشعب الفلسطيني وتاريخه اليومي على أرضه وتراثه، فالحفاظ على الهوية الفلسطينية ووثائقها هو تعزيزٌ للحفاظ على الهوية العربية من محاولات تشويهها وطمس ملامحها وتزوير الحقائق التاريخية.
التعليقات مغلقة.