كتب – صبري زمزم :
أقامت شعبة السرد باتحاد الكتاب برئاسةد. عطيات أبو العينين أمسية ثقافية أدبية نقدية تمت فيها مناقشة رواية كريستالة تأليف د محمد عبد العزيز عبد الدايم أستاذ النحو بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وشارك في المناقشة كوكبة من النقاد والأدباء والشعراء منهم د. صبري زمزم مدير تحرير الأهرام، ود. عايدي جمعة أستاذ الأدب والنقد ود. شيرين العدوي والشاعر صالح شرف الدين، والمخرج المسرحي مجدي مرعي ود.شروق كمال.
وفي البداية قدمت د. عطيات أبو العينين نبذة عن الأديب د. محمد عبد الدايم، والرواية حيث أشارت إلى أنها تنتمي إلى أدب السيرة الذاتية، حيث يتناول الأديب قصة حياته، من جوانب شتى ولكنه ركز على سيرة والدته، ودورها في تربيته هو وإخوته الخمسة بعد وفاة والده وهم بعد صغار وتساءلت هل هذه رواية أم توثيق لسيرة ذاتية.
وعندما تحدث الأديب محمد عبد الدايم عن الرواية قال إنه أكاديمي أصيب بكورونا حبستني الكورونا في غرفة العزل لمدة عشرة أيام، ففكرت في مداعبة اللاب توب بشيء مفيد ومسل في الوقت نفسه، فشرعت في توثيق جانب من حياتي فإذا كتب الله لي النجاة فبها ونعمت،وإذا كان غير ذلك فلأترك أثرا وذكرى واستأذنت أمي فيما سأكتبه عني وبعد جهد جهيد صرحت لي بالكتابة عنها،ةخصوصا أنها قارئة دءوبة، فجاء الوقت الذي تقرأ فيه عن نفسها كأم أقدمها نيابة عن كل أم، لأنني مبهور بها لأنها تفعل شيئا أعجز عن فعله.
وأشاد الناقد صبري زمزم بالهدف من وراء هذه الرواية وهي رسالة بر وإشادة بكل أم بصفة عامة، وأم الأديب بصفة خاصة، حيث عبر عن دور الأم تجاه أبنائها ولا سيما إذا كانت هي العائل الوحيد للأسرة التي فقدت الأب، واختياره لعنوان الرواية كريستالة يشير إلى تعدد أدوار أمه كأم وأب ومربية ومعلمة، وتعدد أوجه التضحية في كل مراحل حياتها وحياة أبنائها.
وأشار إلى أن العمل ليس سيرة ذاتية للكاتب بل هي سيرة حياة أمه، فهي البطلة وهو الراوي.
ويؤخذ على الكاتب أنه لم يسر بحكايته في خط مستقيم من حيث الزمن ومن حيث ترتيب الأحداث حيث كان معنيا بذكر حكايات ومواقف تبرز سجايا أمه وصفاتها بدون ترتيب زمني، فجاءت مواقف ومشاهد متقطعة.
واللغة عربية فصيحة ولكنه استخدم معجما رصينا صعب الألفاظ في بعض الأحيان بما لا يناسب قراء الروايات.
أما الناقدة د. شيرين العدوي أستاذة الأدب والنقد، فأشارت إلى إعجابها بتوجه الرجل إلى أمه لينطلق منها لعرض سيرته الذاتية الأمومية، وفي هذا تقدير للأم ليس أمه فقط ولكن لتكون بمثابة شهادة تقدير لكل أم مصرية.
وقد استوقفني الراوي العليم الذي بدأه أفلاطون وهو الراوي المتواري الذي يختفي في الأحداث لكن الراوي في هذه الرواية واضح وظاهر ويسيطر على الرواية،وهو شكل سلطوي أبوي يريد أن يجعل حدودا جامعة ومانعة لايريد القارئ يبتعد عما حدده له ولم يترك لخياله العنان ليظن ويحسب ما يشاء، ولكنه عامل القارئ كراع يمنعه من تخطي حدود مرسومة،
والعناوين الفرعية تكشف النص فتفسد التشويق والشغف لدى القارئ،وتهوي بعامل مهم من عوامل الإمتاع في القراءة أو الرواية.
د. عايدي جمعة أستاذ الأدب والنقد قال إن العنوان كريستالة يوحي بانعكاس الرؤى المختلفة وكأنها مرآة متعددة الوجوه، فأمه تنعكس من خلالها وجوه كل من حولها أبوها وأخوها وأبناؤها وبناتها وجاراتها، طبيعة المكان تختلف الأمكنة بين المنوفية والإسكندرية والقاهرة، والجزائر وإسلام أباد ومكة، فالمكان متنوع متعدد، والزمن في الرواية لايسير على خط مستقيم لأن الكاتب كتبها وهو مريض بالكورونا وكأنه يودع الحياة فلجأ إلى الماضي والذكريات، ورسمها في لوحات مختلفة لحرصه على ألا يفوته منها شيء، فجاءت كما اتفق بدون ترتيب. المجاز حاضر بقوة في لغة السرد والحوار لم ينقطع بين الكاتب وأمه حتى تليفونيا.
وقال الشاعر صالح شرف الدين إنها سيرة ذاتية انتقائية تذكرني برواية الأيام لطه حسين، لأن الكاتب انتقى ما يقوله عن أسرته وعن أمه وراجعه عليهم ونقحه معهم، وهي شهادة على أحداث واقعية حقيقية.
ويرى المخرج المسرحي مجدي مرعي أن هذه سيرة نصف ذاتية لأن الراوي يقتسم البطولة مع أمه، فجاءت وسطا بين السيرة الذاتية والسيرة الغيرية، إنه يقدم نفسه في عيون أمه، ويقدم أمه من خلال عينه وإحساسه، والرواية تردنا إلى قريتنا وأصالتنا وأخلاق القرية وأهالينا فيهامن خلال أسرته والمحيطين بها. والغلاف كان معبرا تماما عن الرواية كعتبة من عتبات النص.
التعليقات مغلقة.