وفي تقديمع للعرض ذكر الفنان مهاب عبدالغفار .. “يشكل التاريخ مادة إنسانية يكون من شأن التنقيب في عناصرها أن تتحول إلى دلالة معرفية…. ونحن نتفحص هنا تلك الهضبة التي درج على وصفها بـ “كوم غراب”؛ جبل الفقراء بمصر القديمة، حيث تخبر طبقات تلك الهضبة بتواريخ إنسانية، لمجتمعات كانت تحتفي بتلك الحياة البسيطة؛ بذلك الإرث الفنتازي للحضور الشعبي،…. من هذه المادة قام الفنان محمد أبو النجا بحفائره البصرية في البقايا المهدمة من البيوت،…. إن كل تفصيلة تحتويها طبقات تلك الهضبة، تتحول بصرياً إلى دلالة لوجداننا الشعبي الاجتماعي الذي تراكم بطقوسه ومعارفه،…. يفتح الفنان هنا كل الأماكن السرية في روح الجبل، ويضيف إليها ما تكاثف في الذاكرة التي شكلتها الأساطير والعقائد والأديان، ونجد أيضاً في طيات وخبايا العمل تلك الأجساد التي أتت من تصاوير الواسطي والتصاوير الهندية القديمة، الأمر الذي يحيلنا إلى وصل ما ينكشف داخلنا من إرث إنساني، نحن هنا أمام توليفة عجائبية تتعدى مجتمع كوم غراب في تاريخه المعاصر الذي نعرفه، نحن أمام إعادة صياغة لفكرة إنسانية عمقها تحقيب الفنان في التاريخ البصري للأثر….”
يستمر المعرض حتى 24 أكتوبر الجاري بجاليري ديمي (15 شارع أحمد صبري – الزمالك).






