بدر شاشا :
مع اقتراب انطلاق بطولة كأس إفريقيا للأمم في المغرب بعد عشرة أيام، تتجه الأنظار نحو المملكة التي وضعت معايير جديدة لتنظيم البطولات الكبرى. هذه النسخة من البطولة ليست مجرد منافسة رياضية، بل تجربة متكاملة تجمع بين الأداء الرياضي، التنظيم الاحترافي، والالتزام بالبيئة والتنمية المستدامة.
الملاعب التي ستستضيف المباريات صممت وفق أحدث المعايير العالمية، مع التركيز على الاستدامة البيئية. تم تجهيز الملاعب بأنظمة إضاءة وتبريد موفرة للطاقة، بالإضافة إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية لتقليل الانبعاثات الكربونية. كما تم تطبيق تقنيات إعادة تدوير المياه للحفاظ على الموارد الطبيعية، خصوصًا في صيانة الملاعب ذات العشب الطبيعي والصناعي، لتكون هذه الملاعب نموذجًا حيًا للرياضة الصديقة للبيئة.
الاستدامة لم تقتصر على الملاعب فقط، بل شملت جميع مرافق البطولة. النقل بين المدن والملاعب والفنادق يعتمد على وسائل صديقة للبيئة، من حافلات كهربائية وسيارات هجينة إلى تشجيع الجماهير على استخدام المواصلات العامة. كذلك تم تصميم برامج لفرز وإعادة تدوير النفايات، مع الحد من استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام، لتقليل أثر البطولة على البيئة.
البرامج المصاحبة للبطولة تجمع بين الرياضة والثقافة، حيث تم تنظيم فعاليات تثقيفية للجماهير حول أهمية الحفاظ على البيئة والطاقة المتجددة وإعادة التدوير. الفنادق والمرافق السياحية التي تستضيف الفرق والجماهير حرصت على تطبيق معايير صديقة للبيئة، مثل تقليل استهلاك المياه والطاقة، وإعادة تدوير النفايات، لتقديم تجربة متكاملة ومستدامة لجميع الزوار.
من الناحية التنظيمية، المملكة أتمت الاستعدادات النهائية من حيث البنية التحتية، الخدمات اللوجستية، والأمن، والبث التلفزيوني. جميع هذه الجوانب تعكس قدرة المغرب على استضافة حدث رياضي كبير بكفاءة عالية، مع الحفاظ على البيئة وتعزيز الوعي المستدام بين الجماهير والزوار الدوليين.
في هذه النسخة من كأس إفريقيا، يظهر المغرب نموذجًا رائدًا في الجمع بين الرياضة والتنمية المستدامة، مؤكداً أن الملاعب والمرافق الرياضية يمكن أن تكون صديقة للبيئة دون المساومة على جودة الحدث أو تجربة الجمهور.
هذه البطولة ليست مجرد مباريات، بل فرصة لإبراز قدرة المغرب على التنظيم الاحترافي، الابتكار البيئي، والاستدامة في الرياضة، لتكون رسالة قوية لكل القارة والعالم بأن الرياضة والطبيعة يمكن أن يسيرا جنبًا إلى جنب.
