بقلم – رحو شرقي:
الرجل الذي تَلُفه قطعة قماش بيضاء كان يغازلها دوما ، ويتمنى منها البطل الذي يُكمل المشوار ..
أليست هذه رائحة الطيور ؟
خبر على عجل !.. ها قد عاد الهدهد ،
إنها يد تحضن طِفلها ، مهموما كثيرا …كثيرا .
لحد الانزواء يخبىء دفاترا وتذكرة مسافرا .
هاهو يضرب بقدمه وسادته ، كانت تخبىء أحلام السُّهاد ..يرى اُمَه في عناقيد العنب وانهار الخمر .
إن العين التي تحرسه ، كان يُحلق فيها بجناح ملائكي ؛ هي في الحقيقة غابة الزيتون ..
لقد غادر المكان وحُلمه حقول اللوز والليمون ..
هكذا على قمة الجدران يُبنى الهرم !!
عاش مترنحا بين الأنفاق ، إطلالته دوي يهز ذلك الكيان ..آه أين الهدهد ؟!
أفتقده ، وما بال الفتية ؟!
انتظر قميص يوسف وبصر يعقوب …
كانت وشاية من سوق النخاسة …فالتاج الذي في رَحلِه ، هو نّعل أمي ، أمي الغزاوية …
والسفينة التي نجت من الطوفان ، قائدها نبي ؛ كانت تحملها يد الله .. نعم يد الله …
لقد اوصيت لإبني ، أن لا يُضيع ذلك الكتاب ؛ هو ميلاد الإنسانية …
فأنشدة الحياة ! .. التى رسَمَتها تلك الصرخة ، قد ألتهمت الصمت ؛ لم تخرج من مكبر الصوت !.. .
الذي يبعدنا مسافة الصوت ، أعدمه لأراك .
الأن تحضنني أمي ، وعلى صدر الثرى عطري.. فمن يتزين ؟! .. شهيد !!!!!..