مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

“قَانُونُ الحَربِ في نُصوصِ نثرِ صَدرِ الإِسلَامِ” في العدد الجديد من سلسلة “مراصد”

  كتب – اسماعيل الخولى

الإسكندرية في 3 يناير– صدر عن وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية العدد الحادي والأربعون من سلسلة “مراصد” بعنوان “قَانُونُ الحَربِ في نُصوصِ نثرِ صَدرِ الإِسلَامِ”، تأليف الدكتور أحمد عطية؛ الباحث بمركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية.

تهدف الدراسة إلى استنباط واقع قانون الحرب في الإسلام من خلال النص النثري الذي قيل في فترات الحروب. ويقول الباحث إن النص الأدبي له  -بالإضافة إلى الإيحاءات اللغوية والأدبية – إيحاءاتٌ أخرى، أو عطاءاتٌ أخرى يمكن أن نستنبطها من خلال قراءته قراءة تحليلية أو تفصيلية، وهي ما يمكن أن نسميه بالإيحاءات الفكرية للنص الأدبي. وقيمة هذه الإيحاءات الفكرية أنَّها لو صح استنبطاها يمكن أن تُسهم في حل قضايا فكرية كبرى دار حولها الجدلُ طويلًا في تُراثنا العربي على مدى قرونِه الماضية التي هي عمر ذلك التراث. ومن أمثلةِ تلك القضايا الفكرية الكبرى قضية قانون الحرب في الإسلام، وما دار حولها من شوائب كثيرة لعلَّ بعضها يتلخص في ذلك السؤال: هل انتشرَ الإسلامُ فعلًا بحدِّ السيف كما يزعمون؟

ويحدد الباحث في بداية الدراسة المحاور التي يمكن معالجة الموضوع من خلالها؛ وهي: الفترة الزمنية التي تنتمي إليها النصوص الأدبية التي سيعالج من خلالها قانون الحرب في الإسلام، والمصادر التي يمكن من خلالها أن نقف على هذ اللون من النثر، والملامح العامة لقانون الحرب من خلال النصوص الأدبية في فترة صدر الإسلام.

وتتمثل الفترة الزمنيةِ موطن الدراسةِ في فترة صدرِ الإسلام، تلك التي تبدأ من بعثةِ النبي ، وتنتهي بنهاية الخلافة الراشدة. وتخصيص هذه الفترة الزمنية بالذات يرجع إلى أنها الفترة الأهم في قضيةِ التشريع وتحديد الأُطر العامة والملامح التي سوف يسير في ضوئها مجتمع المسلمين فيما بعد، ليس في قضية الحرب والنزاع مع الآخر فقط، وإنما في كل القضايا التي تهُمُّ المجتمع، سواء في علاقاته الداخليةِ، أو في علاقاته مع القوى الخارجيةِ المحيطة به.

قد يهمك ايضاً:

وقد اعتمد الباحث على مجموعة من المصادر ليستقي منها نصوص الحرب في صدر الإسلام، والمتمثلة في خطب الصحابة الحربية، ورسائلهم ووصاياهم، وقد تنوعت بين المصادر التاريخية والمصادرِ والأدبية، بالإضافةِ إلى المصادِر التي تناولت سيرة النبي ، وتتمثل هذه المصادر في: كتاب السيرة النبوية لمحمد بن إسحاق، كتاب المغازي لمحمد بن عمر بن واقد الواقدي، كتاب فتوح الشام لأبي عبد الله الواقدي، كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم، كتاب المحن لأبي العرب، محمد بن أحمد التميمي المغربي الإفريقي، وكتاب الكامل في اللغة والأدب لأبي العباس المبرد.

وفي المحور الثالث يتناول الباحث بالتفصيل ملامح قانون الحرب بالاعتماد على النثر الأدبي في صدر الإسلام، وتتحدد تلك الملامح فيما يلي: مراعاة حقوق الإنسان في الحروب، حسن معاملة الأسرى في الإسلام، احترام معتقد الآخر، تحديد الهدف الأخروي أو الديني من القتال، عدم الفخر أو البغي، إعلاء قيمة الشورى بين جنود الجيش الإسلامي وقادته، الحفاظ على حياة الجند المحاربين من المسلمين.

ويخلص الباحث إلى أن استنباط واقع قانون الحرب في الإسلام من خلال النص النثري الذي قيل في فترات الحروب، والأولى منها بوجهٍ خاص، هو موضوع من الموضوعات الخطيرة والمهمة في آنٍ واحد، وسبب تلك الخطورة والأهمية أنَّ هذا الأمر سيفتح بابًا آخر من أبواب الدفاع عن الإسلام بالاعتماد على واقع الحياة في تلك الفترة، وهو أمر له أثره الكبير في نفوس أصحاب الحضارات المادية من أهل الغرب.

ويؤكد أن النقطة المهمة التي يهدف إلى التأكيد عليها، والتي هي النتيجة الكبرى من نتائج هذا البحث، أنه يجب التنُّبه على أنَّ هناك سبلًا أخرى للحوار مع الطرف الآخر حول الإسلام، وقيمة هذه السبل أنها تفتح آفاقًا أخرى تكون أجدى في عملية الحوار، وتعتمد على أدلة عقلية منطقية، مما يؤمن به الآخر ويُعلي من شأنه في حياته كلها بحسب زعمه.

إنَّ حقائق التاريخ لا ينكرها منصف، وإنَّ النثر الفني الناتج في حروب صدر الإسلام، والتي هي جزء من تلك الحقائق التاريخية، ثابت في كتب الأدب والأخبار الكبرى الموثوق بها، وإن استنباط قانون الحرب في الإسلام من خلال ذلك النثر هو سبيل من أيسر السبل وأسهلها للإقناع من أقصر طريقٍ إن صح التعبير.

 

اترك رد