قيادي بالحزب الاشتراكي باليمن ل«مصر البلد»: جماعة الحوثي آتت بمشروع خارج العصر ولا علاقة له بالمستقبل ومرفوض تاريخياً
اليمنيون يراهنون على الدور المصري ومصداقية الدعم وحرصهم على حمايته وسلامة أراضيه
علينا العمل على استعادة الدولة في اليمن والحفاظ على هويته وعروبته
معتز أبورحاب
قال أسعد محمد عمر، القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني وعضو الهيئة التنفيذية للتحالف الوطني للاحزاب والمكونات السياسية اليمنية، إن هناك انحسار كبير لجماعة الحوثيين عقب التمددات الكبيرة التي حققتها قوات الشرعية خلال الأيام الماضية.
وتابع، إن الحاصل اليوم اختلف إلي حد كبير عقب دخول مكونات جديدة ضمن منظومة الجيش اليمني والمكونات الوطنية وتحديدا قوات العمالقه والتي انخرطت في المعركة الجديدة التي أعلنت من دول التحالف من داخل محافظة شبوه والتي عرفت بعملية «حرية اليمن السعيد» وإن هذه القوة استطاعت أن تحرر المديريات التي سقطت في يد «جماعة الحوثي» في محافظة شبوه وأصبحت المحافظة محررة بالكامل، وتمكنت أيضا من التمدد بإتجاه محافة مارب وعلى مشارف محافظة البيضاء.
وأضاف، القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني، فى تصريحات خاصة ل «مصر البلد»، نراهن على تواجدها خلال أيام القادمة ومشاركتها في أعمال التحرير للمناطق التي سقطت في محافظة مأرب ولفك الضغط الكبير الذي تفرضه مليشيات جماعة الحوثي على المحافظة.
موضحا أن محافظة مأرب تمثل أهمية كبرى في تحديد وجه المعركة وتمثل عامل حاسم فيها.
وأكد عضو الهيئة التنفيذية للتحالف الوطني للأحزاب، أن الوضع العسكري في الميدان أصبح مناسباً بشكل كبير لصالح الشرعية، مشيرا إلى أن مستقبل العملية السياسية مرتبط بمسألة الحسم في الجانب العسكري وأن جماعة الحوثي لا يمكن أن تؤمن بعملية السلام أو تقبل به مالم يتم ضرب مقدرتها العسكرية.
وأوضح أن الشرعية في هذا الجانب تمارس دورها القانوني في إجبار جماعة الحوثي في المثول لعملية السلام باعتبار أن عملية الحرب المفروضة على الشرعية بسبب الإنقلاب هي إحدى وسائل الشرعية لإجبار جماعة الحوثي للعودة لطاولة المفاوضات.
وأضاف «أسعد محمد عمر»، أن الرهان في توحد كافة مكونات الحركة الوطنية المناهضة لجماعة الحوثي واستيعاب كافة القوى الفاعلة منها والرئيسية في الميدان، وكان قد سبق أن خاضت الحكومة الشرعية بدعم التحالف العربي وقيادة المملكة العربية السعودية.
وقال «عمر» إن إنجاز إتفاق الرياض هو خطوة هامة جدا في مسألة تقريب المكونات ولم شتاتها وأصبح اليوم المجلس الانتقالي جزء من الشرعية باعتباره ضمن القوى التي تشكلت منها الحكومة.
مؤكدا أن المكونات الوطنية معنية بأن تنجح إتفاق الرياض وأن تستكمل تنفيذه بشكل عاجل، مؤكداً أنهم يعولون كثيراً على دول التحالف وبالذات المملكة العربية السعودية والإمارات في إنجاح هذا أيضا واستيعاب بعض المكونات التي لا تزال خارج الشرعية وتحديدا مكونات حراس الجمهورية.
وعن حراس الجمهورية، قال «القيادى بالحزب الاشتراكي اليمني»، إنها تشكيلات يقودها طارق محمد عبدالله صالح وهي تشكيلات صارت فاعلة ولديها حضور قوى في الساحل الغربي.
لافتا إلى أننا فى هذا الجانب نشدد على ضرورة توحيد كافة المكونات وإدارة تحت مظلة شرعية وإدارة المعركة الوطنية بشكل جامع في مواجهة الحوثي.
وقال، عضو الهيئة التنفيذية للتحالف الوطني للاحزاب والمكونات السياسية، إن تنفيذ اتفاق الرياض تأخر كثيرا ومضى الآن وقت طويل منذ التوقيع عليه.
وبات من الضرورة اليوم على جميع الأطراف تدارك الوقت والتحول العاجل نحو تنفيذ الإتفاق وتقريب وجهات النظر بين المكونات المناهضة للحوثي وإنهاء الاختلالات في عمل التحالف خاصة بعد أن استفحل خطر الحوثي بشكل أكبر وتجاوزه في استهداف المدنيين والأعيان المدنية في مأرب والمملكة العربية السعودية ووصول اعتداءاته إلي داخل الإمارات واستمراره في استهداف المصالح وخط الملاحة الدوليين.
هذا بالإضافة إلى خطر التمدد الإيراني والذي أصبح اليوم أكثر وضوحاً وباتت الأجهزة العسكرية في إيران تتحدث عن وجودها في المنطقة وعن تبعية جماعة الحوثي لها وعملها تحت إدارتها قائلا: إنه سبق أن إلتمسنا جميعاً حجم الدور الإيراني في إدارة ودعم الحوثي الإرهابي لاستهداف المنطقة.
وأكد «عمر» أن الجانب الدولي حاضر بقوة منذ البداية الأولى في اليمن وأن حجم المصالح الدولية كبير في المنطقة، مشيرا إلى أن اليمن تتمتع بموقع استراتيجي هام ولم تكن بعيدة عن مطامع مختلف الدول الاستعمارية والتوسعية.
وقال إنه مع اتساع دائرة التنافس حاليا في الصراع الدولي وحالة التحول في المنافسة بين المنظومة الدولية نتذكر في هذا الإطار حجم الطموح الإيراني الذي تؤصل له إيران بأحقيتها في التمدد بمختلف دول الوطن العربي وخاصة اليمن والخليج وما وجودها في اليمن إلا البداية من أجل التمدد بإتجاه دول الخليج.
وتابع، إن إيران تعيش حالة من التأزم بينها وبين المجتمع الدولي وتمارس كافة أوراق الضغط من أجل أن ترفع عن نفسها العقوبات وأن تفرض شروطها فيما يتعلق بتحقيق مصالحها وخاصة في الجانب النووي وأيضا يقابل ذلك دور دولي ضاغط على إيران من فرض عقوبات ومحاولة لاثنائها واجبارها على التخلي عن برنامجها النووي.
وهذا الوضع جعل القضية اليمنية تتحول من ملف منفصل إلي ورقة ضغط داخل المنطقة وظهرت فاعلية إيران بوضوح في اللعب بالأزمة اليمنية عن طريق جماعة الحوثي إحدى أدواتها المؤذية التى تستغلها من أجل فرض ضغوط معينة عبر تهديدات المصالح الدولية التي تعني الدول المنافسة لإيران وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
ونلاحظ اليوم أن الملف اليمني أصبح إحدى الأوراق التى يتم الآن اللعب فيها في إطار جولات المفاوضات، وتسعى إيران لفرض أشياء معينة من خلال دعم الحوثي والدفع بها للقيام بأعمال إرهابية ومزعزعة بالمنطقة.
وعن مؤتمر وزراء الخارجية العرب الأخير في الكويت، قال «أسعد عمر»، للأسف الشديد أن هذا الإلتفات من الإخوة في الأنظمة العربية والمنظومة الدولية تأخر كثيرا وأن هذا الأمر لم يحظى بالاهتمام الكافي، مؤكدا أن جماعة الحوثي لا تختلف في تركيبتها وفكرها وممارساتها عن جماعات التطرف والإرهاب وأن أعمالها تجاوزت الجماعات الإرهابية المختلفة وصار خطرها أيضا ليس فقط داخل الوسط اليمني بل إمتد وشمل الجزيرة العربية ومس الكثير من المصالح الدولية وعلى الأقل من ذلك ما يتعلق بجانب خطوط الملاحة الدولية.
وهناك الكثير من الأحداث التي شهدتها المياه الإقليمية باستهداف سفن النفط وغيرها من أعمال القرصنة البحرية وزرع الألغام، وكنا نأمل في أن يوضع كل هذا بالاعتبار
مضيفاً أن مشكلتنا مع جماعة الحوثي أنها جماعة عائدة بالمجتمع اليمني إلي حقبة الصراعات الماضية والقديمة والمتخلفة وتستدعي جانباً عنصريا سلاليا وتعمل على تفرقة المجتمع اليمني وإحياء أشكال التميز الطبقي والاجتماعي، وأنها تنتهج أسلوب التكفير في تصنيفها لخصومها وتستغل الجانب الديني بشكل كبير في إدارتها للمعركة وترتبط ولائياً بالفقيه في إيران وتعلن أن مسعاها لا يقف عند حدود فرض سيطرتها على اليمن فقط بل على كامل المنطقة في الجزيرة العربية.
وعن وضع الشرعية في اليمن، أكد أنها تعمل في واقع شديد الصعوبة وبإمكانيات محدودة جدا وهناك الكثير من الأسباب الأخرى التى تعوق عملها ومن ضمنها عدم انسجام مكونات الشرعية أو انشغالها في الصراعات الجانبية أو ما يمكن أن نسميها بالتفاصيل، لكن تبقى هي المعبر الشرعي والقانوني عن الدولة في اليمن والمسؤولة عن الشعب في اليمن والجهة الوحيدة المخولة بالتمثيل في كافة المحافل الداخلية والخارجية.
وعن الحديث عن القمة العربية المزمع عقدها في الجزائر خلال الفترة المقبلة، قال «عمر» نأمل ونطالب بإيلاء القضية اليمنية الاهتمام الخاص وإدراك أبعاد المعركة التي تخوضها الشرعية ومعها التحالف، وأنه من الضروري العمل على إستعادة الدولة في اليمن والحفاظ على هويته وعروبتها وحماية كافة دول الجزيرة العربية التي أصبحت عرضه للخطر المباشر من إيران.
خاصة بعد أن تبينت طبيعية وحدود المشروع التوسعي الإيراني المستهدف للجزيرة العربية بشكل مباشر، وبأن هذه المطامع الايرانية لن تقف عند حدود الجزيرة بل ستشمل دول أخرى خارج الجزيرة العربية غير لبنان.
وذكر «عمر» مازال دور المنظومة الدولية وخاصة الأمم المتحدة دون الفاعلية المطلوبة ولولا ضعف هذا الدور لما استمرت إيران وأدواتها وعلى وجه الخصوص «جماعة الحوثي» في ممارسة هذه الأعمال الإرهابية المزعزعة للأمن الدولي.
موضحا، إن المنظومة الدولية ربما تمشي بحسابات معينة تعنيها وهي مرتبطة بمصالح الدول المتناقضة وربما هذا ينعكس على طبيعة الصراع في اليمن والمنطقة وبكل تأكيد ينعكس على طريقة عمل مؤسسات الأمم المتحدة لكن في كل الأحوال نحن نجد من الاهمية التنبية إلى أنه لابد أن يحدث تحول حقيقي في إدارة الأمم المتحدة للأزمة وأن تخرج من حالة الروتين في العمل وأن يكون هناك مواقف حاسمة وجدية تحد من دور إيران وتساعد على تحقيق السلام الدائم في اليمن.
وعن الدور المصري في الأزمة اليمنية قال: إنه تربط مصر باليمن روابط تاريخية وجمعت المكونات الوطنية في اليمن ومصر شراكة حقيقية وقدمت مصر تضحيات سخية في سبيل دعم اليمن الكثير.
وترحم «عمر» على شهداء مصر الأبطال الذين رووا بدمائهم الزكية أرض اليمن وكانوا شركاء حقيقيين وصادقين إلي جانب إخوانهم في اليمن موجهاً التحية لكل أبطال الجيش المصري الذين شاركوا في ثورة اليمن الجمهورية مترحماً على من وفاه الأجل من هؤلاء الأبطال الذين اشتركوا في المعارك البطولية من مختلف مكونات الجيش الوطني المصري في اليمن وسائلا من الله أن يطيل أعمار من تبقى من هؤلاء.
وأضاف «عمر» التحية موصولة لمصر قيادة وحكومة وشعبا.
مؤكدا أن مصر تحظى بمكانة كبيرة جدا في نفوس اليمنيين ورهان اليمنيين كبير جدا على الدور المصري ومصداقية الدعم وحرص مصر على دعم اليمن وحماية سيادته وسلامة أراضيه، مضيفا، أن مصر واليمن يربطهم مصيرا مشترك.
وأختتم القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني، قائلاً أن جماعة الحوثي إحدى مكونات النسيج الاجتماعي اليمني لكنها آتت بمشروع خارج العصر لا علاقة له بالمستقبل ومرفوض تاريخيا وأنها لا يمكن أن تكون جزء من المستقبل طالما ظلت تحمل هذا المشروع وطالما ظلت تركيبتها الفكرية قائمة على هذا المشروع الاستعلائي العصبي واستنهاض الصراعات الطائفية والولاء المطلق لإيران.
مؤكدا أن وجود جماعة الحوثي سيكون مستحيلا مالم تغادر هذا المشروع.
التعليقات مغلقة.