جددت قطر التزامها الثابت بدعم الشعب الفلسطيني الشقيق حتى ينال جميع حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره، وإنهاء الاحتلال، ووقف أنشطة الاستيطان، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة والقابلة للحياة، وفقا لرؤية حل الدولتين المعتمدة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقته الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أمام الجلسة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، حول البند (35) بشأن قضية فلسطين، في مقر الأمم المتحدة، بنيويورك، حسبما ذكرت وكالة الأنباء القطرية “قنا”.
وأشارت إلى أن اجتماع الجمعية العامة ينعقد عقب المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، الذي ترأسته كل من المملكة العربية السعودية الشقيقة والجمهورية الفرنسية في يوليو الماضي بنيويورك، مشيرة إلى أن المؤتمر أسفر عن إصدار إعلان نيويورك الذي اعتمدته الجمعية العامة في الثاني والعشرين من سبتمبر الماضي، وأكد الالتزام الدولي الثابت بحل الدولتين.
وبينت أنه في إطار جهود دولة قطر للوساطة للتوصل لوقف إطلاق نار في قطاع غزة، شاركت في الاجتماع الذي دعا له الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، على هامش الأسبوع الرفيع المستوى للأمم المتحدة في نيويورك، لافتة إلى أنه في التاسع والعشرين من سبتمبر الماضي، أبدت دولة قطر، ضمن الدول الثماني العربية والإسلامية المشاركة في الاجتماع، تقديرها للدور القيادي للرئيس ترامب، وترحيبها بإعلانه عن خطة لإنهاء الحرب في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإعادة إعمار القطاع، ومنع تهجير الفلسطينيين، ودفع عجلة السلام الشامل.
وأشارت إلى أنه نتيجة للجهود التي واصلت دولة قطر بذلها مع الولايات المتحدة وجمهورية مصر العربية الشقيقة والجمهورية التركية الشقيقة، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وتم إقراره في قمة شرم الشيخ التي عقدت في الثالث عشر من أكتوبر الماضي.
وأوضحت أن دولة قطر، في إطار سعيها لدعم تثبيت المكاسب المتمثلة بوقف إطلاق النار، تؤكد على أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن 2803، المعتمد في السابع عشر من نوفمبر الماضي، الذي رحب بالخطة الشاملة لإنهاء الحرب في قطاع غزة وإعلان الرئيس ترامب من أجل السلام والازدهار الدائمين المؤرخ في الثالث عشر من أكتوبر الماضي، بما يضمن وقفا شاملا ومستداما لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية بدون قيود أو عراقيل، وإعادة إعمار القطاع، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، وعدم اتخاذ أية خطوات تهدد أمن وسلامة المدنيين، وعدم تهجير الشعب الفلسطيني، بما يمهد الطريق أمام تحقيق السلام العادل والمستدام في المنطقة.
وفي سياق المستجدات بقطاع غزة، أعربت عن إدانة دولة قطر الشديدة لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي الوحشية بالقطاع في الأسبوع الماضي، معتبرة أنها تصعيد خطير يهدد بتقويض اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضافت أن دولة قطر لطالما أكدت ضرورة ترابط عوامل الاستقرار في المنطقة، وفي هذا السياق أعربت عن إدانة دولة قطر بأشد العبارات التوغل الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي في ريف دمشق وما رافقه من قصف أدى إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين، معتبرة ذلك انتهاكا صارخا لسيادة سوريا وللقانون الدولي والإنساني. كما أعربت عن إدانة قطر الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بالقرب من مدينة صيدا جنوبي لبنان، وأدت إلى سقوط شهداء وجرحى، مؤكدة أن هذه الغارة تمثل اعتداء وحشيا على الشعب الفلسطيني الأعزل، وسيادة الجمهورية اللبنانية الشقيقة، وخرقا صارخا للقوانين والمواثيق الدولية.
ودعت الجمعية العامة إلى التصدي للأزمة غير المسبوقة التي تواجهها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا”، التي لا غنى عنها في مساعدة الأشقاء الفلسطينيين بموجب قرار إنشائها رقم 302، مؤكدة مجددا على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، وفقا لقرار الجمعية العامة رقم 194 وقرار مجلس الأمن رقم 237.
وأشارت إلى أن دولة قطر تجدد دعمها لانعقاد المؤتمر الدولي بشأن إعادة إعمار قطاع غزة، الذي سوف تستضيفه جمهورية مصر العربية الشقيقة بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتنسيق الجهود الإنسانية، بما يضمن تحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني في القطاع.
