بقلم – م. استشاري هاني فاروق إسماعيل
عضو اللجنة العلمية – نقابه المهندسين المصرية
تمر الأيام مسرعه لتعلن نهايه عام 2017 وبدايه عام 2018 وقبل ان نترك هذا العام يجب ان نحاسب انفسنا ونسلط الضوء علي عامنا هذا بما فيه من انجازات وإخفاقات.
أن هذا العام هو بداية أعوام الانجازات البترولية ولن يتوقف قطار البترول بعد ذلك الا في محطات الانجاز الفعلي والمخطط. لقد عانت مصر كثيرا منذ ثوره يناير 2011 وما نتج عن الوضع السياسي المضطرب من خسائر في الاقتصاد والصادرات وزيادة الواردات كنتيجه طبيعيه لانهيار الصناعة لأسباب عده منها عدم توفر الطاقة اللازمة لتشغيل كثير من المصانع مما أدي الي توقف كثير منها وبناء عليه دفع الشعب المصري فاتورة هذا الانهيار السياسي في صوره غلاء المعيشة وعدم توفر متطلبات المصريين من طاقه وغاز مما أدي إلي اللجوء لاستيراد الغاز بعد ان كانت مصر مصدره للغاز الطبيعي.
وهنا كان للقيادة السياسية كلمه بعد استقرار الوضع السياسي في 2013 وكان اكتشاف ثروات مصر المدفونة في اعماق الدلتا واعماق المتوسط من الأولويات المطروحة علي مائدة المناقشات.
ان المتطلبات كانت كثيره وانجاز الكثير منها واضح للعامه وعلي رأسها اكتشافات الغاز الطبيعي الذي وجه انظار العالم الي مصر واذا سلطنا الضوء عن هذا العام فقط 2017 سوف نضع ايدينا علي مكامن النجاح. بدأنا عام 2017 وكان انتاجنا من الغاز يقارب 4.5 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعي في حين ان استهلاكنا يقارب 6.2 مليار قدم مكعب يوميا والفرق بين الانتاج والاستهلاك هي فاتورة الاستيراد التي تتحمتها الدولة بملايين الدولارات وبالتالي المواطن المصري الذي تظهر سلبيات ذلك علي كاهله من زيادة الأسعار والحياة المعيشيه عموما وما هو اكثر من ذلك حيث ان عدم توفر الغاز جعل من المعاناة رمزا لحياته.
كان الامل يراودنا ليل نهار في نجاح مجهودات القيادة السياسية والقائمون عليها أن نجتاز هذه الصعاب وكان وراء ذلك رجال وضعوا المسؤليه علي عاتقهم وتوكلوا علي الله. وبدأت وزاره البترول طرح المزايدات للتنقيب والكشف عن البترول والغاز في أراضينا حتي المياه الاقتصادية في شرق المتوسط حتي بلغ عدد الاتفاقيات 83 اتفاقيه بدايه من 2013 حتي الان. وبدأت الآمال و البشاير تلوح من بعيد حيث كانت باكوره الاكتشافات لحقل سلامات في سبتمبر 2013 باحتياطي 2.1 تريليون قدم مكعب ثم حقل اتول في مارس 2015 باحتياطي 1.5 تريليون قدم مكعب ثم حقل ليبرا والنورس في المرحلة الأولي وتكتمل المرحلة الثانية بدخول حقول جيزه والفيوم ورافين بأجمالي احتياطي 5 تريليون قدم مكعب ثم يتم اكتشاف البئر العملاق ظهر في شرق المتوسط بأحتياطي 30 تريليون قدم مكعب وتنتهي بحقل بلطيم في يونيو 2016 بأحتياطي 1 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
وماذا بعد الاكتشافات ؟ …. صراع مع الزمن لتجهيز وتطوير هذه الحقول حيث انه بدون تطوير ليس هناك انتاج. وبدأ صراع من نوع اخر وهو كيف نواجه الوقت والتحديات المفروضة علينا … كيف نبني دون النظر الي الوراء …. كيف يكون التفائل هو سلاحنا ضد المشككين المغرضين المحبطين …. وقد نجحنا بعد عزم واصرار علي تحقيق ما نصبوا اليه.
وبدأ الانتاج … وكان نصيبنا هذا العام من الغاز 700 مليون قدم مكعب من حقل النورس و 300 مليون قدم مكعب من حقل اتول ومن ساعات قليله مضت تم أضافه 350 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي من حقل ظهر وهو جزء من المرحلة الأولي ويطلق عليها مرحله الانتاج المبكر ليكون اجمالي ما تم دخوله علي الشبكه القوميه للغازات هو مليار و 350 مليون قدم مكعب لهذا العام وبذلك تذيد الطاقة الانتاجيه من الغاز من 4.5 تريليون الي 5.85 تريليون قدم مكعب لنقترب من الاكتفاء الزاتي.
ومع انتهاء المرحلة الأولي في الربع الثاني من 2018 واكتمال جميع مراحل حقل ظهر سوف نحقق الاكتفاء الذاتي ويكتب اسم مصر في سجل المصدرين وتتغير خريطة ودبلوماسيه الطاقة في الشرق الأوسط والمتوسط شرقه وغربه.
ان من الانجازات التي لا يعلمها الا القليل القليل بأنه حسب مخطط الانتاج لحقل ظهر كما وضعته شركه ايني الايطاليه وهي الشركة المكتشفة للغاز تكون باكورة الإنتاج من الغاز هو مارس / ابريل 2018 بمعدل مليار و 200 مليون قدم مكعب في اليوم ولكن ترائي للقيادة السياسية بأن التبكير بالانتاج ولو بقدر 350 مليون قدم مكعب يوميا سوف يقلل من فاتورة الاستيراد ويضيف لخزينة الدولة ما يمكنها في إصلاح ما هو مطلوب حسب الأولويات المطروحة علي طاوله المناقشات ولذا سميت هذه المرحله بمرحله الإنتاج المبكر ولهذا كان الموقع البري والبحري لحقل ظهر ما هو الا ساحه للتحدي لانهاء هذا الانجاز فوجب الشكر لأصحاب الروئا والقرار والايدي التي باتت تعمل حتي اكتمال هذا الانجاز.
قطار الانجازات البتروليه لن يتوقف فهناك المزيد …. طرح مزايدات وتنقب واكتشافات جديده في مجال الغاز والبترول ومع اكتمال الصرح البترولي العملاق الذي يقام في مسطرد بمحافظه القليوبيه وهي الشركه المصريه للتكرير تكتمل مع استمرار سيمفونيه الانجازات.