بقلم – رحو شرقى:
في مساء ذلك اليوم البارد ، بمحطة الإنتظار ؟!..
لمحت وجهها كصورة الأنس ، بعين غير العين .
تمد يدها للعابرين ، لا أحد يكترث …
دنوت منها مسافة الصوت الهامس على مساء دامس .
وأصبحت الباحة مناحة ، بزفرات تسبق العبرات ….
تضمر ضيرا ولا شرا؟!….
قلت لها : …..
كيف ليد علياء تتأرجح للأسفل ؟!..
ووجه مشرق تحجبه الغمامة ؟!…
نظرت إليا منكسرة واتكأت بحالها على ضجيج المارة …
ثم أعادت إليا قولي بالسؤال الجواب …
كيف للأغبياء يتنازعون على شيء ، لا دوام له ولا بقاء ؟..
فالأخ ينازع العم وهذا الأخير يحاج أخاه …
فألصقوا أنفي بالرغام ؟!..
أعيش عيش البائسين المستضعفين !!…
حينها تذكرت قولا ( إذا لم ترضى بما قسم الله لك ، فقد نازعت أمر الآمر في ملكه ) .
وبعدها بادرت بالسؤال ..
ياسيدتي : ……….
هل لك إخوة ؟…
فقالت : ……..
كان لي إخوة طامعون مستبدون ،
تنازعوا نزاعا لا شرف فيه ولا قتال …..
انهم اخوتي ذهبوا بمتاع ، للعيش في قبابهم بصفير رياح العقم…
فلا أحد همّ بشأني ساعة …
ولاشيخ أنبت فيهم همة الطاعة …
ولا امتلأت قلوبهم بالقناعة ..
لكن اليوم لا مضاجع الا كثبان الفلوات ؟!…
في يوم ما : … ..
كنت أميرة في القصر ، كأنثى القمر …
وأحيا في حضن أبي كعمامة النور وعباءة البلور …
واليوم هذا مساء وعزاء …
وأختفى صوتها بالبكاء ، مازالت تحفظ عهد الطفولة والمراثي المبتورة …
وأنا أنظر إليها نظرة الجليل المهيب والخاشع المتخضع ..
كأني ألتحف العراء بين الغرباء الأذلاء ، لأني لن أحرك شأنا ساكنا …
لأسمع صفارة الإقلاع من صاحب القبعة السوداء ، لأستقل قطار الوصول …
لمن الملك اليوم ؟…
عن نزيف الروح رحو شرقي