بقلم – ضياء الدسوقي:
على ناصية طريق قريب من مدخل احدى القرى
..عندما زرعها صاحبها الذي فارق الدُنيا مُنذ أعوام طويلة .كان حسن النية ظن أنها ستحمل اسمه لسنوات طويلة و تتوارثها أجيال من أسرته
لأن الشجرة من فصيلة مُعمرة عاشت طويلاً تضخمت وارتفعت أغصانها في الهواء عالية والتفت أوراقها
.و اصبحت منبع للظل ُيستظل بظلها القادم إلى القرية
ذات يوماً وجدوا تحتها رجلاً رث الثياب طويل الشعر غريب الشكل .اتخذ أسفلها مسكناً و بعد فترة وجدوه ميتاً .دفنوه تحتها وبنوا له ضريحاً وزاد عدد الراغبين في الحصول على البركة…
ومرت أعوام وأعوام وضاع الرجل وضريحه من ذاكرة مريديه
وفي يوم شديد الحرارة و مر أديب في طريقه للقرية جلس يستريح في ظلهاوحدث نفسه قائلاً يالها من دوحة عظيمة لأبد أن أكتب عنها ..وعن قصص العاشقين الذين يأتون إليها مساء ويتبادلون أحاديث الحب ذهب الأديب ونسى بعد فترة الشجرة وقصص الحب ولم يكتب شيئاً
وفي ليلة حالكة الظلام مُر بالقرب منها رجل مُشرد ضخم الجثة لا يجد عملاً فقال لنفسه لو اختقيت خلفها لن يراني أحد وعندما مر رجل من أمام الشجرة استوقفه الرجل وسلب أمواله .انتشرت قصة سرقة الرجل وانتشر الخوف في القرية وأصبح الطريق إلى جوار الشجرة يخشاه الجميع ويخافون المرور منه مساءً.
بعد شهور قام البوليس بالقبض على عصابة الرجل المشرد وهم مشغولين بتقسيم المسروقات تحت الشجرة
ومرت أعوام كثيرة ونسى أهل القرية قاطع الطريق وعصابته
وذات يوم مر بالقرية رجل غني ..توقف طويلاً أمام الشجرة وأخذ يفكر .ويقول.يالها من شجرة ضخمة ..لها جزع ضخم وفروع كثيرة يُمكن قطعها والاستفادة من اخشابها …وفي ظهيرة أحدالأيام وعلى حين غفلة من أهل القرية أحضر العمال والمناشير وقطعوا الشجرة وحملوا أخشابها بعيداً
..اختفت الشجرة من مكانها ولم يبق لها أثر ..تعجب أهل القرية .ومرت أعوام ونسى الجميع الشجرة ومن زرعها…
(تمت)
التعليقات مغلقة.