بقلم – ميسون الساعدى:
لامس خده برقة، تمهلت أصابعه الصغيرة عند موضع قبلتها، تسمر أمام المرآة ، نزع عن تلك اللصاقة غطائها، بللها بلسانه،ثم طبع الرسم الموجود عليها موضع أصبعه بعناية ، تألق وجهه تحت وقع الوردة الحمراء المطبوعة…
من موقعه، طلب من أمه أحضار هدية جميلة لمعلمته
– أريد هدية كبيرة ، كبيرة جدا
استغربت الأم ، نفت امتلاكها هدية كهذه الآن، اقتربت منه، تهدأ غضبه، مستفسرة عن وردة خده. امتعض
– إذا، أنا سأجد هدية لمعلمتي .
دخل المطبخ، دحرج بطيخة خضراء كبيرة على أرضيته إلى أن وصل الباب الخارجي، نادى على رفيقه ، حملاها معا ، على بعد خطوات من باب صفهما، أصر أن يعبر بها وحده دون مساعدة، اقتحمت عيناه الصف من الباب الموارب، جالت عيناه بحثا عن معلمته ،كانت بالقرب من منضدتها تربت على رأس رفيقه وتقبل وجنته، لم يصدق ما رأى، سقطت البطيخة وتناثر لبهاعلى الأرض….هرج ومرج داخل الصف،دموعه تتساقط، المعلمة تطيب خاطره، تناديه كي يدخل ويجلس في مكانه ، اطلق ساقيه للريح وذهب دون عودة ، الدموع تملأ وجهه ، الوعيد يقذفه فمه كالحمم، كيف تقبل غيره!، كيف تفعل!، بنفس الأصابع الصغيرة أزال وردته عن خده، حاول التأكد من والدته أن أثرها زال تماما…كانت قرب مرآتها تمسك قلمها ، تطوق خديها بأسلاك شائكة مارة بلطف على تلك القبلة التي فازت بها يوما ونفت مرارا حدوثها .