بقلمي – حسين صالح ملحم.. اللاذقية.. سوريا
قالت ..كيف أنا عندك !
فأجبتها مرتجلا
: ظُنُونُ البَشَر
وَمَاذَا أَقُولُ لِأُنثَى حَجَرْ
تَرُومُ الجِدَالَ وَتَهوَى الضَّجَرْ
تُجَافِي النَّوَايَا صَباحَاً مَسَاءً
تُلاَحِقُ خَيطَاً بِثِقبِ الإِبَر
تُتَابِعُ ظِلاًّ كَخَيطِ حَرِيرٍ
تَسُوسُ الأَمَانِي وَتَخشَى النَّظَر
وَتَحسَبُ غَيمَاً يُسِاكِنُ مَاءً
وَصَيفُ البَرَايَا قَلِيلُ المَطَر
فَتَعدُو وَتَغدُو سَرَابَاً بَعِيدَاً
وَنَبعُ العَطَاشَى شَحِيحُ الخَبَر
وَزَادُ القُلُوبِ وِصَالٌ جَمِيلٌ
وَدَاءُ القُلُوبِ جَفَاءُ البَشَر
وَشِعرِي يَقُولُ بِأَنِّي أُغَنِّي
لُحُونَ الحَياةِ بَنَاتِ الفِكَر
وَغَيرِي يَرُومُ جِدَالاً عَقِيمَاً
طَوِيلاً خَجُولاً طَوَاهُ السَّهَر
طَوَيْتُ الَّليَالِي وَلَمَّا أُوَافِي
إِلَيهَا قَصِيدَاً شَدَاهُ الوَتَر
وَكَانَتْ تَحجُّ بِقِبلَةِ شِعرِي
وَكَانَتْ تَقُومُ لَيَالِي السَّحَر
فَجُنَّتْ بِلَيلٍ وَهَاجَتْ وَمَاجَتْ
كَبَحرٍ كَنُودٍ بِمَوجٍ ظَفَر
لِسَانُ الخَلاَئِقِ تَكبُو قَلِيلاً
كَثِيرُ المَعاصِي فَلَيتَ استَتَر
أَنَا إِنْ قَصَدتُ أُوَاكِبُ نَجمَاً
أُضَاحِكُ لَيلِي بِظِلِّ القَمَر
ضَمِيرِي بِعِشقِي نَبِيلُ النَّوَايَا
وَغَيرِي بِشَكِّ النَّوَايَا انتَصَر