تتشرف قاعة المشربية للفن المعاصر باستضافة المعرض الأول للفنان الإيطالي ماركو ماجرينى بعد وفاته المفاجئة حيث نقدم أخر مجموعة من أعماله تحت اسم ” جزر سعيدة؟”.
هذه المجموعة من الأعمال عن الجزر السعيدة هى امتداد لتجربته الحياتية فى مصر، والتى تتبدى فى المقام الاول عبر التباين الحاد بين الالوان الحمراء والبرتقالية من جهة والاسود والازرق من الجهة المقابلة. وكأنه تباين مؤكد بين الليل والنهار، كما تتكشف بالمثل عبر ذلك الحضور المتكرر والملح للسكين؛ التى تستقر بجسدها وكأنها تتكىء على الجزيرة نفسها. وذلك نابع من تفاعل وتأمل متواصل لتلك العبارة الغامضة المكتوبة على خرطوشة بالمتحف المصرى ” إلي من يقف على طرف سكينه ” .
انشغل ماجريني كثيرا بمحاولة البحث عن جسد لهذه العبارة. وهذه الأعمال تظهر بعضا من النتائج التى توصل اليها عبر هذا البحث. انها جزر تحملنا، تقودنا الى مشاهد تحيلنا بدورها الى جزر أخرى ….
ماركو ماجرينى كان يعمل دائما على الورق . يخلط الوان ويراكم طبقات وتقنيات ومواد تصويرية قابلة للتجاور والتعايش فيما بينها: الوان الاكريليك والالوان المائية والتمبرا والباستل الشمعى والاحبار والحبر الصينى الاسود والفرشاة والاختام والكولاج .. فى عالم من التحول المتواصل. وداخل اتزان هش وحرج ومع الاشكال التى تتقاطع فيما بينها وكأننا نعيش داخل لعبة مرايا عملاقة. تماهيا مع عبارة الشاعر راينر ماريا ريلكة ” الفردوس ليس سوى منجما عملاقا للصور” .
التعليقات مغلقة.