مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون
آخر الأخبار
خطيب الجامع الأزهر في أول أيام عيد الأضحى: العيد نفحة ربانية وهبة إلهية ومناسبة لذكر الله وشكره وزيرة التنمية المحلية تتابع تطورات الوضع في المحافظات خلال أول أيام عيد الأضحي المبارك عودة مقاول عمال "السخرة والترحيلة" للعمل بالمصانع .. يقتل براءة الأطفال ويخدش حياء النساء وزارة السياحة والآثار:نجاح نفرة كامل حجاج السياحة الى المزدلفة بعد انتهاء تصعيدهم إلى عرفات وزير الأوقاف ا.د.اسامة الأزهري يؤدي صلاة الجمعة بمسجد مولانا الإمام الحسين بالقاهرة محافظ بورسعيد يزور دار “الحياة” لرعاية المسنات بحي الزهور في أول أيام عيد الأضحى المبارك رقابة على المنشآت الطبية بكفرالشيخ في العيد محافظ القليوبية يشارك فى رسم الفرحة بمؤسسات الايتام بمدينة قليوب وحي شرق شبرا الخيمة أول أيام عيد الأضحى المُبارك...محافظ القليوبية يتفقد مجزر شبرا شهاب بالقناطر الخيرية وزير الزراعة يتابع سير العمل بالقطاعات الخدمية والإنتاجية خلال إجازة العيد

في مخيمات حجاج الجمعيات الأهلية: لا صوت يعلو فوق صوت التلبية والدعاء

أحمد مصطفى:

في قلب عرفات، تبلغ الروحانية ذروتها وتتشوق القلوب إلى المغفرة، بدت مخيمات حجاج الجمعيات الأهلية وكأنها واحة من السكينة وسط الزحام، يغمرها هدوء خاص وتعلو فيها نداءات التلبية والدعاء دون انقطاع.

 

منذ الساعات الأولى من اليوم، تتردد في الأرجاء أصوات التلبية كأنها لحن سماوي متواصل:

“لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك…”

وما بين ترديد التلبية ورفع الأكف بالدعاء، تغمر الخشوع الوجوه، وتنساب الدموع بهدوء، لتشكل مشهدًا قلّما يتكرر في العمر.

 

رغم وجود الآلاف في المخيمات، إلا أن كل حاج بدا وكأنه في عالمه الخاص، يناجي ربه بقلبه قبل لسانه، وكأن لا شيء يحيط به سوى رحمات السماء. حالة روحانية خالصة، تعزل الحاج عن ضجيج الأرض، وتوصله بمناجاة السماء.

 

لا صوت يعلو فوق صوت التضرع، ولا حركة تتقدم على لحظة الرجاء. الدعوات تتنوع، لكن الهدف واحد: القبول والرضا والمغفرة. وتتشابه النظرات المرتفعة إلى السماء، مهما اختلفت المحافظات والانتماءات.

 

قد يهمك ايضاً:

بين دعوات فردية وجماعية، تسود في المخيمات حالة من الصفاء، حيث لا مجال للجدال أو الانشغال بشيء سوى التقرّب إلى الله. تتردد الأدعية بخشوع، بعضها للآخرة، وبعضها للأهل والوطن، وأخرى تكشف عن أمنيات إنسانية بسيطة لكنها عميقة.

 

ورغم الطابع الروحي الطاغي، لم تغب الجوانب التنظيمية التي وفرتها وزارة التضامن الاجتماعي، بدءًا من الإعاشة والرعاية الصحية، مرورًا بمشرفين يرافقون الحجاج على مدار الساعة، وحتى تنظيم الدخول والخروج من عرفات بانتظام وهدوء.

 

المشاهد الإنسانية كانت حاضرة بقوة، من حاجٍ يرفع يديه باكيًا، إلى أخرى تتأمل السماء بصمت طويل، وكأنها تبوح بسرٍ لا يُقال. الكل في خلوته القلبية، والكل يحمل ما بين قلبه ولسانه أمنية يأمل أن تلامس أبواب السماء المفتوحة في هذا اليوم العظيم.

 

كلما اقترب الغروب، ازدادت الخشوعات عمقًا، وازدادت الدعوات حرارة. اللحظات الأخيرة من يوم عرفة بدت كما لو أنها توقفت فيها عقارب الزمن، فالكل ينتظر رحمة، أو مغفرة، أو لحظة قبول.

 

في مخيمات حجاج الجمعيات، يغيب صوت الدنيا، وتعلو نداءات القلوب، وتذوب المسافات بين الأرض والسماء.