مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

في سيسيولوجية القصة الشاعرة وفنياتها.. بحث للدكتور نبيل أبو رفاعي

في سيسيولوجية القصة الشاعرة وفنياتها

                 أ.د. نبيل أبو رفاعي

                     أستاذ الأدب والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات

سوهاج – جامعة الأزهر – مصر 

 

مهاد تاريخي:

من سنن الحياة، التقدم والتطور والارتقاء والترقي، وبالتالي كان من الضروري على الإنسان أن يتحرك من نقطة البداية التي يقف عليها، نحو نقطة أخرى تمثل غاية تفكيره، وخلال هذه الرحلة يمرّ الإنسان بتجارب متعددة، وأحوال متقلبة، من هنا كان على صاحب الرحلة أن يتلاءم مع التجارب المختلفة، والأحوال الجديدة التي اعترته خلال المسافة التي قطعها بين النقطتين، هذا التلاؤم يتمثل في تطور هذا الإنسان، فكريًا، وأسلوبيًا، مما اضطره للتخلى عن بعض الثوابت التي قد لا تصلح للحيوات الجديدة التي مرّ بها في رحلته، إلا أن الطبيعة الإنسانية في أغلب الأحيان، ترفض التعدي على ثوابتها، وقيمها، ومبادئها التي نشأت عليها، وسواء قلنا بخطأ هذا من عدمه، إلا أنها حقيقة في الناس يعلمها القاصي والداني، فعلى المستوى الأدبي مثلاً وجدنا مقاومة ضارية لكل جديد، يحاول أن يتعدى على الثوابت، معتبرين أن هذا الجديد يحاول هدم اللغة، والبعد بها عن دورها، أو استبدالها بلغات أخرى ، ففي الجاهلية مثلا كان للقصيدة شكل معروف يتمثل فى كون البيت من شطرين، وأبياتها  مستقلة، أما فى عصر صدر الإسلام فتطورت أغراض القصيدة وأصبح هدفها الدفاع عن دين الإسلام، والتصدى لأعداء هذا الدين، مما اضطر الشعراء لاستخدام لغة تتناسب والرد على هؤلاء، وفى نفس الوقت تتفق ورحمة هذا الدين الحنيف. أما فى عهد بني أمية فكان لا بد من تعدد موضوعات الشعر؛ نظراً لاتساع الرقعة الإسلامية؛ فكان شعر النقائض، والغزل العذرى، والخمريات. أما فى  العصر العباسي، فقد حدث الاحتكاك بالثقافات الأخرى، فكان على الإنسان أن يطور من نفسه للتعامل مع هذه الثقافات . لقد اعتمد أدباء هذا العصر على (البديع)، وشاعت عنهم الزخرفة اللفظية ؛ دلالة على الحضارة

أما فى العصر الاندلسي، والذى ألتقى فيه العرب بأجناس أخرى، اٍلى جانب ما تميز به من عمران ووديان وجبال وبحيرات، كل ذلك استدعى من الشعراء التجديد؛ لذا ظهرت أوزان جديدة أدت فى النهاية إلى ظهور ما يسمى (بالموشحات) . وفي العصر الحديث ظهرت حركات تحررية مع بدايات القرن العشرين، فظهرت قصيدة (النثر)، وتوالت الحركات فكان (الشعر الحر)، كما ظهرت المدارس الغربية الحديثة(كلاسيكية، ورومانسية…الخ)، ومدارس أخرى عربية مثل(الديوان_المهجر).كل ذلك يؤكد على أن التطور حركة دائمة، بل سنة حياة كما قلنا سابقا، كما يؤكد على أن الطريق لم يكن مفروشا بالورود أمام المبدعين الذين يؤمنون بهذه السنة الكونية، لكنهم لاقوا معارضة كبيرة من بعض الكتّاب والأدباء الكبار، إلا أنهم استطاعوا أن يجدوا لأعمالهم موضع قدم بين الأجناس الأدبية الأخرى.

  كم من مرات ونحن نطالب في محافلنا العلمية، سواء كانت جامعات، أم منتديات، بالتجديد والتطور والابتكا، وأكثر من مرة في مناقشاتنا العلمية نتحدث عن عدم ظهور نظرية أدبية عربية، أو ابتكار ولو جزئي، فلما تحقق ذلك في بعض الأعمال ورأيناه بأم أعيننا، حاول البعض منّا مقاومته، بل هدمه وتقويض بنيانه، وما أراه من وجهة نظري، إلا حسدًا من عند أنفسهم، فللنقد أصول، وللرفض والقبول أصول، فلا يصح أن يكون الرفض أو القبول بحسب الهوى، أقول ذلك؛ لأنه لاح لنا في الأفق مبدع جديد، ابتكر فنًا جديدًا أخذ بلبنا وسمعنا قبل أن يأخذ بأبصارنا، لم نصدّقه لأننا أعجبنا ببهرجة أو جمال موسيقي، أو فخم ألفاظ، أو رقيق معان، وإنما صدقناه ورضيناه فنًا جديدًا بعد ما غصنا فيه وفهمناه، وتذوقناه، وشربناه فوجدناه سائغًا للشاربين، إنه فن (القصة الشاعرة) للشاعر “مُحمد الشحات مُحمد”، وشاعرنا لم يهبط علينا بفنه الجديد -القصة الشاعرة- من برج عاجي كان يستقر فيه بذاته، ولم يأت إلينا بفن أمدته به شياطين وادي عبقر، وإنما أبدع فنًّا له جذوره وأصوله، وطوّر فيه بفكر راق، فعمل على التداخل بين جنسين أدبيين مهمين، يضربان بجذورهما في أعماق التاريخ، هادفًا من وراء ذلك تعدد الدلالات وتنوعها، فللقصة دلالات، كما للشعر دلالات، فما بال الدّمج والتفاعل؟

المبحث الأول: مقاربة نظرية للجنس الأدبي الجديد:

القصة الشاعرة:” قص إيقاعي تدويري، وفق نظام التفعيلة، مؤسسة على التكثيف والرمز والمرجعيات الثقافية”([1])

من خلال التعريف يتضح لنا أنها تعتمد على الإيقاع، والتدوير المرتبط بنظام التفعيلة، كما أن أهم خصائصها وارتكازاتها التكثيف والرمز، والأهم من ذلك أنها ذات مرجعية ثقافية، أي أنها لم تأت من فراغ، وهذا يجعلني أميل إلى ما قاله مبدع هذا الفن “تعدّ القصة الشاعرة نتاجًا طبيعيا لحركة الإبداع العربي في تعاطيه مع الواقع المعيش وفي تداخلاته مع ثورة المعلومات والحداثة الرقمية التي أغرقت العالم بسيل معلوماتها، وتعتبر القصة الشاعرة رهانًا واقعيًا لبروز الشخصية العربية المتفردة”.([2])

إن من أهم ما يدعو لإعجابنا بالقصة الشاعرة، أنها مع جدتها إلا أنها “لا تُهمل (الموروث) وإنما تنطلق منه للتخطيط للمستقبل”([3])، كما أنها لم تقم على أنقاض غيرها من الأجناس الأدبية مثلما حدث مع المدارس الأدبية الغربية.

أمر طبيعى أن يختلف الناس حول بعض الأمور الشائكة، لكن غير الطبيعي أن يكون الرفض أو القبول على حسب الهوى، دون أسس أو قواعد منهجية، ودون دراسة للشيء وتمحيصه وتفنيده، وإنما رفضه لأنى لا أحب مبدعه، أو لأن مبدعه لم يقدمني كناقد حصيف، أو لم يدعني إلى بعض ندواته، وهنا يحضرني سؤال أطرحه على عزيزي الرافض، لو أن “محمد الشحات محمد” مبدع القصة الشاعرة، كان أسمه (جينت) أو (هوجن) أو (لوجون)، أو .. أو .. إلخ، أكان موقفك من القصة الشاعرة كما أنت الآن؟ دعني أتقمص شخصيتك لأجيبك عن هذا الأمر، لو كان المبدع غربيا لفتحت له دور النشر، وتغنى به المثقفون، لكن لأنه عربي وابن جلدتنا كان ردنا على عمله وإبداعه الأدبي (الرفض)، وهو رفض هوى،

السؤال: إلى متى سنظل نسبح بحمد الغرب ونهلل لكل ما يأتي من عنده؟

إلى متى سنظل أمة مستهلكة غير منتجة؟

إلى متى سنظل نقلل من قدرات أبنائنا المبدعين ونصدّر لهم الفشل؟

الأسئلة كثيرة، وتحتاج إلى إجابات أكثر، وهي أسئلة مؤلمة على النفس؛ لا حل لها إلا الانفكاك من عقدة الخواجة الراسخة في أذهاننا.

فائدتها:-

 ما من إبداع أدبي إلا له خدمة يؤديها إلى الإنسانية بأكملها، فضلًا عن الوطن الذي ينشأ فيه، فمن اهتمامات القصة الشاعرة أنها “حاضنة للهم العربي في تجلياته المختلفة، كما أنها مستوعبة لطموحات وتطلعات كل عربي نحو مستقبل مشرق يليق بإنسانيته وإبداعه، إلى جانب أنها منجز إبداعي عربي الصبغة يتسع لعالمية الإبداع، فهي رؤية عالمية بابتكار مصري وعربي … وهو ما يؤكد أننا ما زلنا نساهم بفاعلية في بناء الفكر والوجدان الإنساني”([4])

فخر ما بعده فخر أن يذكرنا مبدعنا بأعمال وأفعال أجدادنا القدماء، الذين كانت أعمالهم قبلة للمثقفين والأدباء الأوروبيين في العصور الوسطى، قصدوا الأندلس لينهلوا من تراث العرب القدماء، ويأخذوا ما ينير لهم الطريق، ويرقى بفكرهم ليخرجوا من ظلمات الجهل الذي فرضته عليهم الظروف القاسية التي عاشوها آنذاك، وها هو مبدع عربي لفن جديد عبّر من المحلية إلى العالمية بمعناها الحقيقي، وترجع فائدتها أيضًا إلى أنها “تعمل على تنشيط التصورات الذهنية -بالتماس مع مختلف العلوم والفنون والتوجهات- وتفجير القدرات الإبداعية لدى المتلقي الواعي والناقد المبدع، إذ أن نص القصة الشاعرة يمثل عالمًا منفتحًا على عدة نوافذ، وفي كل قراءة تجد الضوء أكثر في نافذة تختلف عن سابقتها التي حظيت في القراءة السابقة بالضوء الأكثر، وهكذا يطول المكوث أمام النص متعة وفائدة وبحثًا عن المفتاح الأولي للباب الرئيسي”.([5])

وأود أن أشير إلى نقطة مهمة في هذا الأمر، وهي أن المبدع لم يقم بليّ عنق النص ليخضع لهذه التسمية –القصة الشاعرة- ، وإنما تكونت لديه فكـرة الاسم بعد إبداع النص، والنظر فيه بأناة وروية، فلما تحققت فيه صفات بعينها، هنا أُطلقت التسمية على النص، وصارت معلومة لكل من كتب كتابات توافرت فيها شروط هذا النص على مستوى الوطن العربي، بل العالم.

هذه الشروط هي ما تعارف عليها المتخصصون “بقوانين الأجناسية”، والتي يقع تحتها عدد من البنود تؤكد على صحة هذه التسمية، منها:ـ

  • التراكم، أي وجود عدد من النصوص في أماكن متعددة يكون سمتها كذلك
  • وجود عدد من الكتّاب، في دول مختلفة يلتزمون بقانون كتابتها
  • اختلاف نصوص القصة الشاعرة عن الكتابات الأخرى.

تلك هي أهم شروط أجناسية القصة الشاعرة.

شكل القصة الشاعرة

للقصة الشاعرة شكل يميزها عن غيرها، والمقصود بالشكل هو الشكل الكتابي، يقول “محمد الشحات محمد” : “إن وجود التدوير الشعري فقط مع الاستفادة بالدراما لا يعني أن النص قصة شاعرة، وإنما قد يكون قصيدة تفعيلة معتمدة على السطر الشعري ونهاياته التي لها أهميتها المقصودة، بينما في القصة الشاعرة ليست مجرد الاستفادة بالدراما، ولا تعني بالسطر الشعري، إذ يمكن كتابة الجمل متجاورة (شكل القصة القصيرة) لا يفصل بينها سوى عدد من النقط له مغزاه في النص، كما يمكن كتابة الجمل أسفل بعضها (شكل قصيدة التفعيلة) وفي الشكلين لن يتأثر النص.” ([6])

المعايير الأسلوبية الجمالية

للقصة الشاعرة معايير أسلوبية تميّزها عن غيرها، وتتمثل في:ـ

  • الشعرية: ومنها موافقة الأسلوب لسياقه التجنيسي
  • ارتباط اللغة بسياقها التعبيري
  • خاصية التدويرين التي تتميز بها دون غيرها

مظاهر الشعرية فيها

من مظاهر الشاعرية في القصة الشاعرة، ما يأتي:

  • إثارة الحس بالمفارقة
  • الانزياح الأسلوبي”([7])

البناء في القصة الشاعرة

”  لا تخضع القصة الشاعرة للترتيب الزمني، كما أنها لا تلتزم في أحداثها بالتدرج الهرمي المتحقق في القصة العادية، أي أنها لا تعتمد منطق تنامي الأحداث وتراكمها بقدر ما تتواتر مفككة، لكنها اعتمدت بناءً حديثًا قام على التهشيم والتنوع” ؛لأن ذلك يحدث لذة جمالية، تكون بديلة عن اللذة التي توقعها القارئ، وهو ما يسمى حديثًا في إجراءات نظرية التلقي بـ “كسر أفق التوقع”، من مميزات وخصائص بنائها أيضا أن النص فيها يتدفق كتلة واحدة معبرًا عن امتداد النفس المتصل بالحدث ومتمردًا على الشكل الهرمي التقليدي، بالأحداث الكثيرة، والعاطفة المشحونة

خصائص القصة الشاعرة

من خصائص القصة الشاعرة التي تعدّ أمرًا لازمًا (التدويرات العروضية والقصصية- موسيقى الشعر- المجازية- التكثيف- الترميز- المفارقة- الإيجاز)، والهدف من ذلك هو التنفيس عما يكنّه الواقع رمزًا وإيقاعًا، ويُعدّ من خصائصها أيضًا توفر خصائص القصة، وخصائص الشعر، في آن واحد فيها، ومن الخصائص أن المفردة عامل نصي، أما العبارة فمتوالية نصية – كما أن القص متبطن في العمل الأدبي من أوله إلى آخره

والآن نقوم بتفصيل القول حول بعض الخصائص.

التدوير العروضي

وفي هذا دلالة على أن النص دفقة شعورية واحدة، تقال في نفس شعري واحد، ودلالة أيضًا على قدرة المبدع المتمكن من تقنيات القصة والشعر جنبًا إلى جنب، وفي هذه الحالة يمكننا القول بتماسك النص وترابطه، إلا أن هذا استدعى سؤالًا مشروعًا، هو إذا قلنا بأن النص يقال في نفس واحد، فهل معنى ذلك عدم وجود تسكين، أو استراحة في النص؟ والإجابة تقول بالطبع لا يتحقق التسكين في مثل هذه الحالة؛ لأن هذه خاصية وسمة من سمات القصة الشاعرة، مشروط تحققها فيها، كما أنه علامة فارقة بين القصة الشاعرة وأي فن آخر، ومن هنا تظهر لنا أهمية التدوير الذي يمكننا إجمال فوائده في (التواصل – الدلالة على طول نفس المبدع شعريًا وقصصيًا – الدفقة الشعورية الواحدة).

أما التدوير القصصي:

فيعني ترابط الموضوع، وتحقق الوحدة العضوية فيه، وانتقاء الكلمات التي تستطيع أن تؤدي دلالة ولو بمفردها، فكلما كان المبدع دقيقًا في اختيار مفرداته، وجمله، كلما كانت الفائدة أشمل وأعم.

الرمــز

من المرتكزات الأساسية التي لابد من وجودها في القصة الشاعرة، فبدونه لا يمكن تحقق التدوير القصصي، لأن الكاتب يستطيع من خلال هذا الرمز اختيار مفرداته التي تعمل على ترابط النص وتماسكه دون خوف، مع مراعاة أن يكون الرمز قريب من الواقع حتى يفهمه المتلقي، ويستوعب دلالاته.

موسيقا الشعر

يعتمد هذا الفن على التفعيلة الواحدة، أو التفعيلات المتجانسة، أو المنسجمة من أجل الحفاظ على التدويرين الشعري والقصصي، وهما من شروط هذا الفن .

التكثيف

إذا كانت الألفاظ وعاء المعاني، فإن التكثيف الذي يعني الاختزال يكون معناه قلة الجمل والمفردات، إلا أنها في نفس الوقت تحمل معان ودلالات كثيرة، ولم يكن التكثيف في القصة الشاعرة من باب الزخرفة، أو البهرجة، وإنما كان ليمنع النص من الترهل، فلولا التكثيف ما استطعنا قول النص في نفس واحد طويل، ولولاه ما كان النص دفقة شعورية واحدة، والتكثيف يدل على قدرة الكاتب؛ لأن الكاتب مع هذه التقنية ملزم بانتقاء جمله وعباراته، ومن هنا يتوفر للنص الإحكام والانضباط، وليكن معلوما أن وجود التكثيف في (القصة الشاعرة) يختلف عن وجوده في الأعمال الأدبية الأخرى؛ لأنه في الأعمال الأخرى يكون في جمل دون جمل، أو عبارات دون أخرى، أما في القصة الشاعرة فمتحقق في النص من أوله إلى آخره،

المعادل الموضوعي

قالوا عن (المعادل الموضوعي) “أنه إيجاد سلسة من الانفعالات تكون بمثابة صورة للانفعال الداخلي”، وهو في القصة الشاعرة كذلك، إلا أن هذه الأحداث في هذا الفن أحداث مكثفة، ومحملة بالدلالات، ومن خلال هذا (المعادل) تظهر لنا أهمية النصوص؛ لأنها المعبّر عن النفس الإنسانية عامة، وبالتالي فرسالتها عالمية إنسانية، لأن هدف القصة الشاعرة هو الكون كله بكل مشاكله وقضاياه، وأفراحه وأتراحه، لكن هناك شرطًا في معادل موضوعي القصة الشاعرة لا يوجد في غيرها، وهو “لا يتغلب فيها القص على الشعر، ولا الشعر على القص”، وإنما توازن واتزان، أرأيت انضباطًا وإحكامًا، وشروطًا قاسية لعمل أدبي مثل هذا العمل؟ بالطبع لا، من هنا كانت الضرورة لمعرفة المعادل الموضوعي في القصة الشاعرة.

علامات الترقيم

لم تكن علامات الترقيم من باب الترفيه الكتابي، وإنما تقوم بوظيفة تنظيمية مهمة للكتابة الأدبية، فبها ينضبط النص ويخرج في ثوب قشيب لا هلهلة فيه، وبها تحدد المعاني التي يستقبلها المتلقي، وتتكون علامات الترقيم من:

– “علامات معنى: تتمثل في الفاصلة، والفاصلة المنقوطة، وعلامات الاستفهام والتعجب، والأقواس، وعلامتي التنصيص، والنقطتين العموديتين، وهي علامات توضيحية تفسيرية، لا تدل على الوقف أو السكوت عليها في أثناء قراءة النص.

– علامات زمنية: تفيد السكوت أثناء قراءة النص، كما تدل على مرور فترة زمنية قصيرة جدًا، وهي نوعان:

– نقاط أفقية: قد تكون نقطتين أو أكثر، وهي تمثل سكتة خفيفة، يلتقط خلالها القارئ أنفاسه، دون توقف، أي عدم تسكين الحرف الذي قبلها دون لزوم ذلك، وحدة الوقف تكون حسب النقط التي يضيفها المبدع.

– الفضاء البصري: هي وقفة طويلة نسبيًا عن النقط الأفقية، ودون تسكين.

– علامة القطع: هي علامة وحيدة، لا تستخدم في القصة الشاعرة سوى في مكان واحد، هو نهاية النص؛ إنها النقطة، التي لا تأتي في قلب النص إلا نادرًا لتوضيح المعنى، مما يتطلب من المبدع حرفية عالية حتى لا يقع في خطأ قطع التدوير القصصي وامتداده، والمبدع لا يستخدمها في نصه للدلالة على استمرارية الحدث”([8])

 

لابد أن يكون المبدع ذا قدرة فائقة في التعامل مع علامات الترقيم، لأن الاستعمال الخاطئ لها يقلل من قيمة النص، فهي الأحزمة الرابطة للجمل فيما بينها وبين بعضها البعض، وكاتب القصة الشاعرة، لابد أن يكون على وعي تام في التعامل مع هذه العلامات؛ لأن “القصة الشاعرة لها تعامل خاص مع العلامات والفضاءات البصرية، والتي تخلق إيقاعًا بنائيًا بصريًا لا نستطيع تجاهله”، وإذا أردنا التطبيق عمليًا، يتحقّقُ ذلك في نص “القاعدة الأخرى” للشاعر “محمد الشحات محمد”، يقول:

“في الحرب الكونية ضد الإرهاب توالت صرخاتُ صبيٍ قاطع أسلاك الفوضى..، ذهب الجيش إلى البلد المعروفة، هرب القاطعُ، واختلفت أسباب التخصيص لعودة أشلاء الصرخات على يد قاعدة أخرى.. تمت.” ([9])

هذا نص “قصة شاعرة” استخدم فيه الكاتب بعض علامات الترقيم التي تخدم النص وتعمل على تطوره وتماسكه، إلى جانب وجود بناء تام ومتكامل للفضاءات البصرية.

فالنقطتان الأفقيتان بعد جملة (أسلاك الفوضى)، دلالة على أن هناك أفعالًا فضل المبدع عدم الحديث عنها، ليشارك المتلقي في وضع التصورات المناسبة لها، فترك مساحة زمنية ليست كبيرة، لتتصور كيف يكون فعل صوت الصبي الصغير في ساحة الفوضى التي أحدثها الناس، وما مدى تأثير هذا الصوت؟ ونلاحظ الفواصل التي تعمل على ترابط النص وتنسيقه، والأهم من هذا كله الفضاء البصري بعد جملة “واختلفت أسباب التخصيص لعودة أشلاء الصرخات على يد قاعدة أخرى..”، نجد أن الكاتب قد ترك مسافة زمنية دلت على الفوضى التي حدثت في هذه الفترة، فالصبي صاحب الصرخة الأولى هرب من موقعه، مما يدل على فشله في مهمته، ثم عادت الصرخات من مكان آخر، بل أمكنة أخرى، مما يرسم صورة فضائية بصرية على القارئ أن يتصورها على حسب رؤيته الخاصة، وهذه قمة العدالة من الكاتب الذي ترك له مسافة زمنية يعبر فيها عن رأيه.

إن التماسك والترابط أمر هام وضروري في القصة الشاعرة، ثم يأتي دور النقطة التي رسمها الكاتب في نهاية النص، ليؤكد على انتهاء الدفقة الشعورية التي خرجت في نفس واحد، في انسياب شعوري رائع، مع أن هناك من النصوص ما لا نشاهد في نهايتها في هذه النقطة، مما يؤكد استمرار التدوير القصصي للأحداث. من هنا يتضح لنا مدى أهمية علامات الترقيم في القصة الشاعرة.

 

المبحث الثاني: قراءة تطبيقية في القصة الشاعرة:

إذا قرأت القصة الشاعرة عند كُتّابها في أرجاء الوطن العربي المختلفة، تجد أنها نماذج تشترك في أهدافها وغاياتها، لأنها جميعًا تبحث عن الحلول المناسبة لأزمة المجتمعات العربية، ولكن لكل كاتب طريقته في وضع نهايات مناسبة، كما تدل هذه النماذج على انتشار القصة الشاعرة زمانيًّا ومكانيًّا، لذا وجب علينا أن نقوم بدراسة بعض النصوص من أقطار مختلفة؛ لتأكيد ذلك عن طريق التطبيق، وأول نص وقعت عليه عيني، هو النص الشهير لـ”محمد الشحات محمد”، بعنوان (أشرقت،  يقول فيه: “فتحت طفولتهاعلى عين تواريها براويز الأشعة فى جنوب اليتم..، ذات محبة راحت تراود نفسها..، تنساب فى المرآة، تبدو سدرة حينا وحينا تشتهى جسد التمنى عاريا.. دقت محطات الأنوثة فى السياسة..، أشرقت.” ([10])

 

“فتحتطفو[///5//5مُتَفاعلن]، لتهاعلى[///5//5مُتَفاعلن]، عيننْتوا[/5/5//5مُتْفاعلن]، ريهابرا[/5/5//5مُتْفاعلن]، ويزلأشعْ[/5/5//5مُتْفاعلن]، عتِفيجنو[///5//5مُتَفاعلن]، بِلْيتم..، ذا[/5/5//5مُتْفاعلن]، تمحبة[///5//5مُتَفاعلن]، راحتْتُرا[/5/5//5مُتْفاعلن]، ودُنَفسها[///5//5مُتَفاعلن]، عنْنَفسها[/5/5//5مُتْفاعلن]..، تنسابُفِلْ[/5/5//5مُتْفاعلن]، مرآتِتَبْ[/5/5//5مُتْفاعلن]، دوسدرة [/5/5//5مُتْفاعلن]، حينَنْوحي[/5/5//5مُتْفاعلن]، نَنْتشتهي[/5/5//5مُتْفاعلن]، جسدتْتَتمنْ[///5//5مُتَفاعلن]، نِيعاريَنْ[/5/5//5مُتْفاعلن]..، دقْقَتمحطْ[/5/5//5مُتْفاعلن]، طاتِلْأنو [/5/5//5مُتْفاعلن]، ثتِفسْسِيا[///5//5مُتَفاعلن]،ستِأشرقت[///5//5مُتَفاعلن].”

من المعروف أن أول عتبة من عتبات النص هو “العنوان”، فإما أن يكون متفاعلًا مع متن النص، وإما أن يكون غير ذلك، إلا أنه في الغالب الأعم يكون مفتاحًا لباب النص، يدخل منه القارئ الناقد، ليعرف من خلال دلالته فيما يتحدث النص، فأشرقت عنوان هذه القصة الشاعرة، يضعنا في حيرة بين أمرين، إما أن تكون “فعلًا” يدل على تبدد الظلمة وإحلال النور محلها، وإما أن يكون اسم الفتاة هو ذا، والغالب من وجهة نظرنا أنها فتاة حقيقية تُسمى (أشرقت)؛ لأننا ساعة نغوص في أعماق النص نجد مجموعة من الأفعال التي تحتاج إلى فاعل يقوم بها مثل: (فتحت- راحت- تبدو- دقت- أشرقت)، والتي تحتاج إلى فك رموزها عبر التدوير القصصي، والتدوير الموسيقي.

بتطبيق ما ألزمت به القصة الشاعرة نفسها على هذا النص، نجد أنه يعتمد على تفعيلة البحر الكامل (متفاعلن ///5//5) وتأتي (مستفعلن /5/5//5) ، وبذلك يمكننا قراءة النص قراءة تدويرية موسيقية واحدة لا توقف فيها، أو قل تقرأ في نفس موسيقي واحد، كما نلاحظ أيضًا تحقق (العامل النصي) من خلال الكلمات المفردة المتمثلة في الأفعال (راحت- تراود- تنساب- تبدو- تشتهي- دقت- أشرقت)، وفي الجمل الأسمية (براويز الأشعة- جنوب اليتم- ذات محبة- سدرة- عاريًا- المرآة- محطات الأنوثة- الطفولة- السياسة) في تناغم عجيب بين الأسماء والأفعال، ومشاركة فعالة في إنتاج الدلالات والإيحاءات التي ساعدتنا على معرفة رسم الشخصية، وليكن معلومًا أننا عندما قلنا (العامل النصي)، فلا نقصد به ضرورة وجود اللفظة، وأن غيرها لا يستطيع أن يحل محلها وفقط، وإنما نقصد أن هذا العامل يتعاون مع غيره من العوامل الأخرى التي يتوافق معها نسقيًا، فيخرج لنا دلالات ما كان لعامل آخر إذا استُبدل به أن يقوم بهذه الوظيفة، لقد كان للأفعال التي جاءت بصيغة الماضي في هذا النص دور فعال في تحقق خاصية من خصائص القصة الشاعرة، وهي الاعتماد على المرجعيات الثقافية التي ساهمت في رسم الشخصية، والمرجعيات هنا دروس الماضي التي استفاد منها الشاعر في رسم شخصياته، كما كان للأفعال المضارعة أيضًا دورها في معرفة رؤية الشاعر لما سيكون في الحاضر، وكيفية إدارته الإدارة الصحيحة، عن ذلك (تراود- تنساب- تبدو- تشتهي)، لقد جاءت هذه الأفعال على الرغم من أنها أحداث سردية منفصلة في تدوير موسيقي يثير الدهشة، وشرط من شروط هذا الفن.

ولقد جاءت (المتواليات النصية) في روعة لا تقل جمالًا عن (العامل النصي)؛ حيث تحقق الترابط فيما بينها، بطريقة ساهمت فيها مع الألفاظ المفردة في بناء الأحداث بناءً مكثفًا، تتمثل هذه المتواليات في (فتحت طفولتها على عين تواريها براويز الأشعة في جنوب اليتم- ذات محبة راحت تراود نفسها عن نفسها- تنساب في المرآة- تبدو سدرة حينًا- وحينًا تشتهي جسد التمني عاريًا- دقت محطات الأنوثة في السياسة)، ولمن أراد التحدث عن وجود شخوص في هذا الفن من عدمه، يلاحظ أن الشخوص دون البطلة لم يكن ظهورهم واضحًا، وإنما يستطيع القارئ أو الناقد اكتشافهم من خلال سكناهم في باطن الحدث، فهم موجودون، إلا أن ظهور البطلة وسيطرتها أدى إلى تغطية هذه الشخصيات.

أما عن علامات الترقيم، والتي تمثلت في هذا النص في النقطتين العموديتين، والفاصلة فلم يكن وجودها زخرفة، أو زيادة لا فائدة من ورائها، وإنما جاءت في هذا النص لتوضح، وتفسّر، وتدل على عدم الوقف أو السكوت في أثناء القراءة.

أما عن الرمز، فقد استخدمه الكاتب كقناع له، ليتمكن من خلاله من الربط بين جمل النص ومفرداته، كما أن التدوير القصصي الذي هو قراءة النص قراءة واحدة دون توقف لا يتحقق إلا به، والرمز يعطي مساحة للكاتب يختار فيها ألفاظه التي تحقق هدفه، وقد تناولت هذه القصة الشاعرة من خلال الرمز مشكلة اجتماعية، ظلت روحًا من الزمن يعاني أهلها من النسيان الذي منح لهم كل ألوان المرارة والعذاب الجسدي والنفسي، فجملة (جنوب اليُتم)، والتي غطتها براويز الأشعة، فلا تُرى، أراه يقصد بها جنوب الوطن (صعيد مصر)، والذي لم ينل حظه من الاهتمام لدرجة أصابته بالفقر المدقع، والحرمان من أبسط مقومات الحياة، ويُلاحظ أن كلمة (جنوب) تدل على اتجاه من الاتجاهات الأربع (الشمال، الجنوب، الشرق، الغرب)، وكأنه أراد أن يترك مساحة للقارئ ليُعمل ذهنه، لأن من تقنيات القصة الشاعرة تحريك الذهن وقدح زناد الفكر، تركه ليُحدّثنا عن طريق المفارقة المُشوقة، ليُعلمنا عن بقية الاتجاهات للوطن الأكبر، وماذا يحدث فيها؟ أتشبه الجنوب؟ أم تختلف عنه، بل حالها ضد حاله، ومن هذا المنطلق نتحدث إلى الذين لا يعلمون أن القصة الشاعرة مثلها مثل بقية الأجناس الأدبية، همها وغايتها المجتمع الإنساني بأكمله، ومناقشة قضاياه، ومشاكله .

من خلال مسيرتنا مع النص نرى الكاتب لم يفته الأمل في الإصلاح، فطالما هناك فكر، وقدرات بشرية، لابد من تحقق الآمال، وهو ما حدث مع البطلة، ولنا علية استخدامها لأفعال المضارعة التي تفيد الدوام والاستمرار وعدم التوقف واليأس، والتي تفتح الأمل على المستقبل القادم، وكذلك هناك جملا إسمية من المضاف والمضاف إليه أفادت وأكّدت هذا الأمل، من خلال هذه الجمل (ذات محبّةٍ – جسد التمني – السياسة) ، (تشتهي جسد التمني – تراود نفسها عن نفسها – تنساب في المرآة) .

أرى أن هذه البطلة في هذه القصة الشاعرة من الجنوب، لأنها فتحت عينيها على ظروف بائسة قاهرة، ولنا عليها (جنوب اليُتْم)، فما كان منها إلا أنها راحت تُحدّثُ نفسها أمام المرآة، والتي اكتشفت من خلالها أنوثتها التي جعلتها تُراود نفسها عن نفسها، وهنا ظهرت الشخصية الافتراضية الذهنية ، فكأنها تصورت شخصًا آخر يتحدث إليها متغزلا في أنوثتها الرائعة، بل ويُراودها عن نفسها، وهنا يظهر الصراع، وهو من خصائص القص، هذا الصراع النفسي جعلها في حيرة من أمرها، أتنحاز لجسدها الذي يُمكن لها أن تصير من ورائه صاحبة مال وجاه، أم تنحاز لقهر وظلم أهلها جراء السياسة غير العادلة،  وهنا تظهر القيمة الخلقية، وأصالة أبناء الجنوب، وتحقق مقولة (تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها)، فتحدد طريقها ، وتنحاز لأهلها في نضالهم المشرق ضد الظلم، وتُخيّب رجاء من أرادوا لها طريق الجسد للخلاص من قهرها… نعم (أشرقت)، وبُددت الظلمة النفسية المؤلمة .

ثم نجد خاصية أخرى من خصائص القصة الشاعرة، وهي (الاستفادة من الموروث)، فمُراودتها لنفسها تدل على ثقافتها ومعرفتها بما ورد في القرآن الكريم من قصة (زليخة) امرأة العزيز، التي راودت نبي الله يوسف عليه السلام، وهنا تظهر لنا قيمة أخرى تدل على وعي الكاتب، لأنه لم يأتِ بشخصية حقيقية تقوم بدور مراودة الفتاة، وأيضًا كلمة (السياسة) لم تكن كلمة اعتباطية، وإنما أراد الكاتب أن يقول: إنها السياسة في كل وقت وحين، تفتقد إلى تحقيق العدالة، بل تتمتع بالمراوغة، وأحيانا إلى حد الكذب والتضليل للبشر.

وقد تحقق وجود الزمان والمكان في هذه القصة الشاعرة، فالمكان (جنوب اليُتم)، أما الزمان، ففي بداية النص، ونهايته، والذي دلّت عليه كلمة (أشرقت)، دلالة على زمن الإشراق وتبدّد الظلمة، وإماتة اليأس، وإحياءالأمل في النفوس، وإن كان الشاعر “محمد الشحات محمد” في بعض تحليلاته للنص يرى أن المكان مفتوح كأنه الفضاء، وكذلك الزمان، فهي حالة تحدث في كل الأزمنة، لأن مكان “جنوب اليُتم” مجرد رمز وإسقاط على القهر الذي يؤدي إلى العزة، أما وقت الشروق، فهو في قصتنا الشاعرة “أشرقت” ليس محدّدًا بدليل اسم البطلة ولحظة التنوير، وكلاهما “أشرقت”

أما عن شكل الكتابة في هذه القصة الشاعرة، وهو أمر تختص به القصة الشاعرة، أو قل تُلزم بها القصة الشاعرة نفسها، أنك لو أردتَ أن تعتبر الشكل المكتوب بها أفقيا (جملا متتالية، كالقصة القصيرة)، وأردت أن تجعلها أسطرًا تحت بعضها (شكل قصيدة التفعيلة) لن يُغير ذلك في الأمر شيئًا، وهذا ما يُعدُّ فرقًا واضحًا أمام مَنْ يسأل عن علاقتها بالشعر التفعيلي، فالشعر التفعيلي لا يمكن فيه حدوث ذلك، ويرجع سبب تحقق ذلك في القصة الشاعرة ، لأن التدوير العروضي والتدوير القصصي يمنعان النص من التوقف على ماهية السطر، وكما ذكرنا سابقًا من أن موسيقى التفعيلة تجعل النص يُقرأ دفقة واحدة .

أما عن تقنية التكثيف، فأمرها واضح جليّ .. ، فعلى المستوى العام جاءت القصة الشاعرة “أشرقت” في ثلاثة أسطر لاغير، وهذا يؤكد على عدم طول النص الذي لا يصلح مع القصة الشاعرة التي تدور حول حدث وحركة، ووزن وإيقاع، حرصًا على ألا يطغى أحدهما على الآخر، لأن ذهن المبدع يمكن أن يشتت، لتعامله مع فنين مندمجين، والشرط عندنا في اتحاد الأجناس ألا يفقد واحد منها خصائصه التي يتميز بها، فخصائص منها (التكثيف)، الذي تحقّق في هذا النص، كما أنه ظهر في (العامل النصي)، و(المتوالية النصية) اللذين أتيا مكثفين من خلال الاختيار الدقيق للألفاظ، ومن خلال تعاون هذه المتواليات فيما بينها، وهي موجزة، لإخراج دلالات تؤكد غاية النص وهدفه، ومدى قيمته الإبداعية .

قصة شاعرة من طراز فريد، جديرة بالتقدير، لأنها جاءت في ثوب قشيب، معالجة لبعض الظواهر المجتمعية التي تحتاج لعلاج حتى الآن .

القصة الشاعرة التالية، لكاتبة أردنية مبدعة، هي الدكتورة ربيحة الرفاعي (الأردن)، أما النص، فهو بعنوان “عقوبة”، تقول:

تمطّت كالجراد على حقول السنبل المملوء رزقًا مشرعًا للطيبين

وأعملت فكا من الشره استلابا..،

لم تشأ فى الحقل سنبلة لغير خوائها الجشع..

المقامر بادعاءات المودة،

واغترارا…،

قد يهمك ايضاً:

أسعار الذهب اليوم في بداية التعاملات

النفط يسجل أول ارتفاع أسبوعي في 3 أسابيع

صدقت أن الثمار ثمارها،

وبغضبه الخذلان فى حمَى

تنامى الطامعين..

النبع جفَ…،

ويومها…ماتت.”

تمطتْكلْ [//5/5/5مُفاعلْتن]، جرادِعلى [//5///5مُفاعلَتن]، حقولِسْسِنْ [//5/5/5مُفاعلْتن]، بللْممْلو [//5/5/5مُفاعلْتن]، ءرزقنْمُشْ [//5/5/5مُفاعلْتن]، رعنْللطيْ[//5/5/5مُفاعلْتن]، يبينوأعْ [//5///5مُفاعلَتن]،

ملْلتفكْكَنْ [//5/5/5مُفاعلْتن]، منشْشرهسْ [//5///5مُفاعلَتن]،تلابًنْ لمْ [//5/5/5مُفاعلْتن]،

تشأفلْحق[//5/5/5مُفاعلْتن]،لِسنبلتن [//5///5مُفاعلتن]، لغيرخوا[//5///5مُفاعلْتن]، ئهلْجشعلْ[//5///5مُفاعلْتن]، .. مقامربدْ [//5///5مُفاعلتن]،دعاءاتِلْ[//5/5/5مُفاعلْتن]، موددتوَغْ [//5///5مُفاعلتن]،،

ترارَنْصدْ [//5/5/5مُفاعلْتن]،..، دقتْأنْنَثْ [//5/5/5مُفاعلْتن]، ثمارثما[//5///5مُفاعلتن]،

رهاوبغضْ[//5///5مُفاعلتن]، بتلْخُذْلا [//5/5/5مُفاعلْتن]، نفيحمْمنْ [//5/5/5مُفاعلْتن]،

تناميطْطا[//5/5/5مُفاعلْتن]، معينَنْنَبْ [//5/5/5مُفاعلْتن]، عجفْفويوْ[//5///5مُفاعلتن]، مهاماتت[//5/5/5مُفاعلْتن]،

**

عتبة النص السابق هي عنوانه المكون من كلمة واحدة (عقوبة)، وهي خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هذه عقوبة)، وهذا العنوان الموجز المكثف كشف لنا الغاية التي يتغياها الكاتب، وبين لنا أن هناك عملا إجراميًّا لأناس ما يستحقون عليه العقوبة ، عنوان مثير للدهشة ، ومحفز للذاكرة أن تستيقظ لتتعرف على الجريمة المرتكبة، والتي استحقت العقوبة التي جاءت في العنوان ، لكنك تصاب بالدهشة مع استمرارية قراءة النص، لأنك ستشاهد أكثر من عقوبة نالها من تقصدهم كاتبة النص ، فلماذا لم تقل (عقوبات)؟ أرى أن سبب الإفراد في التسمية، لأن كل ما حدث للناس من عذابات وآلام هو نتيجة فعل واحد هو (الخذلان)، فالعقوبة وإن تعددت، إلا أن سببها واحد، وإذا ما أردنا تطبيق ما قلنا به من أن القصة الشاعرة ألزمت نفسها باشتراطات قاسية، تجعلها ليست بالأمر السهل على كل من يريد الإبداع، وإنما يغوص غمارها أصحاب القدرات الفائقة، وأصحاب الذائقة المتميزة.

أول هذه الالتزامات أنها أتت على تفعيلة بحر الوافر (مفاعلتن //5///5)، ويمكن أن تأتي على (مفاعيلن //5/5/5) ، وترجع الفائدة من هذا إلى أن القصة الشاعرة تقرأ قراءة تدويرية موسيقية، أي في نفس واحد دون توقف، لذلك لابد من التدوير القصصي، لأن القصة الشاعرة السرد فيها (حدث وحركة)، أما الشعر (فوزن وإيقاع)، هذه القصة الشاعرة (عقوبة) عكس القصة الشاعرة (أشرقت) التي تناولناها سابقًا للمبدع محمد الشحات محمد، فأشرقت، بعث فينا عنوانها البهجة والسعادة، حتى وإن كانت أحداثها الداخلية بعضها مؤلم، أما (عقوبة) فلوحت لنا من خلال العنوان بآلام ومآس، لا بد من تحفيز العقل وإثارته حتى يستطيع التعامل معها، ولتؤكد لنا على أن الإنسان يجب أن يعلم أن القوة لا تأتي إلا بعد فترات الضعف، وأن العقوبة أحيانا تكون زجرا للإنسان، لينتهي عما يفعل، أو لتكون دافعا لتصحيح المسار، وهذا في اعتقادي ما أرادته الكاتبة من هذا العنوان.

أتت كل كلمة في محلها محملة بدلالاتها التي لا يمكن لكلمة أخرى أن تمنحنا إياها، لقد جاء النص محملًا بالأفعال الماضية التي تدل على تحقق الأمر ووقوعه، حتى عندما أستخدمت الفعل المضارع سبق بأداة نفي، وفي ذلك دلالة على قوة المستعمر وضعف المستعمرين، فالأفعال (تمطت- أعملت- صدقت- لم تشأ)، تعاونت فيما بين بعضها البعض، لإنتاج دلالات متنوعة،

فالألفاظ (العوامل النصية) لم يكن الهدف منها المعنى المعجمي لها، وإنما القصد تعاونها مع أخواتها لإبراز دلالات تختلف عن دلالاتها المعجمية، أما إذا نظرنا إلى (المتواليات النصية)، فنلاحظ مدى دورها في بناء أحداث القصة الشاعرة بناء مكثفًا، يساعد على تقدم الأحداث إلى الأمام، لكنه ليس التقدم الهرمي المعروف، وإنما تقدمًا ذهنيًا فكريًا، ناتج عن ترتيب الأحداث منطقيًا، ومن تعاون هذه المتواليات مع بعضها البعض، سعيًا في إخراج دلالات متنوعة، منها ما يساعد على الحلول لتحقيق الآمال المطلوبة،

فمن المتواليات النصية في النص (تمطت- كالجراد- على حقول- السيل المملوء- رزقًا مشرعا للطيبين- أعملت فكا من الشره استلابا لم- لم تشأ في الحقل سنبلة- لغير خوائها الجشع- صدقت أن الثمار ثمارها).

إن بداية أحداث القصة الشاعرة (عقوبة) جاءت في صورة تمثيلية، تؤكد من خلالها الكاتبة مدى بشاعة أفعال اليهود بأرض فلسطين الحبيبة، فلك أن تتصور الجراد عندما يهجم على أحد الحقول، ماذا يفعل بها؟ أنه يحطم الأخضر واليابس، كذلك فعل العدو، الجراد الذي أعمل فكه ليقرض به كل ما يصلح، ليحوله إلى شيئ فاقد القيمة، ولك أن تتصور حال السنبلة التي جسدتها الكاتبة لتصل إلى دلالاتها، فالسنبلة صارت كإنسان يدعي إظهار المودة لعدوه، لما لا طالما الضعف وقلة الحيلة هما سلاحه الوحيد الذي يملكه،

الغريب والعجيب، وما يصيب بالدهشة التي من أعمال القصة الشاعرة، أن (الجراد) وهو ما ترمز به الكاتبة إلى العدو، لم يعترف بأنه معتد أثيم، وصدق أن الثمار ثماره، لهذا نستطيع أن نقول أن الكاتبة قد وفقت في صورها التمثيلية التي أرادت من خلالها بيان شأن العدو، ومدى جبروته وقسوته، كما كانت إسقاطاتها رائعة، وهي ما وضح لنا من أفعال الجراد (العدو)

أما عن الشخصيات في النص فلم تكن ظاهرة بأسمائها، وإنما وجد ما يدل عليها من مثل التاء في (غطت- أعملت- صدقت)، وأيضا هناك جملة أنام الطائعون، التي تدل على أن هناك عدد كبير من الأشخاص المغتصبين الذين يظنون أنهم يرتعون في أملاكهم وأفلاكهم، كذلك الترميز بـ”الجراد”، وأما عن المكان، فيتمثل في (الحقول- النبع)، وهي أماكن تعبر عن الخيرات التي بأرض فلسطين، من حقول ومياه، خيرات مسلوبة لا تعود بالخير على أصحابها.

وعليه نقول: إن كان الشخصيات غير ظاهرة في النص، لكنها متبطنة فيه من خلال أحداثه، بينما المكان واضح ليدل بالتحديد ما يقصد النص إبرازه

أما عن الزمن فقد ذكرته الكاتبة في آخر أحداث النص مستخدمة إياه كنتيجة لنهاية الأحداث، فبعدما أشارت إلى مدى الدمار والخراب الذي لحق بوطنها، وبعدما أشارت إلى الخذلان الذي عمل على تنامي الطامعين جعلت من الزمان المتمثل في كلمة (يومها) فقدان الأمل إلى ما لا نهاية، لأنها ماتت في هذا اليوم الذي حقق فيه العدو كل ما يأمل، وتقاعس أهلها، فخذلوا الأوطان،

أما تقنية علامات الترقيم في القصة الشاعرة التي بين أيدينا، فتمثلت أيضا في نقاط العمودية، وفي الفواصل، والعرض من ذلك يكاد يكون متشابها في أغلب النصوص، وهو التفسير والتوضيح للنص، والأهم من ذلك التأكيد على تدويرية النص، أي دون تسكين، إلا الوقف نطقًا فقط.

أما الرمز فأساس من الأساسيات، يستخدم كقناع يتخفى الكاتب من ورائه، ليعبر عما يريد بحرية كاملة، وليتدخل في النص، فيقوم من خلاله بعملية الربط بين المفردات والجمل، وكما ذكرنا سابقا، أن “التدوير القصصي” في النص يمكننا من قراءة النص دفعة واحد، ومن الرموز المستخدمة، كلمة (الجراد) والمقصود به هذا المستعمر الغاشم، وكلمة (استيلابا) رمزت بها إلى ما أخذ بالقوة، كذلك رمزت إلى السنابل التي أدعت المودة لسالبيها، أرأيت معي كيف تقنعت الكاتبة بالرمز؟

أما شكل الكتابة فهذه القصة الشاعرة، فلن نكرر أنفسنا لأنه لا يقال فيه شيئ جديد عما سبق، فالكتابة سواء كانت أفقية أم أسطرا تحت بعضها، فلن يغير ذلك من الأمر شيئا، وذلك يدل على العكس أيضًا، فإذا كان هناك من يدعي أنه يكتب قصة شاعرة، وكان يكتبها على هيئة أسطر، ورفع السطر الثاني مثلا ليكون مجاورا للأول في شكل أفقي، وكسر الوزن، وراحت ماهية السطر، هنا نقول له هذه ليست قصة شاعرة، وإنما تبحث لها عن تسمية أخرى،

وقد تحقق في النص أيضا التكثيف، مما أدى إلى تماسكه وعدم ترهله، فخير الكلام ما قل ودل، وقد استطاعت الكاتبة أن تحدث عملية التوائم، لتساهم فيما بينها في الوصول إلى الدلالات المرجوة، فلفظة “الخذلان” جاءت في مكانها، لتُبيّن أن كل ما حدث للوطن من انتهاك أرضه، وتشريد شعبه، وتدمير لقدراته، و…إلخ، إنما كان بسبب هذه الكلمة “الخذلان” من بعض أبناء الشعب الفلسطيني، حتى وصلت الأمور لتنامي في الطامعين،

جاءت نهاية القصة الشاعرة (عقوبة) متسقة مع بدايتها خاصة عنوانها، والنهاية في تنامى الطامعون، وجف النبع، والنهاية الأسوأ، إنها (يومها ماتت)، فاستطاعت الكاتبة أن تبعث الألم في نفوسنا، لكنه الألم الذي يحرك من الرقود، ويدعو إلى عدم الإستسلام، وإلى بعث روح النضال والمقاومة، من أجل استرداد الأوطان.

  • وفى النهاية يمكننى القول بأننا لو قمنا بتحليل نصوص كل من كتب فى القصة الشاعرة، فى مختلف الأقطار العربية، نجد تقاربا شديدا بين المعالجات فى المضمون، وأنها جميعها تهتم بالشأن الانسانى، وتحمل همه وقضاياه،محاولة البحث عن حلول لمشاكله التى تؤرقه، ومما زادنى اعجابا أن كل مبدع من مبدعي هذا الفن يصب اهتمامه على قضايا مجتمعه هو،ويضع الحلول لهذه القضايا.مما يلفت النظر أيضا أن جميع النصوص التى اتفق النقاد على أنها }قصة شاعرة{، استطاع أصحابها تحقيق كل تقنيات القصة الشاعرة فيها،مما يؤكد ايمانهم بهذا الفن واجادتهم له، شاهدنا أيضا أن الجميع يهدف من وراء كتابة هذا الفن الى الانتصار للقيم، والأخلاق، والحق، وتحقق روح الوئام فى المجتمعات الإنسانية.
  • إن من حق القصة الشاعرة أن تفتخر بما وصلت إليه، ومن حقها أن تضع قدمها على أرض صلبة بين أجناس الأدب المختلفة، فمع أنها وضعت لنفسها شروطا لا يجيدها إلا مبدع حقيقي، متمكن، إلا أنها استطاعت أن تسير فى خط رأسى متجهة ببصرها نحو السمو والرفعة.

* لا أملك فى النهاية إلا أن أبعث بتحياتي لمبدع هذا الفن الأدبى الراقى، الأستاذ محمد الشحات محمد، وأرجو أن أكون قد وفقت فى وضع لبنة تساعد فى فهم هذا اللون الأدبى الممتع.

 

                

قائمة المراجع:-

  • مقال محمد الشحات محمد ، بعنوان ” القصة الشاعرة بين المصطلح والواقع ” ، من كتاب المؤتمر التاسع ، ص 16 .
  • مقال محمد الشحات محمد ، بعنوان ” القصة الشاعرة والضمير النقدى ” ، ضمن أبحاث كتاب المؤتمر العاشر ، ص 17 .
  • مقال محمد الشحات محمد ، بعنوان ” القصة الشاعرة تؤكد عدم توقف مسيرة الابداع ” ، ضمن أبحاث المؤتمر الثالث ، ص 126.
  • القصة الشاعرة والضمير النقدى ، ص 17 ، مرجع سابق .
  • مقال محمد الشحات محمد ، بعنوان ” القصة الشاعرة عدم توقف مسيرة الابداع ” ، ص 126 ، مرجع سابق .
  • السابق ، ص 127 .
  • لقاء مع مبدع فن القصة الشاعرة ، محمد الشحات محمد ، فى سنة 2019م.
  • العيون الساهرة فى رحاب القصة الشاعرة، بيومى الشيمى ، ضمن أبحاث كتاب المؤتمر الثالث للقصة الشاعرة ، ص 55،54
  • باكورة النصوص، محمد الشحات محمد، ضمن كتاب المؤتمر الثالث للقصة الشاعرة
  • القصة الشاعرة بين سيكولوجية الٍابداع والنص الجامع،ضمن أبحاث كتاب المؤتمر العاشر للقصة الشاعرة،نصوص،20_21 اكتوبر 2019،القاهرة،ص193.

 

أبرز مراجع البحث

  • الإيقاع في الشعر العربي، من البيت إلى التفعيلة، الأستاذ مصطفى جمال الدين، طبع بغداد سنة 1970م.

*البند في الأدب العربي للدكتور عبدالكريم الجبيلي، طبع المعارف ببغداد سنة 1959م.

*حركات التجديد في موسيقى الشعر العربي الحديث، تأليف س.موريه، ترجمة د/سعد مصلوح، طبع عالم الكتب بالقاهرة سنة 1961م.

*الخصائص الإيقاعية في الشعر السطري: مقاربة تنظيرية تطبيقية، بحث محكم ومقبول، ومقدم إلى المؤتمر الدولي المنعقد بكلية اللغة العربية بأسيوط بجامعة الأزهر في الفترة[9-10/ 4/ 2017م] تحت عنوان: [خصائص العربية في ضوء التاريخ والعلم].

*الشعر الجديد هو الطور البدائي للشعر، الأستاذ أحمد حسن الزيات، مقال في مجلة الرسالة، عدد 1035، نوفمبر سنة 1963م.

*الشعر الحر قضاياه ومقوماته، د/سعد أحمد الحاوي، طبع دار الفكر العربي، د.ت.

*الشعر العربي المعاصر: روائعه ومدخل لقراءته، د/الطاهر أحمد مكي ص151، طبع دار المعارف بالقاهرة سنة 1986م.

*الشعر المعاصر لمحمد بنيس، دار توبقال بالمغرب سنة 1996م.

* الشكل والخطاب لمحمد الماكري، طبع المركز الثقافي العربي بالمغرب سنة 1991م.

* الصافي في العروض والقوافي، د/صبري أبوحسين، و د/ محمد عبدالله سعادة، ص90، طبع سنة2009م.

*ظواهر التمرد الفني في الشعر المعاصر، د/محمد أحمد العزب، طبع دار المعارف، سنة 1978م.

*العروض الجديد:أوزان الشعر الحر وقوافيه، د/محمود السمان، طبع دار المعارف بالقاهرة، سنة 1983م.

*عروض الشعر العربي بين التقليد والتجديد، دراسة وتطبيقًا، د/أمين عبدالله سالم، طبع مطبعة منجد الحديثة ببنها، سنة 1985م.

* علامات الترقيم ودلائليات السيميائية في القصيدة العربية المعاصرة في موقع الخمرية، والقصة القصيرة جدا والمشروع النظري الجديد، منشورات المعارف بالمغرب سنة 2014م. .

*في البنية الإيقاعية للشعر العربي، د/كمال أبوديب، طبع بيروت 1974م.

*في الميزان الجديد، د/محمد مندور، طبه نهضة مصر، د.ت.

*القصة الشاعرة بين المصطلح والواقع، للناقد محمد الشحات محمد، ضمن أبحاث المؤتمر التاسع للقصة الشاعرة المعنونبـ القصة الشاعرة بين المسايرة والمغايرة في مواجهة الإرهاب، سنة 2019م.

*قضايا الشعر المعاصر، الأستاذة/نازك الملائكة، طبع دار العلم للملايين بيروت سنة 1978م.

*قضية الشعر الجديد، د/محمد النويهي، طبع دار الفكر بيروت، والخانجي بالقاهرة سنة 1971م.

*محاولات التجديد في الإيقاع الشعري, د/أحمد كشك، ط1, مطبعة المدينة: القاهرة. سنة 1985م.

*ملامح التجديد في موسيقي الشعر العربي،د/ عبد الهادي عبدالله دار المعرفة الجامعية: الإسكندرية. سنة1990م.

*من ثقب الشتلات الأولى، مجموعة قصص شاعرة للشاعر محمد الشحات محمد، ص23، طبع دار النسر الأدبية سنة 2019م.

*المنهجُ التقليديُّ في تَبَيُّنِ إيقاعِ الشعرِ البَيْتِيِّ، المنشور في مجلة الدراسات اللغوية بمركز الملك فيصل، مج 13، ع4، سنة 2011م.

*موسيقي الشعر, د/ إبراهيم أنيس، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة. سنة1981م.

*موسيقى الشعر العربي، د/شكري عياد، طبع القاهرة سنة 1968م.

*موسيقى الشعر العربي، د/حسني عبد الجليل يوسف, طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب،1989م.

*موسيقى الشعر العربي بين الثبات والتطور، د/صابر عبدالدايم، طبع الخانجي سنة 1993م.

*نظرة جديدة في موسيقى الشعر العربي، د/ على يونس، طبع الهيئة العامة للكتاب سنة 1993م.

*القصة الشاعرة بين الاقتصاد الاٍبداعى والقيمة المضافة، محمد الشحات محمد، المؤتمر العربى السابع للقصة الشاعرة، الطبعة الأولى، دار غراب للنشر والتوزيع

البرامج العلمية الحاسوبية:

*الموسوعة الشعرية الصادرة عن المجمع الثقافي بأبوظبي، الإصدار الثالث       1997-2003م.

*المكتبة الشاملة، الإصدار الثاني،http://wwww.waqfeya.net/shamela.

*موقع الوراق http://www.alwarraq.com

*موقع العروض:www.arood.com.

*موقع مجلة الرافدhttp://arrafid.ae/html .

*موقع الثقافة الكويتية       http://www.kuwaitculture.org/qurain

*موقع الموسوعة الحرة  http://ar.wikipedia.org/wiki/

* شموس نيوز، على الرابط: http://www.shomosnews.com/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%A

* صفحة الشاعر بالفيس بوك:

https://www.facebook.com/Mohamed.Elshahat.Mohamed/

 

([1])مقال محمد الشحات محمد ، بعنوان ” القصة الشاعرة بين المصطلح والواقع ” ، من كتاب المؤتمر التاسع ، ص 16 .

 

([2])مقال محمد الشحات محمد ، بعنوان ” القصة الشاعرة والضمير النقدى ” ، ضمن أبحاث كتاب المؤتمر العاشر ، ص 17.

 

([3])مقال محمد الشحات محمد ، بعنوان ” القصة الشاعرة تؤكد عدم توقف مسيرة الابداع ” ، ضمن أبحاث المؤتمر الثالث ، ص 126.

 

([4])القصة الشاعرة والضمير النقدى ، ص 17 ، مرجع سابق .

 

([5])مقال محمد الشحات محمد ، بعنوان ” القصة الشاعرة تؤكد عدم توقف مسيرة الابداع ” ، ضمن أبحاث المؤتمر الثالث ، ص 126.

 

([6])مقال محمد الشحات محمد ، بعنوان ” القصة الشاعرة تؤكد عدم توقف مسيرة الابداع ” ، ضمن أبحاث المؤتمر الثالث ، ص 127.

 

([7]) لقاء مع مبدع فن القصة الشاعرة ( محمد الشحات محمد ) فى سنة 2019م.

 

([8])العيون الساهرة فى رحاب القصة الشاعرة، بيومى الشيمى ، ضمن أبحاث كتاب المؤتمر الثالث للقصة الشاعرة ، ص 55،54.

 

 

([9])باكورة النصوص،محمد الشحات محمد،ضمن كتاب المؤتمر الثالث للقصة الشاعرة.

([10])القصة الشاعرة بين سيكولوجية الٍابداع والنص الجامع،ضمن أبحاث كتاب المؤتمر العاشر للقصة الشاعرة،نصوص،20_21 اكتوبر 2019،القاهرة،ص193.