مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

في اليوم الوطني الـ 95.. الشريف خالد الأبلج يسلّط الضوء على المكانة العالمية للمملكة العربية السعودية وإنجازاتها الكبرى نحو المستقبل  

كتب – أحمد الشرقاوي

في هذا اليوم الوطني المجيد، الـ95 للمملكة العربية السعودية، الذي تحتفل فيه البلاد بذكرى توحيدها المباركة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه –، نستحضر بكل فخر ملحمة بناء وطن شامخ، صاغ تاريخه المجيد بالعزيمة والإيمان، ورسّخ مكانته كقلبٍ نابض للعالمين العربي والإسلامي، وركيزة للاستقرار الإقليمي والدولي.

إنها لحظة وطنية تتجدد فيها مشاعر الانتماء، ويترسخ معها الافتخار بالجذور والهوية، فنقف لا لمجرد الاحتفاء بالذكرى، بل لنستعرض بعين البصيرة رحلة وطن عظيم سار على درب العزة والشموخ، وقاد مسيرته رجال أوفياء، واجهوا التحديات بإيمان راسخ وعزيمة لا تعرف الانكسار.

وإن المملكة العربية السعودية، وهي تدخل عامها الخامس والتسعين، تواصل مسيرتها المباركة بخطى أكثر ثباتًا، ورؤية أكثر اتساعًا، تحت راية قيادة رشيدة يمثلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – سدد الله خُطاه –، حيث تتجلى الحكمة وبعد النظر في كل قرار، وتنعكس ملامح الرؤية المستقبلية الطموحة في كل مشروع وإنجاز.

هذا ما أكده الشريف خالد الأبلج، الخبير والباحث في التراث العربي والإسلامي وعضو الرابطة العلمية العالمية للأنساب الهاشمية، بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، مشددًا على أن هذا اليوم ليس مجرد احتفاء بماضٍ مجيد، بل هو وقفة استشراف لمستقبل أكثر إشراقًا، تُصنع ملامحه اليوم في ظل قيادة تاريخية، تؤمن برسالة الوطن، وتبني للأجيال الغد.

لقد شهدت المنطقة خلال السنوات الأخيرة سلسلة من التحديات المعقدة، تتراوح بين النزاعات السياسية، والأزمات الاقتصادية، والتغيرات الجيوسياسية المتسارعة، بالإضافة إلى صعود قوى إقليمية تسعى لزعزعة استقرار المنطقة، وبث الفوضى. وفي خضم كل هذه المتغيرات، أكد الشريف خالد الأبلج أن المملكة لم تكتفِ بالتماسك الداخلي، بل كانت في مقدمة الدول المبادِرة في الدفاع عن الأمن القومي العربي، وعن المبادئ الإنسانية والدولية، فمارست دورها بثقة وقيادة واقتدار، بفضل السياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين، الذي عرفه العالم قائدًا متزنًا يجمع بين الحزم والعدل، وبين الحكمة والحسم.

وأضاف الشريف الأبلج: “في ظل القيادة السعودية، تحولت التحديات إلى فرص، وتحولت الأزمات إلى محطات للبناء، حيث استطاعت المملكة أن تبني منظومة علاقات دولية متوازنة، قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، دون المساس بثوابتها الدينية والوطنية.”

وحين نتحدث عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فإننا نتحدث عن رجل دولة استثنائي، نشأ في بيت الحكم، وتدرج في المسؤولية منذ عقود، حتى غدا رمزًا للثبات والاتزان في عالمٍ مضطرب. لقد عرفناه قائدًا لا يعرف التردد، يتخذ القرار في الوقت المناسب، وينفذه بثقة وإيمان. ولعل التاريخ سيخلّد مواقفه الحاسمة في تعزيز مكانة المملكة على كل المستويات، داخليًا وخارجيًا، كما سيذكر له أبناء هذا الوطن أفضاله في بناء نهضة تعليمية وصحية وإدارية غير مسبوقة، شملت كل منطقة وكل محافظة وكل مواطن.

وفي الحديث عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، قال الأبلج: “إن ولي العهد ليس مجرد وريث للقيادة، بل هو قائد المرحلة الجديدة، وصاحب الرؤية التي انتقلت بالمملكة من دائرة التكرار إلى فضاء الإبداع، لقد حمل على عاتقه مشروعًا تنمويًا شاملاً، ونجح في فترة وجيزة في تغيير ملامح الدولة نحو نموذج حديث قائم على التمكين والتنوع والاستدامة.”

قد يهمك ايضاً:

تحت عنوان “تطبيقات الإدارة المتكاملة لنظم الزراعة…

ضمن جهود التحالف الوطني في مجال التوعية المجتمعية

وأشار الشريف الأبلج إلى أن رؤية السعودية 2030، التي أطلقها سمو ولي العهد، لم تكن مجرد خطة طموحة، بل مشروع وطني استراتيجي، نُفِّذ على أرض الواقع بدقة وحزم، فتوسعت البنية التحتية، وتنوع الاقتصاد، وتقدمت المؤشرات العالمية في مختلف المجالات، من التعليم إلى الصحة، ومن الثقافة إلى التقنية.

وفي جانب الاقتصاد، أكد الأبلج أن المملكة سجلت خلال العام الماضي إنجازات اقتصادية قياسية، رغم الأزمات المتلاحقة عالميًا، من ارتفاع التضخم إلى التوترات في سلاسل التوريد. وقال: “تمكنت المملكة من الحفاظ على استقرارها المالي، وتحقيق معدلات نمو حقيقية، وزيادة الإيرادات غير النفطية، ما يعكس نجاح استراتيجيات التنويع الاقتصادي، وجهود صندوق الاستثمارات العامة، الذي بات أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم.”

وأضاف: “وقد أثبت الاقتصاد السعودي مرونته، ونجاحه في استقطاب رؤوس الأموال العالمية، كما شهدنا ارتفاعًا في مساهمة القطاعات الصناعية والسياحية والتقنية في الناتج المحلي، بما يحقق تطلعات القيادة ويضمن استدامة النمو للأجيال القادمة.”

وفي سياق التنمية البشرية، شدد الشريف الأبلج على أن “أحد أعظم إنجازات المملكة في عهد الملك سلمان وولي عهده، هو الإيمان بالإنسان السعودي كأصل في التنمية، وليس مجرد وسيلة.” وأشار إلى أن تمكين المرأة لم يكن شكليًا أو محدودًا، بل كان تحولًا جذريًا في فلسفة العمل والمشاركة، حيث تقلدت المرأة المناصب القيادية، وساهمت في الاقتصاد، والإدارة، والبحث العلمي، والفن، والرياضة.

كما أضاف: “إن ما تحقق في مجال دعم الشباب غير مسبوق؛ من خلال برامج الابتعاث، ومبادرات ريادة الأعمال، والتوسع في قطاع التقنية، وتأسيس مناطق ابتكار، وجامعات متقدمة، وهي كلها تعكس رؤية واضحة في تحويل طاقات الشباب إلى أدوات للبناء والنهضة.”

وفي مجال التقنية، قال الأبلج: “إن التحول الرقمي في المملكة لم يعد مجرد مشروع داخلي، بل أصبح نموذجًا إقليميًا يُحتذى به، خاصة في ظل ما شهدناه من تطور في البنية التحتية الرقمية، وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتسهيل الخدمات الحكومية عبر منصات ذكية متكاملة.” وأكد أن المملكة أصبحت مركزًا إقليميًا للبيانات الضخمة، والسحابة الرقمية، والشركات الناشئة، ما يجعلها في طليعة الدول التي تقود المستقبل الرقمي، وذلك بفضل رؤية ثاقبة وإصرار غير مسبوق من سمو ولي العهد.

وعلى الصعيد الدولي، أشار الأبلج إلى أن المملكة باتت اليوم أحد أبرز صناع القرار العالمي، من خلال مشاركاتها في قمة العشرين، ومبادراتها في قضايا التغير المناخي، والتنمية المستدامة، والطاقة النظيفة. وقال: “لقد شاهدنا كيف تقود المملكة ملفات معقدة بمهنية عالية، وتشارك في الوساطات، وتدعم الاستقرار، وهو ما يثبت أن السياسة الخارجية السعودية أصبحت أكثر تأثيرًا ونضجًا وفاعلية.”

وبصفته باحثًا في التاريخ والتراث الإسلامي، أشاد الشريف الأبلج بالجهود الثقافية والتراثية الكبيرة التي قادتها المملكة في السنوات الأخيرة، قائلًا: “الهوية الوطنية اليوم تعيش عصرها الذهبي، فالمشاريع التي أطلقتها وزارة الثقافة، وهيئة التراث، وهيئة المتاحف، تعيد الاعتبار للموروث الحضاري، وتُظهر للعالم أن السعودية ليست فقط أرض الحرمين، بل مهد حضارات عريقة ضاربة في التاريخ.”

وفي ختام حديثه، أشاد الشريف خالد الأبلج إشادة واسعة ومؤثرة بجهود خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وقال: “إننا أمام قيادة لا تتوقف عن العطاء، ولا تساوم على كرامة الوطن، ولا تتراجع عن مشروع النهضة. نسأل الله أن يحفظ ملكنا المفدى، وأن يمد ولي عهده بالتوفيق والسداد، وأن يديم على المملكة أمنها واستقرارها وازدهارها، لتظل منارة هدى، ومركز إشعاع، ونموذجًا يُحتذى به في الإدارة الرشيدة والبناء الحضاري.”