كتب: عبد الرحمن هاشم
تُواصِل منظمة الصحة العالمية ما تضطلع به من عمل بالغ الأهمية مع السلطات الصحية الوطنية والشركاء الدوليين من أجل المحافظة على صحة اللاجئين. وتدعم منظمة الصحة العالمية السلطات الصحية في جميع المجالات الرئيسية التي تتراوح من إدماج صحة اللاجئين والمهاجرين في كافة السياسات، إلى تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية، وخدمات المياه والإصحاح المأمونة، والسكن والتغذية، وتوفير المساعدات الإنسانية. كما تعمل المنظمة مع الجهات الشريكة الوطنية والدولية لضمان ألا يعاني اللاجئون والنازحون من أي أمراض يمكن الوقاية منها.
وتتجلَّى أمثلة هذا العمل الهام الذي تقوم به المنظمة بشراكة وثيقة مع الحكومات في كل أنحاء الإقليم: سواء كان ذلك من خلال إتاحة برامج التطعيم المجاني، وتحسين نظم المعلومات الصحية؛ وتقييم الخدمات الصحية المتاحة؛ أو ضمان حصول مئات الآلاف من اللاجئين العائدين إلى بلادهم على الرعاية الصحية. ويكفل عمل المنظمة الصحة للجميع، بمن فيهم اللاجئون.
وعلق الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، قائلاً: “يتعرَّض اللاجئون وغيرهم من السكان النازحين للخطر بطرق فريدة ومتعددة”. وأضاف أن “هناك عوائق رئيسية أمام ضمان تمتّع اللاجئين بالصحة مثل: عدم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية لا سيَّما بين النساء والأطفال، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض السارية في البيئات المعيشية المكتظة وغير الملائمة صحياً، وزيادة الطلب على الرعاية الصحية النفسية ورعاية الإصابات الشديدة”.
ويعتبر إقليم شرق المتوسط الـمُصّدر الأكبر للاجئين على مستوى العالم في ظل فرار أكثر من نصف لاجئي العالم من أفغانستان، والصومال، والسودان، وسوريا. وفي ذات الوقت، يستضيف الإقليم نسبة كبيرة من اللاجئين الذين يبلغ عددهم 17.1 مليون لاجئ على مستوى العالم، وتتعرَّض الكثير من البلدان لموجات كبيرة من الهجرة القادمة من إفريقيا والإقليم صَوْب أوروبا.
وفي إطار مهمة المنظمة الرامية إلى “تعزيز الصحة – والحفاظ على سلامة العالم – وخدمة الضعفاء”، تسعى المنظمة سعياً حثيثاً لضمان المساواة في حصول الجميع في الإقليم، بمن فيهم اللاجئون والنازحون، على الرعاية الصحية الجيدة بكرامة، دون تمييز أو التعرُّض لضائقة مالية. وفي اليوم العالمي للاجئين 2018، ندعو العالم للانضمام إلى دعوتنا للمحافظة عل صحة جميع اللاجئين والنازحين وحمايتها في إقليم شرق المتوسط، وغيره من الأقاليم.