فيروس كورونا والفطرة المنكوسة
بقلم – الدكتور أحمد عيسى:
خلق الله الكون ووضع نواميسه بعناية وإحكام وبين فى شرائعه ما يصلح به حال الناس فى دنياهم ، ثم وضع بحكمته وعدله العقوبات التى تطال كل من يخالف السنن الكونية التى عليها ميزان الكون .
ولكن الصين وبالرغم مما تتمتع به من تقدم علمى ومادى ملحوظ جعلها تتصدر المقدمة للنمور الأسيوية فى عالم الإقتصاد إلا أنها تطالعنا كل حين بعادات وتقاليد تجعلها فى مؤخرة الدول النامية ثقافيا وخاصة ثقافة الطعام والغذاء .
أعلم أن هناك من يقول أو يظن أن التعداد السكانى المهول للصين قد يكون سببا رئيسيا خلف بحثهم عن بدائل للغذاء والطعام ، ولكن ألا تتفق معى أن هذه البدائل يجب أن تكون مدروسة جيدا وكذلك مما لا يتعارض مع نواميس الكون التى بها إتزانه ؟
أتعجب وأندهش كيف تقبل الفطرة السوية الإقبال على هذه السلوكيات التى أختلقها الصينيون فى ثقافتهم الغذائية ، تلك العادات التى شاهدناها كلنا منذ سنوات حتى صارت محل إشمئزاز من الجميع حتى إن هناك من يكاد يتقيأ من بشاعة ما يرى .
ذات مرة فوجئت بإبنى يتابع بشغف بعض المقاطع على اليوتيوب فقمت بالإقتراب منه لأعرف ما يتابعه ، فوجدته يشاهد أم صينية تقدم طبق طعام لإبنها به صراصير !!
نعم أعزائى القراء ، هذا ما كان إبنى يشاهده ، ثم قام بسؤالى ، هل هناك أى فائدة فى تناول هذه الحشرات ؟
فأجبته على الفور إنه بالطبع لا يوجد أى فائدة فى ذلك ، ولكن هم لا يتبعون أى شريعة سماوية لذلك ليس من الغريب أن ترى هذه العادات السلوكية الغذائية .
وأمتلكنى حب التطلع والفضول لمعرفة تفاصيل ثقافات الصين الغذائية ، فرأيت أمورا لا أود ذكرها حتى لا يصيبكم التقزز والإشمئزاز .
ولكن ملخص ما يمكن أن تقوله هو أن هذه السلوكيات تعتبر تحدى سافر لنواميس الكون وكذلك فطرة منكوسة بكل ما تعنيه الكلمة من معانى لهذه الشعوب .
نعم فطرة منكوسة تلك التى تدفع فتاة تقبل على تناول طبق من الشوربة وبه طائر الخفاش أو الوطواط ، هذا الطائر الذى يتغذى على الحشرات التى تعتبر معامل الأوبئة والطاعون فى العالم الحديث ، بل وناقل أساسى للطاعون .
نعم فطرة منكوسة التى تجعل أغلب هذا الشعب يقبل على أكل الأفاعى والثعابين والفئران .
وما حدث من إنتشار هذا الفيروس القاتل يمثل الرد الطبيعى للفطرة السليمة وللنواميس الكونية ، إنه الرد المزلزل لكل من عارض نواميس الكون والفطرة البشرية السليمة التى خلق الله الناس عليها وأكدت عليها الشرائع السماوية فى التوارة والإنجيل والقرءان .
إنه إنتقام الفطرة السليمة من تلك الشوائب التى طالتها فى بعض البلدان ، إنتقام يجعل الجميع يستفيق من سباته العميق الذى يجعله يعيش منعزلا عن تخريب الأخر للكون الذى نعيش فيه .
إنتقام سوف يطال الجميع فى يوم ما ، لو ظللنا بنفس هذه السلبية مع مدمرى الطبيعة ومنكوسى الفطرة السليمة .
ألم يأن الأوان أن تقوم منظمة الأمم المتحدة بدورها تجاه مخربى الفطرة السليمة السوية كما تقوم بدورها مع مخربى العالم من مروجى الحروب والسلاح ؟
أرى من وجهة نظرى إنه بين الحين والحين يصحو العالم على وباء كارثى يهدده ويكون مصدره الصين وهذا يدعو إلى ضرورة تكاتف الجميع تجاه تقويم من يتسبب فى هذه الأوبئة الكارثية ، وأعنى بالتكاتف أن تقوم منظمة الأمم المتحدة بدورها الرقابى تجاه منع الممارسات الغذائية التى يترتب عليها تلك الأوبئة الفتاكة .
وأندهش لماذا لم يقف العالم وقفة واحدة بعد ثبوت تكرار تصدير الصين لتلك الأوبئة الفتاكة أكثر من مرة !
ففى الفترة بين عامى 1957 و 1958 ظهرت الإنفلونزا الأسيوية فى الصين وأنتشرت بشكل كبير ، أدت فيما بعد إلى وفاة مالا يقل عن مليون شخص حول العالم .
وبعدها بعشر سنوات فيروس أخر هو هونج كونج عرف بإنفلونزا هونج كونج ظهر فى عامى 1968 و 1969 أدى لوفاة مليونى شخص فى تلك الفترة حول العالم .
وفى عام 2003 ظهر السارس جنوب الصين فى إقليم جواندونغ تسبب بأكثر من 8000 إصابة وأكثر من 800 وفاة .
وفى عام 2013 عادت إنفلونزا الطيور للظهور وإجتاحت فى بداية الأمر مزارع دجاج بهونج كونج قبل إنتقالها إلى البشر مما دفع فيما بعد منظمة الصحة العالمية لإعلان حالة طوارئ صحية عالمية .
والأن كورونا 2020 والتى تشير الأبحاث الأولية إلى أن الفيروس أنتقل للإنسان عن طريق الثعابين لكن تشونغ نانشان المستشار الطبى لحكومة الصين ذكر أيضا حيوانات الفئران على أنها مصادر محتملة للفيروس .
وفى النهاية أتمنى أن تلقى مقالتى هذه صداها لكى نتجنب المزيد من ويلات الأوبئة الفتاكة بسبب تلك الفطرة المنكوسة فى عادات وسلوكيات غذائية و ثقافة شعب أتعب العالم وأنهكه أكثر مما فعلت به الحروب .