بقلم – لواء مهندس السيد نوار :
* “عام وثلاثة أيام” قضاها الإخوان برئاسة مرسي في الحكم توالت فيها أحداثً جسام، ارتكبوا فيها الكثير من الأخطاء الفادحة ضد الشعب و الدولة بمؤسساتها، مما شكل تهديدا للسلم والأمن العام في المجتمع، وكشفت عن خططها للسيطرة على مفاصل الدولة مما دفع الشعب، بعد أن اكتشف نواياهم ليعلن الثورة بحماية من الجيش المصري العظيم، بداية لعهد جديد مسطرا في كتاب التاريخ أن في مصر رجال يعرفون معنى الوطن و الوطنية و أن الوطن ليس مجرد حفنة من التراب.
* أحداث مرت بكل الفخر، أتذكرها كأنها مرت بالأمس، كنت في الشارع وسط الجماهير في مدينة طنطا مسطرا بال فيديو و الصور فرحة الشعب المصري، و أتذكر أنني كنت على الهواء في اليوم السابع و العشرين و الثلاثين من يونيو على الهواء على قناة الدلتا من طنطا أعود بعدها إلى الشارع وسط الناس سعيدا، ولن أنسى يوم الثالث من يوليو على الهواء أيضا حتى سماع بيان الثورة بعد الحلقة و لم يخرج البيان عما توقعته.
* خرجت الملايين للشوارع فى جميع المحافظات المصرية مطالبين بإسقاط حكم الإخوان، وانتشرت الموجة الثورية وكانت عابرة للطبقات والشرائح الاجتماعية، وقامت المؤسسة العسكرية في بيانها يوم 1 يوليو بإمهال جميع الأطراف 48 ساعة للاستجابة لمطالب المتظاهرين في إطار حمايتها للشرعية الشعبية، ومع اقتراب هذه المهلة من الانتهاء، واستمرار التظاهرات الرافضة لحكم الإخوان، ودفع الجماعة بمؤيديها يوم 2 يوليو إلى الشارع، اجتمعت القوات المسلحة بالقوى الوطنية والسياسية والأزهر لتتخذ قرارات 3 يوليو التي أسست لمرحلة جديدة في الثورة المصرية. وفي 3 يوليو ألقى الفريق عبد الفتاح السياسي وزير الدفاع (آنذاك) خطاباً على الهواء محاطاً بالقوى الوطنية، أعلن فيه عن خارطة طريق جديدة تبدأ بتعطيل الدستور وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا رئاسة الجمهورية بشكل مؤقت لحين انتخاب رئيس جديد.
تم وضع خارطة للمستقبل سارت مصر على خطاها والتزمت بجميع مراحلها وأقر الشعب المصري دستوره الجديد وذلك بعد استفتاء شعبي أُجرى في يناير 2014 وانتهي بموافقة 98.1% من الناخبين على الدستور الجديد الذي يعد انجازا كبيرا في تعزيز الحقوق والحريات ، وبه تكون مصر قد أسست لشرعية دستورية وسياسية جديدة .
ثم إجراء الانتخابات الرئاسية المصرية لعام 2014، والتي تعد الاستحقاق الثاني لخارطة الطريق بعد الدستور، وتم انتخاب المشير عبد الفتاح السيسي آن ذاك رئيسا للجمهورية، بعد حصوله على نسبة 96.9% من الأصوات الصحيحة،
أقسم الرئيس السيسي اليمين الدستورية فى 8 يونيو 2014، رئيسا لمصر، أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا وفقاً لأحكام المادة 144 من الدستور الجديد، وبحضور الرئيس المؤقت للبلاد آنذاك المستشار عدلي منصور فى لحظة تاريخية فريدة وفارقة في تاريخ مصر. شهدت تسليمًا سلميًا للسلطة وتوقيع وثيقة تسليم السلطة في تقليد غير معهود وثق بداية حقبة تاريخية جديدة.
إن مصر ” الجمهورية الجديدة ” بقيادتها السياسية التي أبهرت العالم : –
* بالقضاء على الإرهاب
* تخقيق التنمية المستدامة
* العمل على التعاون بين مصر والعديد من الدول الغربية والعربية والأفريقية لتنفيذ خطط التنمية المستدامة
* تجدد العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم و فتح مجالات للتعاون مع دول لم يزرها أي رئيس مصرى من قبل
و تمضي المسيرة نحو الجمهورية الجديدة بخطى ثابتة كتفا بكتف تحت شعار مصر تستطيع مع قيادتها السياسية الوطنية
و من أقوال الرئيس في هذه الذكرى : –
* “أن للتاريخَ أياما لامعة كالنجوم تضئ عتمةَ الليل وتبدد ظلمة الطغيان وتنير الطريق أمام السائرين وتهديهم سواء السبيل وعلى رأس هذه الأيام الخالدة يوم الثلاثين من يونيو عام 2013 حين انتفض شعب مصر العظيم ثائرا على من أرادوا اختطاف وطنه رافضا للظلم والطائفية والاستبداد ومعلنا بصوتٍ هادرٍ ملأ أرجاء الدنيا “أن هويةَ الوطن مصريةٌ أصيلة لا تقبل الاختطافَ أو التبديل “
* ” شعب مصر الأبي، إن الصمود الذي أظهرتموه خلال السنوات العشر الماضية منذ ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة سيظل محلا لدراسة المفكرين والباحثين فكم من تساؤلاتٍ أثيرت عن سر العلاقة الخاصة بين الشعب المصري ومؤسسات دولته الوطنية وبين الشعب وقواته المسلحة واحتار الكثيرون في منبع هذه الإرادة الصلبة والعزيمة التي لا تلين والتي نقلت مصر خلال أعوام قليلة من دولة تواجه الانقسام الخطير وشبح الاقتتال الأهلي إلى دولة متماسكة ينعم شعبها بأمن واستقرار غالي الثمن دفعه أبطالٌ من صُلب هذا الشعب من قواته المسلحة وشرطته الذين تصدوا بصدورهم لموجة إرهابٍ هي الأعتى والأشرس وقدم رجالهم أرواحهم فداءً كي يعيش الوطنُ ويزدهر “.
* ” إن حجم التحديات التي واجهها الشعب المصري منذ عام 2011 غرس في نفوس أبنائه صلابة فريدة وقوة من نوع خاص، فقد عايش وذاق معنى التهديد بضياع الوطن والخوف على الأهل والأبناء وضياع الرزق والمقدرات، ولذلك فإنني أؤمن يقينا أن هذا الجيل من شعب مصر هو الأقدر على تحمل مسئولية بناء الوطن وتشييد الدولة الحديثة المتقدمة “
* ” أؤمن بأن هذا الجيل الذي نقل مصر بجهده وصبره من الفوضى والقلق إلى الاستقرار والأمن قادرٌ على إتمام تجربته التنموية الشاملة التي تشهد تقدما سريعا يطول كل شبر من أنحاء الوطن من البنية التحتية والطرق والنقل والتجارة التي تشهد ثورة حقيقية تؤهل مصر لمصاف الدول المتقدمة إلى الطاقة الكهربائية والغاز والبترول والطاقة المتجددة والخضراء إلى استصلاح الأراضي، بمساحاتٍ ليس لها مثيل في تاريخ مصر إلى الصحة والتعليم، وهما شغلنا الشاغل من خلال القضاء على أمراض طالما أوجعت المصريين وإنشاء المدارس والجامعات الحديثة وتوطين علوم العصر في مصر مرورا بتطوير المناطق غير الآمنة وغير المخططة، إنقاذا للملايين من أهالينا من واقع لا يليق بهم ولا بمصر، إلى إنشاء مدنٍ جديدة متطورة في جميع أنحاء الجمهورية لحل أزمة التكدس السكاني ورفع جودة الحياة للمصريين، وصولا للانطلاق على طريق التصنيع المتقدم والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي “
و لن أنسى أن أذكر أن الثالث من يونيو 1967 يوم فحر للعسكرية المصرية رغم الهزيمة عندما دفع العدو الصهيوني بكتيبة مدرعة لاحتلال منطقة رأس العش شرق القناة فتصدت لها فصيلة من الصاعقة المرية في معركة استمرت سبع ساعات و دمرت لهم العديد من الدبابات مما دفع العدو للانسحاب و عدم المحاولة مرة أخرى، و أن الثالث من يونيو 1970 ” يوم الدفاع الجوي ” يوم أعطى قائد الدفاع الجوي تمام بناء حائط الصواريخ و بداية أسبوع إسقاط الفانتوم.
حفظ الله مصر قيادة و شعبا و جيشا، وطنا نعيش فيه و يعيش فينا.
التعليقات مغلقة.