كتبت – نهلة مقلد:
استضافت قاعة “فكر وابداع” في ثاني أيام الدورة الخامسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة لمناقشة المجموعة القصصية “فنجان قهوة ب٧ج” للكاتبة صفاء عبد المنعم.
ناقش المجموعة كل من الكاتب والباحث أسامة ريان والشاعرة عبير العطار والكاتب زكريا صبح، وأدار الندوة المبدع سمير فوزي.
وتعد هذه المجموعة الكتاب رقم ٣٠ في مسيرة الكاتبة والباحثة والحكاءة صفاء عيد المنعم.
بدأت الندوة بقراءة أحد نصوص المجموعة تلبية لطلب الحضور وهي قصة “امي لا تعرف هيبرماس”، ثم بدأ الكاتب زكريا صبح في توضيح أشكال الاغتراب في نصوص المجموعة، مشيرا إلى أن مجموعة صفاء عبد المنعم دفعته لكتابة دراسة نقدية كبيرة عن أشكال هذا الاغتراب.
واعتبر “صبح” أن ” قصة الخوف ” مفتاحية وتأسيسية تقول فيها “من يومها وهذا الطفل يحلم بأن يتمرد علي خوفه ويسير في الطرقات بحثا عن الحقيقة الغائبة.
وأوضح أن مردود الخوف ظاهرا وادي الي اغتراب الإنسان، وهو ما يؤكد إننا أمام منظومة فكرية كاملة وريما لا تقصد أن يكون الكتاب كذلك ولكننا نستشف هذه الافكار عبر هذه المجموعة.
ويري “صبح” أن الكاتبة لديها رؤية عن العالم وتري أن الخوف لديها يؤدي إلي هذا التيه الذي نعيشه ومعظم أبطال المجموعة يعانوا الاغتراب والوحدة والحنين الذي عبرت عنهم الكاتبة تعبيرا جيدا في نصوص المجموعة، ولعل ما جاء في قصة “فنجان قهوة ب٧ ج ” يعتبر مثلا لذلك، حيث حينما قسمت رشفات فنجان القهوة تجد فيها اغتراب تاريخي حيث أفقدها الواقع العبثي التاريخ الذي ضاع في غيابات التغيير والاضطرابات المتلاحقة.
وقال : “يعد الاغتراب سمة غالبة في المجموعة سواء كان اغتراب نفسي ومكاني وفكري وفلسفي ، والمرأة هي أكثر ابطال هذه المجموعة كما في قصة “اللون الرمادي للفجر ” وفي قصة “رأيت ديستوفسكي ” رأيت اغتراب ثقافي فهي لا تقوي علي إقامة حوار مع العالم فتختلق شخص تحادثه.
وأوضح أن قارئ هذه المجموعة ليس بالضرورة أن يكون مثقفا حتي يقراها فهي تتمتع بلغة بسيطة وسرد ناعم فلسنا أمام نصوص مغلقة تحتاج لفك شفرات ولكن هذا لا يمنع أن هناك بعض النصوص بها الكثير من الرموز مثل قصة “عندما تغني أسراب النمل”.
وفي دراستها أوضحت الشاعرة عبير العطار أن الكاتبة استطاعت أن تجسد الواقع وتسخر منه احيانا ، وقد لاحظت احتفائها بالصمت والهدوء حيث تكرر في أكثر من ٢٣ موقع في المجموعة في قصة “خوف وهدوء” ودور النافذة المحورى في حياة الشخص الوحيد وذكرتها في ١٧ موضع من قصصها ، كما اتضح تأسيس الكاتبة الثقافي في عقلها وتأثرها بالتراث، كما في قصة “الغريب ” وفي “ساعة بقرب الحبيب”.
وترى “العطار” أن مجموعة “فنجان قهوة ب٧ج ” كشفت ثقافة الكاتبة وتنوعها في عناوين قصص المجموعة فهي توضح قدرتها علي استيعاب عقلها للمتناقضات الذي تزخر بها المعارف المختلفة كالتراث والاساطير والفن وغيرها من روافد ثقافية مختلقة.
بينما أوضح القاص والناقد اسامة ريان علي مجموعة “رد الروح ” حيث شقت الروح مرتين في هذه القصة وهي توضح كم تتحمل ذات الكاتبة من معاناة فمن يتتبع النص بدقة سيكتشف أن التؤام المذكور في القصة ليسوا تؤام بل شخص واحد.
وقال أن صفاء عبد المنعم لديها من التجارب والخبرة الحياتية ما يؤهلها لكتابة مجموعة بهذا الثقل، واوصي بضرورة أن تعيد النظر في استخدام حرف الواو بكثرة في الكتابة مشيرا إلي تأثرها بكونها حكاءة شفاهية بارعة.
واختتم المبدع سمير فوزي الندوة قائلا أن صفاء عبد المنعم تجيد ادهاش القارئ في كل نص تقدمه وينتظر منها المزيد من كتب الحكي والسرد الإنساني الذي يقترب من هموم الكثير من الناس.
التعليقات مغلقة.