مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

فلسفة الوعي

بقلم دكتور- هشام فخر الدين:

اسمح لي عزيزي القارئ أن اصطحبك في رحلة قصيرة كلها تأمل وصفاء ونقاء وطهر، وتجرد من عالم الماديات إلى عالم أبدعه صانعه في الكون الفسيح وفي داخل النفس، لتجد فيه المتعة الذهنية والراحة النفسية.

فكلما ازداد عمق إحساس الإنسان بالدهشة، كلما ازداد اتساع فضوله وتطلعه إلى المعرفة والفهم، وازدادت قوة حيويته، وازدادت قوة قبضته على وجوده الخاص، وقد بلغ الإنسان نقطة في إرتقائه أصبح عليه فيها أن يرتقي من الكبير إلى الدقيق.

فلا بد لكل منا أن يلتفت إلى الداخل بصورة متزايدة، وهذا يعني أن علينا أن نلتفت إلى المستويات الخفية من وجودنا إلى الخفي من المعاني، والذبذبات التي مازالت حتى الآن أكثر دقة من أن نقبض عليها بأيدنا أو أن ندركها بعقولنا.

قد يهمك ايضاً:

فالشخص الخلاق هو الذي يهتم بمعالجة قدرات العقل غير الواعي، وهو في متناول الوعي. فالتفكير المبكر والسابق لأوانه الذي يقوم به العقل على ذاته يثبته عن التقدم، في حين أن التقدم الخالص البسيط يقربنا من الهدف، ويجعلنا نرى فوق ذلك أن العقبات هي في مجملها مفاعيل سرابية لا وجود لها.

ولسوء الحظ ينخرط الكثير منا في خضم الحياة دون أن يدرك وجود قوة هائلة يمتلكها بداخله، ناهيك عن فهم كيفية استخدامها الاستخدام المناسب للحصول على ما نريد، إلا أن قلة من الناس هم من وضعوا أيديهم واكتشفوا منابع القوة الذاتية بداخلهم وأدركوا وفهموا، ثم تعلموا كيفية استخدام تلك القوة المبهمة لتحقيق النجاح الكامل والدائم في كل ما يخططون له. عبر الإرادة الذاتية والتصميم الواعى على أداء فعل معين، والذى يستلزم هدفاً ووسائل لتحقيق هذا الهدف، بالإضافة إلى العمل الإرادي النابع من قرار ذاتى.

فالكثير منا يسير في الحياة دون أدنى معرفة عما يمتلكونه من قوة ذاتية، حيث يعيشون بأقل من قدراتهم وإمكاناتهم. والأسوء اعتقادهم بالفشل والضغف، حيث يرون أن النجاح والسعادة أمران خارج نطاق السيطرة، فهى لا تعدو أن تكون ألماً مركباً، وأنه ليس في المستطاع القيام بأى شيء لتغييرها. ويغفلون عن القوة الذاتية ومنابعها التي يمتلكونها.

وها نحن عزيزي القارئ نصل إلى نهاية هذه الرحلة وقد ارتسمت أمام أعيننا آيات الله سبحانه وتعالى «وفي أنفسكم أفلا تبصرون».

 

التعليقات مغلقة.