مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

فقط …مجرد كلمات !!!

7

بقلم : أماني النجار

 

فن البدايات ومايعرف عنه من حلاوة ورقه وعذوبة

وكأي حكاية من الحكايات ، يبدأ آدم بصفته صياداً ماهراً ، بارع في أساليب الصيد وحيل القنص ، بإيقاع فريسته بكل الطرق ، وعلى حسب طبيعة كل فريسة ، يهييء الصياد نفسه ، ويضع خطته التي ستقع بها فريسته في براثنه، فتلك الأنثى ينقصها الحنان ، إذا فالحنان هو الطعم ، أنثى أخرى تحب المال وهو كذلك فالطعم المخصص لها هو المال ، وثالثه ينقصها الجاه ويستهويها السلطان، فهي ونعم فالسلطان والجاه هو الطريق لإيقاعها ، تتعدد الخطط وتتنوع الانثي ويبقى آدم هو آدم صياد لا يعرف الهزيمة ، ولا يستسلم بسهولة .

يرمي الطعم يصبر ويصبر إلى أن تقع فريسته داخل شباكه ، في البدايه يكون زمام أمور الأنثى وخاصة قلبها في يدها ، وذلك يعلمه آدم تمام العلم ، لذا فطبيعة المرحله تستهوي الصبر والسياسية ، حتى لا تفلت من بين يديه من بات يخطط لها حتى تقع أسيرة حبه ، وهنا يجعلكي آدم قبله ويصلي في محرابك ، نقطة ارتكاز حياته ، يهتم ويهتم ويهتم ، يبالغ في القرب منك ، حتى تظني أن السماء قد منحتك عِوضاً في ليلة قدر ، ولكن للأسف إن بعض الظن إثم .

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : توحش المصلحجية

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

وهنا تتهافت إلى أُذنيي قصيده الرائع نزار قباني ( كلمات ) يسمعني حين يراقصني كلمات ليس كالكلمات ،يأخذني من تحت ذراعي يزرعني في إحدى الغيمات ، يحملني معه يحملني لمساء وردي الشرفات ، يحمل لي سبعة أقمار بيديه وحزمة أغنيات ، يخبرني أني تحفته وأساوي الألاف النجمات ،وبأني كنز وبأني أجمل ماشاهد من لوحات ، كلمات تقلب تاريخي تجعلني إمرأة في لحظات ، وفي تلك المرحله يصل القناص الماهر والصياد المحترف إلى غايته المنشوده ، تُسلب حواء إرادة الرجوع إلى أرضها التي خرجت منها ، تصبح أسيرة حبه ، تتساقط الأقنعة وتفتح الستار وياليتها لم تفتح ، فستائر القصر الذي أقنعها وهماً أنها سيدته ، تفاجىء أن خلفها زنازين سجون ، تفتح ابواب الزنازين ، تدخل حواء ، تُسمع أصوات سلاسل واقفال الزنازين ، تنادي حواء بأعلى صوت ، فلا مجيب ، لا أحد يسمع ، ولا آدم يرد .

تنادي وتنادي ….يا….آدم…. يامن اوهمتني أني أنا قبلتك ومحرابك ، فلكك الذي تدور فيه ، يامن اقسمتلي إني رمانة ميزان حياتك ، بل أنك إن ابتعدت عني سُلبت عنك الجاذبية وتخبطت في غيابات حياتك ، يا آدم أين أنت ، فيأتيها صوت من بعيد تسمعه أُذناها ولا يصدقه عقلها ، نعم ياحواء.

عواء فعواء فعواء ، ألا تملين النداء ، نعم ياحواء ، فحياتي ليست لكي وحدك أما زلتي تصرين على الغباء ، فحياتي بها عملي وأهلي وعشيرتي والأصدقاء ، أما انتي ياحواء فأنتي لي وحدي ، فأنا لا أقبل فيكي شركاء ، وانا أخبرتك منذ اللحظة الأولى ومازلتي تصرين على الغباء ، انتي وان كنتي أغلى من أي أقتناء ، فهذا لا يعني انك الوحيدة ومن حولك الفناء ، فكفى بك عواء وعواء وعواء فحياتي بها عملي وأهلي وعشيرتي والأصدقاء ، ألم يكفيكي أني معكي منذ أن صاح الديك كاك كاك، وذهبت إلي عملي ونحن على إتفاق ، أن عملي لا يقبل شقاق وخناق ، أما عن الرفاق فأنا لا أستطيع أن أخبرهم بالفراق من أجلك حواء ، اتردين أن أصبح أضحوكه وقصتنا بالألسنة تُلاك ، وأما عن وقت نومي أنسيتي أني أستيقظ منذ أن صاح الديك كاك كاك ، قد أصبحتي ياحواء بصحتي لا تهتمي وأصبحت بالنسبة لك انا والعدم سواء ، وبالرغم من ذلك فمنذ أن أستيقظت ، وأنا معكي ، عدي ياحواء كم من الساعات قضيتها معك ألا يكفيك مابين السادسه مساء وحتى الحادية عشر مساء فلتكفي عن هذا العواء فحياتي بها عملي واهلي وعشيرتي والأصدقاء .

تصمت حواء تستشعر كم المهانه والاستعلاء
تتمرد تستنكر تشجب ، تعلن الاستغناء ، عن كل قصور أوهامك المعلقة في الهواء ، تبكي وتبكي وتبكي تتذكر ما نُظم من ابيات في قصيده كلمات.

يبني لي قصراً من وهمٍ لا أسكن فيه سوى لحظات ، وأعود أعود لطاولتي لاشيء معي سوى كلمات …….

التعليقات مغلقة.