أحمد مصطفى :
نظم الجامع الأزهر اللقاء الأسبوعي لذوي الهمم بعنوان “فضل شهر رجب”، وذلك في إطار جهوده لتوصيل رسالة الإسلام إلى جميع فئات المجتمع، وحاضرت فيه د. منى عاشور، الواعظة بالأزهر الشريف وعضوة المنظمة العربية لمترجمي لغة الإشارة، حيث تم تقديم المحتوى بلغة الإشارة أمام عدد كبير من الصم وضعاف السمع، والذي يأتي كجزء من سلسلة الدروس الدينية التي تهدف إلى تمكين هذه الفئة من فهم تعاليم الإسلام بلغة تناسب احتياجاتهم.
وخلال اللقاء تناولت الواعظة بالأزهر الشريف، مكانة شهر رجب بصفته أحد الأشهر الحرم التي قال الله تعالى عنها: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ }، موضحة فضل الشهر الكريم، وتجنب الظلم فيه، سواء على النفس أو الآخرين.
كما أكدت على أهمية الإكثار من العبادات فيه مثل الصيام وقيام الليل، مستشهدةً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان.” وأوضحت أن رجب يمثل فرصة للاستعداد الروحي لشهر رمضان، وعرضت بعض المواقف من حياة الصحابة، حيث كانوا يعظمون الأشهر الحرم، ويحرصون على الإكثار من الأعمال الصالحة فيها، مشيرة إلى أن الاقتداء بهم يُعد وسيلة لتقوية العلاقة مع الله.
ودعت الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية، هذه الفئة من ذوي الهمم إلى المشاركة الفعالة في المناسبات الدينية، مؤكدةً أن الله ينظر إلى القلوب والأعمال، وليس إلى القدرات الحسية، كما أُتيحت للحضور فرصة طرح أسئلتهم والإجابة عليها بلغة الإشارة.
من جانبهم عبّر المشاركون عن سعادتهم بحضور هذا الدرس، حيث قالت إحدى المشاركات: “هذه المبادرة تجعلنا نشعر بالانتماء للمجتمع، ونفهم أمور ديننا بسهولة، كما وجه الحضور الشكر لفضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، للاهتمام بذوي الهمم وإتاحة الفرصة لتعلم أمور الدين على أيدي المتخصصين.
واختمت الواعظة اللقاء بضرورة انشغال الإنسان بالأعمال الصالحة خلال شهر رجب استعدادًا لشهر رمضان، وكأن العام أشبه بشجرة تبدأ بإظهار أوراقها في رجب، ثم تزهر وتثمر في شعبان، ليجني الناس ثمارها في رمضان.
التعليقات مغلقة.