فضل العشر الأواخر من رمضان
كتبت – يارا البسيونى:
جاء الاسلام وحمل كل ما فيه خيرٌ لبني البشر، وحث على توحيد الله عز وجل ولزوم طاعته، وأمر بالخير ونهى عن المعاصي والشر، وفرض على المسلمين طاعات وعبادات تخرجهم من الظلمات الى النور، فوجب على المسلم أن يطيع الله ويتبع الخيرات ويجتنب المعاصي والآثام، واذا ما أخطئ الإنسان فإن الله تعالى يعطيه الكثير من الفرص لكي يرجع عن ذنبه ويتوب ويرجع إلى الله، ومن هذه الفرص شهر رمضان الذي أهدانا إياه الله عزوجل.
تعد الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك أفضل 10 ليال للعبادة والعمل الصالح والتقرب من الله عز وجل.
ففي هذه الليالي تقبل الأعمال ويتضّاعف الأجر، وفي كل ليلة يختار الله العتقاء من النار والفائزين بالجنة بإذن الله دون عناء ولا سابقة عذاب.
وتتميز هذه الفترة من شهر رمضان بفضل كبير ويسعى مختلف المسلمين للتقرب من الله من خلال الإكثار من الأعمال الصالحة وتلاوة القرآن الكريم.
وتبدأ العشر الأواخر من رمضان من ليلة 21 رمضان حتى ليلة 30 رمضان إذا كان الشهر كاملا، وقد ميزها الله عز وجل عن بقية أيام رمضان والسنة بأن فيها ليلة القدر التي أنزل فيها القرآن هدى للناس وبينات.
فضل العشر الأواخر من رمضان
النبي (صلى الله عليه وسلم)، كما روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها، كان إذا جاءت العشر الأواخر يشد مئزره، ويوقظ أهله، ويقوم ليله. حيث كان النبي يقوم في هذه العشر بأعمال لا يقم بها بقية الشهر وهي: إحياء الليل، قراءة القرآن والذكر والدعاء والصلاة، أي الاعتكاف في أحب الأماكن وهو بيت الله (المسجد)، الذي تقام فيه الطاعات والعبادات والخشوع والابتهالات والأجواء الإيمانية، فيكون المسلم قلبه وعقله مع الله، فيخرج من الاعتكاف وقد تطهر قلبه على طاعة الله فقط.
وورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها: ”كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله”.
وتفسير هذا الحديث هو أن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا جاءت العشر الأواخر من رمضان يعتزل النساء، ويسهر الليل في التعبد والصلاة وقراءة القرآن والدعاء، ومن فضل العشر الأواخر هو وجود ليلة القدر في إحدى الليالي الوترية حيث ورد في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان”.
فضل ليلة القدر
وعن فضل ليلة القدر، سميت بهذا الاسم، لأن الله يقدر من أمره فيها ما يشاء ويكتب أعمال السنة القادمة ويسلمها إلى عزرائيل، وجبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وقد قيل إنها سميت كذلك لعظيم قدرها، فهي ليلة عظيمة مباركة قد ميزها الله تعالى وأعلى شأنها، حيث أُنزل القرآن الكريم بها، لقوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر)، وهي خير من ألف شهر، أي أن الصلاة والقيام والدعاء والذكر وقراءة القرآن فيها خير من العمل بهم في ألف شهر، وليلة القدر لا يخرج بها الشيطان، وتنزل فيها الروح والملائكة على أهل الإيمان، وقال (صلى الله عليه وسلم): (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وفيها أيضاً يقبل الدعاء، وهي ليلة مليئة بالخيل والسلام، أي سالمة من الشيطان وأذاه، وقد أنزل الله تعالى بفضلها سورة في القرآن الكريم تُتلى إلى يوم القيامة.
كيف تقضي العشر الأواخر من رمضان إحياء الليل بصلاة القيام وقراءة القرآن. أن يوقظ الرجل أهله كما كان يفعل النبي (صلى الله عليه وسلم)، ولا يقصر عمل الخير على نفسه بل يشارك أهله فيه. اعتزال النساء والانشغال بالطاعة والعبادة، لتتخلص النفس البشرية من الشهوات، وذلك يتيح للنفس أن تصفو في أجواء ملائكية خاشعة. الاعتكاف بالمسجد، وهذا ما ينبغي الحرص عليه كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم. قراءة القرآن الكريم وتلاوته بتدبر وخشوع . يستحب في العشر الأواخر وخاصة ليلة القدر الدعاء، فعندما سئلت عائشة النبي عما تقول في ليلة القدر، فقال لها: (قولي اللهم إنك عفوٌ كريمٌ تُحبُ العفوَ فاعفُ عني). الصدقات ودفع الزكاة، كثرة الطاعات، الندم والتوبة والاستغفار عن الذنوب والمعاصي. أن يكثر الإنسان من الدعاء ويتخير أفضل الدعاء وأجمعه. بذل الخير وصلة الأرحام، والإحسان إلى الفقراء والمساكين.
قيام الليل
تمتاز صلاة قيام الليل بفضلها العظيم ولاسيما في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وقد كان النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم يحث الصحابة على قيام الليل لما له من فضل عظيم في زيادة الحسنات ومغفرة الذنوب والمعاصي ورفع الدرجات وتطهير القلوب ونيل منزلة عظيمة في الدنيا والآخرة.
قراءة القرآن
يعد شهر رمضان أكثر شهر يفضل فيه الإكثار من تلاوة القرآن، وذلك لأهمية الشهر العظيم، ومضاعفة الثواب والأجر.
الإكثار من الصدقة والزكاة
إنّ الإنفاق في سبيل الله من أفضل الأعمال في شهر رمضان المبارك، خاصة في العشر الأواخر منه، فذلك يقرب قلوب الناس من بعضهم، ويطهر النفوس من الشح والبخل.
الدعاء
من أكثر العبادات المستحبة في شهر رمضان والعشر الأواخر، فالدعاء يُمكن أن يُغير القدر خاصةً عند الطلب بنفس صافية وثقة في الله في الاستجابة في الوقت الذي يراه مناسباً.
الاغتسال والتطيب
اقتداءً بالنبي وصحابته حيث قال ابن جرير: كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من العشر الأواخر، وكان النخعي يغتسل في العشر كل ليلة، ومنهم من كان يغتسل ويتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر.
التعليقات مغلقة.