فرحة العيد ولمتنا
بقلم : زينب مدكور عبد العزيز
العيد هو وقت خاص للمسلمين في جميع أنحاء العالم للالتقاء والاحتفال مع عائلاتهم. إنه وقت الفرح والحب والعمل الجماعي حيث يجتمع الأحباب للاحتفال بنهاية شهر رمضان، شهر الصيام المبارك. بالنسبة للكثيرين، يعد العيد وقتًا لتقوية الروابط العائلية وخلق ذكريات دائمة مع الأشقاء والآباء وأفراد الأسرة الممتدة.
من أكثر جوانب العيد العزيزة هو التجمع العائلي، المعروف باسم “لمة العيلة”. يعد هذا التجمع وقتًا يجتمع فيه الأقارب ويتشاركون الوجبات اللذيذة ويتبادلون الهدايا والعٍديات ويستمتعون بصحبة بعضهم البعض. إنه الوقت المناسب لمتابعة حياة بعضنا البعض، واسترجاع الذكريات القديمة، وإنشاء ذكريات جديدة معًا.
لا يمكن المبالغة في أهمية “لمة العيلة” خلال العيد. لقد حان الوقت لكي تضع العائلات خلافاتها جانبًا وتجتمع معًا في الوحدة والمحبة. إنه الوقت المناسب لتقوية الروابط الأسرية وتعزيز أهمية صلة الرحم والقرابة . في عالم غالبًا ما تكون فيه العائلات منتشرة ومنشغلة بحياتها الخاصة، يوفر العيد فرصة نادرة للجميع للالتقاء تحت سقف واحد وإعادة التواصل.
خلال “لمة العيلة”، تشارك العائلات في مختلف التقاليد التي تنفرد بها ثقافتهم وتراثهم. قد تشمل هذه التقاليد ارتداء الملابس الجديدة ، وأداء الصلاة معًا، ومشاركة الأطباق الخاصة من الكحك والبسكويت والبيتيفور التي يتم إعدادها عادةً للعيد . حيث لكل عائلة تقاليدها الخاصة التي تجعل احتفالاتهم بالعيد فريدة ومميزة.
ويمكننا القول أن الأجواء خلال “لمة العيلة” مليئة بالبهجة والسعادة. حيث يملأ الضحك الأجواء بينما يتشارك أفراد العائلة القصص والنكات والحكايات. يركض الأطفال ويلعبون مع أبناء عمومتهم، ويبتسم الأجداد وهم يشاهدون أحبائهم وهم يتفاعلون، وتفوح رائحة الطعام اللذيذ في الهواء. لأنه وقت الاحتفال والامتنان لنعم الأسرة والوحدة.
فبالنسبة للكثيرين، “لمة العيلة” هي وقت للتأمل والامتنان. إنه الوقت المناسب لتقدير حب ودعم أفراد الأسرة والاعتزاز باللحظات التي أمضيناها معًا. إنه تذكير بأهمية الأسرة في حياة الفرد والدور الذي تلعبه في تشكيل هوية الفرد ومعتقداته.
كما يوفر العيد و”لمة العيلة” فرصة للعائلات مساعدة وفرحة المحتاجين. وتستخدم العديد من العائلات العيد كوقت للقيام بالأعمال الخيرية، مثل تقديم التبرعات لمن هم يحتاجونها ، وإطعام المساكين ، ودعم المبادرات المجتمعية. تعكس روح الكرم والرحمة هذه تعاليم الإسلام وتقوية الروابط العائلية.
ومع اقتراب اليوم من نهايته، تودع العائلات بعضها وتعطي وعودًا بالالتقاء مرة أخرى قريبًا. يتم تبادل الأحضان، وتذرف الدموع، وتمتلئ القلوب بالحب والامتنان. سيتم الاحتفاظ بالذكريات التي تم إنشاؤها خلال “لمة العيلة” لسنوات قادمة، لتكون بمثابة تذكير بالروابط المشتركة بين أفراد العائلة.
وفي الختام، فإن العيد ولمة العيلة من المناسبات المهمة التي يجتمع فيها المسلمون ويحتفلون مع عائلاتهم. إنه وقت الفرح والحب والعمل الجماعي الذي يقوي الروابط العائلية ويخلق ذكريات دائمة. من خلال التقاليد والتأملات وأعمال الكرم، تتمكن العائلات من إعادة التواصل وتقدير بعضها البعض وتقديم العطاء للمحتاجين. تكمن أهمية العيد ولمة العيلة في الوحدة والحب المشترك بين أفراد الأسرة، مما يجعله وقتًا مميزًا وعزيزًا حقًا في السنة .
التعليقات مغلقة.