غرب افريقيا معقل جديد للإرهاب
بقلم – محمد الفرماوى:
فى ظل انحسار التنظيمات الارهابية فى كل من العراق وسوريا وغيرها نظراً للضربات الدولية المتوالية الى تلك التنظيمات, حولت التنظيمات الارهابية نشاطها الى مناطق أخرى فى افريقيا تمثلت فى بؤرتين, الأولى هى ليبيا حيث الفوضى الأمنية ورعاية الدول الاقليمية لانتقال سيناريوهات الفوضى اليها ,والبؤرة الثانية تتمثل فى غرب افريقيا ,ويبدوا أن اختيار غرب افريقيا لم يكن مصادفة, حيث أن بعض الدول الافريقية تعانى من التناحر الداخلى والفوضى وهو ما يمثل بيئة خصبة لها,خاصة أن الضربات الدولية التى كانت توجهه الى تلك التنظيمات هناك انحسرت الى حد كبير, كما أن نشاط تلك التنظيمات فى غرب افريقيا يخفف الضغط على خلاياها القابعة فى العراق وسوريا ويعطى لها فرص التنفس والانتقال واعادة التمركز, وعادة ما تستخدم الجماعات الارهابية التفجيرات سواء الانتحارية أو العربات المفخخة أو القنابل الموقوته والمزروعة, والالغام, لكنها باتت تستخدم استراتيجيات أخرى أقل تكلفة ,وصعبة التنبؤ بها, وهى عمليات الدهس الممنهج بالمركبات ,حيث شهدت مقاطعة غوبيو بولاية بورنو بغرب افريقيا هجوم ارهابى دهساً بواسطة المركبات اسفر عن مقتل 69 شخص واصابة اخرين, وفى نفس الولاية تم قتل 20 جندى و40 مدنى دهساً وبنفس الطريقة فى منطقتي مونجو ونجانزاى, وذلك في أيام متقاربة جداً, وقد تبنت التنظيمات الارهابية هذه الاستراتيجية الجديدة لكونها غير قابلة للتنبؤ والرصد من قبل الأجهزة الأمنية ,حيث لا يمكن للجهات الأمنية تتبع ورصد جيمع المركبات التى تسير على الطرق, هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ان هذه الطريقة لا تكلف تلك التنظيمات مادياً لشراء المتفجرات أو الاسلحة فى ظل حصار دولى لها, وتعرض تلك المتفجرات وغيرها للرصد والتتبع ومن ثم انكشاف آمرها ,كما يمكن بالتحليل الوصول الى مصدرها , ومن الجدير بالذكر هنا أن جماعة بوكو حرام وجماعة نصرة الاسلام والمسلمين , وتنظيم داعش غرب افريقيا أصبحت تتخذ من غرب افريقيا ملاذ ونقطة انطلاق ,وبخاصة أنه فى ظل انتشار جائحة كورونا ,والانشغال الدولى بقضايا أخرى فى المنطقة مثل لها فرصة للتمدد والانتشار وممارسة عملياتها بشكل مستمر دون قلق, وهنا لابد من الانتباه الى أن منطقة غرب افريقيا ستتحول الى مستنقع إرهابي جديد أكثر خطورة وضراوة من مناطق الشرق الأوسط, وأن بيئة هذه المنطقة وما يسودها من حالة الضعف والحروب الداخلية ,ومساحاتها الشاسعة والمتواصلة مع الكثير من بؤر الصراع إنما يحول خلايا التنظيمات الأخرى الى الانتقال اليها والاستقرار فيها, والانطلاق للتمدد عبر الاقليم, وهو ما يوجب ضرورة الدعوة الى التعاون الدولى والاقليمي من أجل القضاء عليها وتحقيق نوع من الاستقرار السياسي والاجتماعى والاقتصادى فى تلك الدول حماية من انجرار الابرياء وراء اكاذيب تلك الجماعات.