مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

«غارق في ذنوب الانتحال».. رد المورخ الشريف محمد الحسني على مؤرخ فرنسي مستشرق افترى على النبي محمد

22

قال الدكتور الشريف محمد بن على الحسني، المفكر و المؤرخ ورئيس الاتحاد العربى لحماية حقوق الملكية الفكرية أن   شخصية سيدنا محمد صلوات الله عليه وآله شغلت الكثير من الباحثين المرتبطين بالدراسات التوراتية والإنجيلية وتاريخ الشرق القديم؛  ومن هولاء ممن تعرض لاسم النبي الكريم سيدنا محمد بمحاولة الدس والافتراء الفرنسي (كرستيان روبان) والذي كتب مايلي ((يبدو أن نبي الإسلام لم يكن اسمه “محمد” عندما ولد، وإنما اتخذ هذا الاسم لأنه كان يدعو إلى عبادة الله الواحد.. والله الواحد كان اسمه في اليمن “محمد”، فتسمى به.

 

 

 

وأوضح الحسني، أن الفرنسي  روبن  كان معتمد في ذلك على وجود نقش حاكم مملكة حِمير اليهودي يوسف أسأر، الموجود بمنطقة “بئر حِمى” في نجران، ، برمز (Ja 1028) ومؤرخ بعام 633 بالتقويم الحميري (الموافق 523 ميلادي)، يختتم النص ببركة “ر ب هـ د / ب م ح م د” (رب اليهود بمحمد) .

 

 

وأن تفسير الجملة الاخيرة بحسب الباحث اليمني المتخصص في نقوش المسند الأستاذ علي ناصر صوال :

 

 

وتف/وسطر/وقدم/على/سم/رحمنن : وضِع وكُتبَ ونُفِّذ باسم الرحمن .

 

 

• وتف : وضِع – دُوِّن – سُجل وقد يختلف المعنى بإختلاف السياق فقد يأتي بمعنى (منحة أرض – وثيقة تنازل) .

 

 

• و سطر : أي وسُطر – وكُتب .

 

 

• وقدم : أي وقُدم – ونُفِّذ

 

 

– وتف/تممم/ذ حضيت : دَوّن تمام ذو حضية

 

 

• وتف : دَوّن قَيّد .

 

 

• تممم : تمام ، وهو الذي قام بتدوين النقش .

 

 

• ذ حضيت : ذو حضية ، والذو هنا يشير إلى اسم الأسرة مثلما (ذو يزن – ذو جدن – ذو كلاع) لكن ما يثير التساؤل أن اسم أسرة هذا الشخص جاء هنا (ذو حضية) وفي النقش Ry 507 جاء (تممم/بن/معدن/ذ قسملت/سبأين) أي تمام بن معدان ذي قسملة السبئي وهذا النقش هو نسخة مماثلة لهذا النقش الذي نحن بصدده ، والإجابة على ذلك ربما (ذو حضية وذ قسملة) جاءا على غِرار إنتساب أبناء شرحبيل يكمل إلى (ذو يزن وذ جدن) وهذا الإنتساب ما هو إلا نتيجة تحالف قبلي بين (ذو يزن و ذو جدن) ، وهنا فقد إكتفى هذا الشخص باسم أسرة (ذو حضية) وفي النقش الآخر وضع أسرة (ذو قسملة) .

 

 

قد يهمك ايضاً:

السبت القادم أكبر تجمع للمشي لأهالينا واسرهم بحديقة…

“كيم تك” تشارك في مؤتمر جامعة الأهرام الكندية…

– رب هد/بمحمد : هذه العبارة فيها نوع من الغموض من حيث توظيف الكلمات وصياغة التعبير الأمر الذي يجعل المعنى شائك الفهم لكن من خلال العبارة المماثلة التي جاءت في النقش Ry 515 بصيغة (رب هود/ برحمنن) بإختلاف الكلمة الأخيرة (برحمنن = بالرحمن أو برحمن) وهذا اللفظ هو أحد صفات الله ، هذا يعني أن الكلمة (بمحمد) هي كذلك صفة مثل الرحمن ، وبذلك يمكننا القول أن العبارة (رب هد/بمحمد) في هذا النص الذي نحن بصدده تصف (رب اليهود بالمحمود) .

 

 

 

• هد : المقصود به يهودا أي اليهود ، والإسم (هد) هنا من الجذر الثلاثي اليعربي (هود) لكن حسب القواعد الخطية لقلم المسند يتم إسقاط الحرف الساكن لكنه يثبت نطقاً هود ، وعندما ينتقل الإسم من العربية إلى اللغة العبرية أو الآرمية. يتغير لفظ الإسم بما يتوافق مع النطق اللساني في تلك اللغات بحيث ينطق (يهودا) لأن صياغة الأسماء في المسند تدوّن على أصلها .

 

 

 

وأكد المؤرخ الدكتور  الحسني أن  ممن فتن ((بالفرنسي كرستيان روبان )) المترجم اليمني عطبوش والذي يترجم دراسات روبان وكتب على صفحته في التواصل مايلي :(حكاية الأسماء الإسلامية مع اليمن مثيرة، بل حتى مريبة.. يزعم المسلمون أن النبي “محمد” هو أول من حمل هذا الاسم، في حين تخبرنا النقوش عن كثيرين تسموا به في كل مكان، بل والأغرب: أن الحِميريين لقّبوا معبودهم بلقب “محمد”! قد تكون مصادفة، لكن الأمر يصبح مريباً حينما نجد أن الحِميريين في نفس الفترة أيضاً لقبوا معبودهم باسم إسلامي آخر: علي! “…الخ))

 

كما أن عطبوش لم يقدم على زعمه الذي جاء في سياق التخادم مع اطروحات روبان وأستاذه النمساوي ألويس شبرنجر (Aloys Sprenger)،فهو يكرر أكاذيبهم التي تخالف نقوش المسند الذي يستدلون به من خلال تحريفهم للقراءة الحقيقة للمسند وكما رأينا ان <محمد> كما زعموا انه أسم معبود في اليمن مجرد أكاذيب معتمدين على تحريفهم لقراءة النقش في نقش حاكم مملكة حِمير اليهودي يوسف أسأر، موجود في منطقة “بئر حِمى” في نجران، “ر ب هـ د / ب م ح م د” (رب اليهود بمحمد) وقد أشرنا أعلاه للقراءة الصحيحة وأثبتنا كذب المستشرقين وتجنيهم على النص بالتحريف ونحن المسلمين نعتقد بنص القرآن الكريم أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى كانوا يعرفون أن النبي الذي سيبعث من جزيرة العرب اسمه (محمد) و(أحمد)، وهما اسمان مشتقان من جذر واحد، وسمي بهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ مولده. المقصود به في نقش يوسف أسار في حمى نجران {هو النبي صلى الله عليه وسلم ” رب اهد بمحمد ” } و هو كما نعلم من الاستفتاح ورد في كتاب الله العظيم

 

 

‏”وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ”

 

 

 

وأشار الدكتور الحسني  أن الأخبار في ذلك متواترة من اليمن في قصص تبع الملك الأسعد وكسوة البيت ودخوله يثرب …إلى آخره.

 

كما ورد كذلك في خبر سيف ذي يزن مع جد الرسول السيد عبدالمطلب ..وكذلك في انتصار العرب على عدوهم بمحمد قبل ولادته في حربهم مع الفرس ((هذا أول يوم انتصف العرب من العجم، وبي نصروا”.)) عن ابن عباس: أن يهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله ﷺ قبل مبعثه.، وهم يعلمون أنه رسول الله ﷺ، يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة: ﴿فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به﴾ .

 

 

ونقول لهؤلاء  :  لو كان (محمد) من أسماء الله تعالى في لغة العرب المعاصرين للبعثة المحمدية، لورد ذلك في نصوص القرآن الكريم أو السنة النبوية التي نصت على كل الأسماء الحسنى التي يسمى بها المعبود الواحد سبحانه، ولكن من صفات الله تعالى (المحمود) وقد قال حسان بن ثابت الخزرجي الأنصاري.

التعليقات مغلقة.