عيد الجهاد الوطني.. مائة عام على ثورة الوفد على الاحتلال الانجليزي
كتب – محمد عيد:
مائة عام كاملة مكتملة مرت على عيد الجهاد الوطني، وهو عيد كانت مصر تحتفل به منذ سنة 1922 أي منذ أن نالت استقلالها إلى سنة 1952وكان يعتبر يوما قوميا في عهد المملكة المصرية ، ويقترن هذا العيد باسم الزعيم سعد زغلول، وكان الشعب المصري، يتوجه في هذا اليوم بكل طوائفه إلى ضريح سعد زغلول، حيث يخطب فيه الزعماء ويضعون الزهور ترحما عليه.
مع انتهاء الحرب العالمية الأولى ظهرت فكرة اجتماع الحلفاء المنتصرين في الحرب لتقرير كيفية تقسيم الغنائم، “مؤتمر باريس للسلام 1919″، وقرر الزعيم سعد زغلول وعلي شعراوي وعبد العزيز فهمي الذهاب إلى مؤتمر الصلح لتمثيل مصر وطلب الاستقلال، وذهبوا إلى دار الحماية البريطانية لمقابلة المندوب السامى البريطاني، السير ريجنالد ونجت، في مثل هذا اليوم 13 نوفمبر من عام 1918، في “الحادية عشرة صباحًا”، لطلب السماح لهم بالسفر والمشاركة في المؤتمر، إلا أن طلبهم قوبل بالرفض، وقيل إنهم لا يمثلون سوى أنفسهم فقط، فهب الشعب المصري بكل فئاته لجمع التوكيلات لسعد زغلول ورفيقاه لتفويضهم للسفر، لتكون تلك هي النواة الأولى لثورة 1919 وتشكيل حزب الوفد.
وفي مثل هذا اليوم أيضا في 1935، ألقى السير صمويل هور، وزير الخارجية البريطاني في لندن، خطابًا تهكم فيه على الدساتير المصرية حيث وصف دستور 1923 غير صالح للعمل ودستور 3019 لا يتوافق مع رغبات الأمة، وأضاف أن بريطانيا نصحت بألا يتم إعدادهم من الأساس.
اندلعت المظاهرات في القاهرة، وقابل البوليس هذه المظاهرات بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، وكان أول الذين قُتلوا عاملا في سرادق الاحتفال بعيد الجهاد، وتجددت المظاهرات في الأيام التالية، وكانت أهم المظاهرات التي قام بها طلبة جامعة الملك فؤاد (القاهرة حاليًا)، التي تدفقت عبر كوبري عباس، وأطلق البوليس النار عليها، فقتل عدد من الطلبة.
استمر المصريون يحتفلون في مثل هذا اليوم من كل عام بعيد الجهاد الوطني حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، التي ألغت الاحتفال.
لكن حزب الوفد بقياداته ورموزه القوية وكوادره السياسية الكبرى استطاعت أن تُعيد الاحتفالات بهذا العيد المجيد تخليدًا لزعماء الوفد الذي انتصروا للوطن والمصريين.