بقلم – وفاء البحيرى:
قالت صغيرتُنا بكلِّ براءةٍ*
. بعد أن مدَّت لنا كفَّ اليمين.
أبتاهُ أرغبُ في شراءِ هديةٍ*
. رمزيةٍ أو باقةٍ من ياسمين.
لمن الهديةُ يا ابنتي يا فرحتي*
. قالت لأمي عيدها بغدٍ يحين.
للأمِّ عيدٌ كل يومٍ فاعلمي*
. أيُّ عيدٍ أخبريني تقصدين.
للأمِّ عيدٌ واحدٌ قالوا لنا *
. في مارسٍ من كلِّ عامٍ قد يحين.
كذبوا عليكم يابنتي وتفاخروا *
. بثقافةِ الغربِ العدوِّ المستهين.
الأمُّ مدرسةٌ ومحرابٌ لنا *
. نسعى لها ونظلُّ فيهِ طائعين.
الأمُّ دربٌ للجنانِ وطاعةٌ *
. فاسْعَيْ إلى جناتِ خيرٍ ومعين
الأمُّ طوقٌ للنجاةِ فيا لها *
. من قلعةٍ تحمي جميعَ المسلمين.
دُهشت بنيَّتُنا وقالت هكذا *
. أمَّاهُ عذراً عن جميعِ الخاطئين.
ظلموكِ أماهُ وقالوا العيد يوم *
. لكنَّ عيدَك دائماً في كل حين.
قل لي أبي ماذا علينا فعله *
. حتى نزاحمَ في الحياةِ الصالحين.
لبيكِ أماهُ إذا نادت بكم *
. في طاعةٍ مع قبلةٍ أعلى الجبين.
أبتاه مهلاً لا أريد هديةً *
. فهديتي للأم تقبيل اليدين.
ساظلُّ أرعاها وأسمعُ قولها *
. فبذا أطيعُ اللهَ ربَّ العالمين.
بوركتِ غاليتي لفهمك مقصدي *
. لكن علينا أن نعينَ الآخرين.
إني أخاطبُ في الجميعِ مشاعراً *
. وضمائراً فاستيقظوا يا نائمين.
الغربُ يسعى جاهدا في همةٍ *
. حتى يضللَ في الحياةِ الناشئين.
وأرى المدارسَ قد تباركُ سعيَهم *
. ونست يتامى في صفوفِ الدارسين.
من بينهم طفلٌ تعلَّقَ قلبُه *
. بحنان أمٍ لم تعد في الحاضرين.
من أين تأتوا لليتيم بأمه *
. حمل الهديةَ باليسارِ مع اليمين.
أماتت مشاعرُنا ولم نحفلْ بهم *
. ما ذنبُ طفلٍ أُمُه في الهالكين ؟.
راعوا مشاعرَهم فذلك حقُهم
. لا تفتحوا جرحا يعالجُ من سنين.
لا تجرحوا طفلا يكابد فقدهم *
. مُدُّوا له كفاً وحضناً يستكين.
كم دمعةٍ هملت بها عينُ اليتيم *
. كانت كجمرٍ في صدورِ الخاشعين.
رحماكَ ربي خالقي فالطف بهم *
. هم ذكَّروني برسولِ المؤمنين.
في جنةٍ رباهُ تجمعنا بهم *
في جنان الخلد مع نورِاليقين……