كتب – بسيوني الجمل :
عاد طالب الشهادة الإعدادية التائه بكفرالشيخ سالما إلى أحضان أسرته مرة ثانية ، بعد أن ضل طريقه وتاه في شوارع مدينة الإسكندرية ، وظل 14 يوما يعمل على عربة فول ، وكان ينام بمخزن صاحب عربة الفول ، أما أسرته المقيمة بقرية أبو طبل مركز ومدينة كفرالشيخ ، فقد نشرت خبر اختفائه عبر المواقع الإخبارية واليوتيوب ، ولما شاء القدر تعرف عليه مواطن من مدينة بلطيم ، وأخبر والديه بمكان تواجده ، وتم العثور عليه سالما وعاد لأسرته ، وسط حالة من الدموع والفرحة والسعادة.
تعود قصة اختفاء الطالب ، أنه ركب أحد القطارات من مدينه كفرالشيخ بطريق الخطأ وفوجئ بأنه في محطة سيدي جابر بالإسكندرية ، ويومها لم يكن فى جيبه سوى خمسة جنيهات فقط ! وقام مواطن بتشغيله معه مؤقتا على عربة فول بمنطقه سيدى بشر طوال 12ساعة يوميا ، وكان ينام بالمخزن وداخل توكتوك.
المثير للدهشة ، أن أحد المواطنين بالإسكندرية شاهد يوما ما نشرته والدة الطالب التائه عن اختفائه فى المواقع الإخبارية والبث المباشر عبر النت ، وكانت تناشد الناس بحرقة شديدة والدموع تسيل من عينيها بغزارة ، وتطلب التعرف علي نجلها الوحيد الذى اختفى فى ظروف غامضة ، بعد فقدانها الأمل نهائيا فى البحث عنه فى كل مكان دون جدوى.
حيث شاءت الأقدار أن يتعرف أحد المواطنين علي الطالب من خلال صورته المنشورة ، واتصل بأسرته بقرية أبوطبل مركز ومحافظة كفرالشيخ وأخبرهم بمكان تواجده ، ذهب عمه فورا إلى الإسكندرية بمكان العثورعلى الطالب واستلمه بالفعل من صاحب عربة الفول.
اتصل عمه تليفونيا بأمه ووالده وأسرته وسمعوا صوته عبر التليفون ، وعاد به إلى أحضان أسرته.
قدمت أسرته الشكر والتقدير، إلى اللواء إيهاب عطية مساعد وزير الداخليه لأمن كفرالشيخ وجميع رجال المباحث بمديريه الأمن ، وخاصه مباحث قسمى ثانى وأول كفرالشيخ ، والعميد أحمد الجمل مأمور مركز شرطة كفرالشيخ، والرائد أحمد عبدالشافى رئيس مباحث المركز، على ما بذلوه من جهود من أجل إعاده هذا الطالب التائه إلى أحضان والديه.
يقول الطالب التائه بعد عودته لأحضان أسرته ، كانت رحلتي خلال الأيام الماضية محفوفة بالمخاطر وتعرضت حياتى للخطر أكثر من مرة ، فقد خرجت من منزلى يوم الإختفاء ، متوجها إلى الورشة التى أعمل بها بالمدينة الصناعية بكفرالشيخ وليس معى وقتها سوى 5 جنيهات فقط ووجدت الورشه مغلقة ، فعدت مرة ثانية إلى محطة القطار، ووجدت قطارا واقفا ، فاستقليته دون أن أعرف إلي أين يتجه ؟! ، وهربت من الكمسرى لعدم دفع الأجرة ، ونزلت فى إحدى المحطات الرئيسية بعد بيلا ، فوجدت قطارا آخر متوجها إلى الإسكندرية فركبته بدون تفكير، ونزلت محطة سيدى جابر ، وفوجئت بنفسى بعد ذلك بمنطقة الفيصل بسيدى بشر، وتوقفت أمام عربة فول لأتناول سندوتشا ، وعندما علم صاحب العربة بظروفى طلب منى العمل معه على العربة وردية 12 ساعة ، على أن أنام فى المخزن الخاص به ، وظللت علي ذلك طيلة 14 يوما دون أن أغير ملابسى !.
أضاف أنني فوجئت بأحد الأشخاص يوقظنى من نومى داخل «توكتوك» بجوار عربة الفول ، فتحت عيناي فوجدته عمي المقيم بمدينة الإسكندرية لم أصدق نفسى ، وانهمرت عينى بالدموع ، وقام عمي بالإتصال بوالداى بقرية أبوطبل مركز كفرالشيخ ، وأبلغهما بالعثور علي سالما ، وقدمت الشكر لصاحب عربة الفول على الفترة التى استضافنى فيها وقيامه معى بالواجب على الوجه الأكمل ، وعدت إلى أسرتى بكفرالشيخ بصحبة ابن عمى ، ولم نتمالك أنفسنا من الفرحة جميعا أنا وأسرتى.
أوضحت نجوى أبو حلاوة والدة الطالب التائه ، ووالده ، أنه بعد النشر بالمواقع الإخبارية والبث المباشر على النت ، فوجئنا بأحد الأشخاص من مدينة بلطيم يخبرنا تليفونيا أنه شاهد محمد نجلنا المختفى ، يعمل على عربة فول بمنطقة سيدى بشر بالإسكندرية ووصف لنا المكان بالضبط ، ووصفت لشقيقى المقيم بالإسكندرية نفس المكان ، فذهب إليه وأيقظه من النوم داخل توكتوك وتحدث معنا تليفونيا لكى نطمئن عليه ، وعاد به ابن عمه وسلمه لنا.
أكد والداي الطالب أن فرحتنا بعودته لا توصف ، وذهبنا إلى مركز شرطة كفرالشيخ وقمنا بإتمام المحضر بعودة ابننا سالما أمام العميد أحمد الجمل مأمور مركز الشرطة ، والرائد أحمد عبدالشافى رئيس المباحث ومعاونيه.
التعليقات مغلقة.