مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

عندما ينصهر الجليد

بقلم – أماني النجار:

تتسارع دقات القلب ……ترتعد الاطراف وكأننا في منتصف ليل شتاءٍ قارص البرودة ….يتوقف  الدم عن السريان في مساراته الطبيعية من أورده وشرايين … تتعالى الانفاس وتتلاحق وكأنها سكرات الموت وعسراته .

كل هذه الأعراض ليست أعراض لڤيروس كورونا ولا هي اعراض  لخروج الروح من جسدٍ غلبه الوهن واتعبه الهِرم

بل هي اعراض فقدان الروح ……

وهنا يباغتنا سؤال مهم هل هناك فرقٌ بين خروج الروح وفقدان الروح ؟؟؟

وتأتي الاجابة لتأكد نعم هناك فرق كبير بين خروج الروح وفقدانها فبخروج الروح يدفن الانسان ميتاً اما بفقدان الروح فيموت الانسان حياً ..عند خروج الروح يدفن الانسان في قبر ه اما فقدان الروح فيدفن بين براثن الذكرى تحاصره الافكار ويهاجمه الحنين فتاره حنين للمفقود بشخصه وتارة أخرى لمجلسه وحديثه  وتاره لمجرد استنشاق رائحه عطره المختلطه بعبير جسده .

قد يهمك ايضاً:

أزمة الهويات الأوروبية.. صراع وتحالف

ازمة حكام القمة صناعة رابطة الأندية..والحساب مؤجل كالعادة

لذا ففقدان الروح اصعب واشد من خروجه .

ويتفاوت الاحساس بالألم على قدر مكانة المفقود وعلاماته داخل النفس فكم من أناس عاشوا بداخلنا لسنوات عدة ثم فارقونا وكأنهم لم يدخلونا ولاحتى مروا علينا مرار الكرام .

وكم من أُناس مروا بحياتنا فكان لهم بكل قدم وطاؤها أثر يدل على السير

وكم من علاقات خطفت أعيننا ببريقها ولمعانها الزائف فأنخرطنا فيها بلاتفكير او هواده واذا بها مجرد سراب يحسبه الظمآن ماء.

وكم من أناس تعلقت بهم القلوب واستندت عليهم الظهور وزاغت عليهم الأبصار وركنت إليهم الأفئدة وظنت انهم كالصلب الذي لايطرق ولايسحب فإذا بهم كألواح من الثلج ينصهر بمجرد سطوع الشمس فيذوب  الجليد ويصبح شلالا يغرق ماؤه كل من أمن به فلا عاصم لهم يؤمئذ من الغرق

وكم من أناس حقيقيين لاترى بالعين لان بريقهم طبيعي لايخطف الأبصار  صلابتهم كالحديد به بأسٌ شديد حوائط صد في النوائب فقدانهم هو موت على قيد الحياة …..

فالبعض فقدانه خسارة لاتعوض والاخر خسارته مكسب … وتجري الحياه بين هذا وذاك …..