بقلم : عمرو عبدربه
يشير مصطلح التبرع بالدم: Blood donation إلى عملية تجميع، وفحص، وتحضير، وتخزين الدم ومكوّناته ، ومن الجيد ذكره أنه يصل عدد وحدات الدم التي يتم التبرُّع بها عالميًا ما يقارب 117.4 مليون وحدة في كل عام، حيث يعد معدّل عملية التبرع بالدم أعلى بـ 7 مرة في الدول ذات الدخل المرتفع مقارنة بالدول ذات الدخل المنخفض.
ويمكن القول أنّ التبرع بالدم هو أغلى هدية يمكن أن يقدمها الشخص للآخرين، إذ إنّه يمكن من خلالها إنقاذ حياة أحد الأشخاص، أو حتى العديد منهم وذلك في حال تم فصل الدم إلى مكوناته؛ كخلايا الدم الحمراء (بالإنجليزية: Red Blood Cells)، والصفائح الدموية (بالإنجليزية: Platelet)، والبلازما (بالإنجليزية:plasma)، إذ يمكن الاستفادة من كل مكوّن على حِدا لدى المرضى الذين يعانون من حالات خاصة،
وتجدر الإشارة إلى أنّه بالرغم من الحاجة الماسّة للدم، إذ تحتاج المستشفيات إليه بشكلٍ كبير ودائم، وبالإضافة إلى معرفة الناس بأهميته وضرورته بشكلٍ عام، إلا أنّ ما يقارب ربع الأفراد فقط هم القادرون على التبرع بالدم.
أهمية التبرع بالدم .
في الحقيقة يوجد العديد من الأشخاص غير المدركين لأهمية التبرع بالدم، إذ يحتاج إلى الدم ما يقارب شخص واحد من كل 7 أشخاص يتم إدخالهم إلى المستشفى، حيث يعاني العديد من الأفراد من حالات صحية تحتاج إلى وحدات من الدم يتم توفيرها عبر التبرع بالدم.
ومن الحالات التي قد يحتاج فيها المريض إلى نقل الدم نذكر ما يأتي:
معظم المرضى الخاضعين لعمليات جراحية كبرى، ويُعزى ذلك إلى تعويض الدم المفقود خلال العملية.
المرضى الذين يعانون من جروح خطيرة ناجمة عن التعرّض لحوادث السيارات أو الكوارث الطبيعية.
الأفراد المصابون بأمراض تسبب فقر الدم، مثل: أمراض الكلى أو سرطان الدم (بالإنجليزية: Leukemia). الحوامل اللواتي يعانن من مضاعفات الحمل أثناء الولادة، أو قبلها، أو بعدها، مثل: النزيف والحمل خارج الرحم (بالإنجليزية: Ectopic pregnancy).[٣]
متطلبات التبرع بالدم
إنّ اتباع قواعد وشروط معينة إثناء عملية التبرع بالدم تساعد على حماية صحة وسلامة كل من المتبرع والمستقبل للدم، وهي كما يأتي:
المتطلبات الأساسية نذكر فيما يأتي بعضاً من المتطلبات الأساسية الواجب توافرها لدى المتبرع بالدم:[١٤]
العمر: حيث لا يقل عمر المتبرع بالدم عن 17 عامًا، دون وجود حد أعلى للعمر ما دام كان المتبرع قادر على أداء أنشطته دون وجود أية مُحددات أو معوّقات.
الوزن: أن لا يقل وزن المتبرع بالدم عن 50 كيلوغرامًا وذلك لسلامته الشخصية، إذ إنّ هناك تناسب بين وزن الجسم وحجم الدم، فالمتبرعين الذين تقل أوزانهم عن 50 كيلوغرامًا غير قادرين على تحمُّل عملية سحب الحجم المراد من الدم كما هو الحال لدى الأشخاص الذين تزداد أوزانهم عن 50 كيلوغرام.
الصحة الجيدة: من الضروري تأخير عملية التبرع بالدم لحين زوال الحمّى أو السعال المصحوب بالبلغم إذا كان المتبرع يعاني من أيٍ منهما، كما يلزم إكمال والانتهاء من العلاج بالمضاد الحيوي إذا كان المتبرع مصابًا بعدوى الجيوب، أو الرئتين، أو الحلق، إذ إنه من الضروري أن تكون صحة المتبرع جيدة في يوم التبرع بالدم.
ويجب التنويه إلى أن المصابين بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم يمكنهم التبرع بالدم ما دام المرض تحت السيطرة، حيث يعد ارتفاع ضغط الدم لدى المتبرع بالدم أمرًا مقبولًا ما دام الرقم الأول المعروف باسم الضغط الانقباضي في قراءة الضغط لا يتجاوز 180 مليمتر زئبقي، والرقم الثاني المعروف باسم الضغط الانبساطي لا يتجاوز 100 مليمتر زئبقي في وقت إجراء عملية التبرع بالدم، وتجدر الإشارة إلى أنّ استخدام أدوية ارتفاع ضغط الدم لاتعني عدم إمكانيته المريض للتبرع بالدم.
موانع التبرع بالدم
هناك بعض الأشخاص الذين لا يمكنهم التبرع بالدم، ومن هؤلاء الأشخاص نذكر ما يأتي:
الأفراد الذين تعرّضوا لثقب أو وشم في الجلد خلال الستة أشهر الماضية. الأشخاص الذين أقاموا في الثلاث سنوات الماضية أو سافروا خلال السنة الماضية إلى منطقة مهددة بخطر مرض الملاريا.
النساء الحوامل.
الأشخاص الذين أصيبوا بالسرطان في وقتٍ سابق، غير سرطان الخلايا القاعدية (بالإنجليزية: Basal-cell carcinoma) في الجلد أو سرطان عنق الرحم اللابد في موقعه.
الأشخاص المصابين بالهيموفيليا (بالإنجليزية: Haemophilia).
المستخدمين لأدوية الممنوعة قانونيًا على شكل حقن عبر الوريد ولو لمرة واحدة.
الأشخاص الذين حصلوا على نتيجة إيجابية في فحص سابق لفيروس الإيدز، أو فيروس التهاب الكبد الوبائي B أو C.
الأشخاص الذين تناولوا دواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) خلال 48 ساعة الماضية، إذ لا يمنكهم التبرع بالصفائح الدموية.
الأفراد الذين يعانون من إحدى الأعراض المرتبطة بمرض الإيدز، ومن هذه الأعراض نذكر ما يأتي: ملاحظة خسارة أكثر من 3 كيلوغرامات من الوزن بشكلٍ غير مبرر خلال مدة تقل عن شهرين.
التعرّق غير المبرر، وخاصةً أثناء الليل.
ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38 درجة مئوية لمدة تزيد عن أسبوع.
كيفية التبرع بالدم تستغرق عملية التبرع بالدم بشكلٍ كامل ما يقارب الساعة الواحدة، بدءًا من لحظة الوصول إلى مكان التبرع إلى لحظة المغادرة، إلا أنّ عملية التبرع بالدم بحد ذاتها تحتاج إلى ما معدّله 8-10 دقائق تقريبًا فقط، وتجدر الإشارة إلى أنّه قبل إجراء التبرع بالدم يُفضّل تناول وجبات الطعام الاعتيادية، وشرب كمية كافية من السوائل غير الكحولية، بالإضافة إلى تجنّب ممارسة التمارين الرياضية الشديدة أو المسببة للإجهاد.