مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

عمرو الفارسي: الهوية المصرية نهر لا ينضب يجري في وجدان الأمه

أكد الدكتور عمرو الفارسي، مساعد رئيس حزب مصر 2000 لشئون السياحة، أن الهوية المصرية تمثل جوهر الشخصية الوطنية وركيزة بقاء الدولة المصرية عبر العصور، مشدداً على أن ما تشهده مصر اليوم في ظل الجمهورية الجديدة هو إعادة بناء للهوية الوطنية على أسس الوعي والانتماء والعمل، امتدادًا لمسيرة بدأت منذ توحيد القطرين على يد الملك مينا قبل أكثر من خمسة آلاف عام.

وقال: الخبير السياحي عمرو الفارسي، إن التاريخ المصري لم يبدأ مع تأسيس الدولة الحديثة، بل بدأ مع فكرة الوحدة التي جسدها الملك مينا عندما صنع أول كيان سياسي منظم في العالم، مؤكداً أن توحيد مينا لم يكن مجرد إنجاز إداري، بل كان لحظة ميلاد لروح وطنية خالدة أصبحت عنوانًا للهوية المصرية على مر العصور.

وأضاف “الفارسي” أن المصري القديم وضع اللبنات الأولى للشخصية الوطنية القائمة على الانضباط واحترام القانون والعمل والإخلاص للأرض، مشيراً إلى أن هذه القيم ظلت راسخة في وجدان المصريين جيلاً بعد جيل، وأنها ذاتها التي بنت الأهرامات وأقامت المعابد، وهي نفسها التي تبني الجمهورية الجديدة اليوم بعقول أبنائها وسواعدهم.

جاء ذلك خلال لقائه في برنامج “حوار مفتوح” المذاع علي شبكة “أخبار التعليم”

وأوضح عمرو الفارسي في تصريح لـه أن الهوية المصرية عبر التاريخ لم تُمحَ رغم الغزوات والاحتلالات، مؤكداً أن كل من دخل مصر تأثر بها ولم يستطع أن يمحو شخصيتها المتميزة.

وقال: “المصري” يمتلك قدرة فريدة على استيعاب الآخر دون أن يفقد ذاته، فحتى عندما تغيرت اللغة أو الدين، ظل جوهر الشخصية المصرية ثابتًا قائمًا على الوسطية والتسامح والانتماء للوطن”.

وأضاف: أن الجمهورية الجديدة ليست مجرد مشروع عمراني أو خطة اقتصادية، بل مشروع وطني لبناء الإنسان المصري من جديد، من خلال تطوير التعليم، وتحديث الثقافة، وإصلاح الخطاب الإعلامي، وتعزيز الانتماء الوطني لدى الشباب، مؤكداً أن الدولة المصرية اليوم “تبني الإنسان قبل الحجر” وتعمل على غرس روح الوطنية والعمل والانضباط في كل مؤسساتها.

قد يهمك ايضاً:

محمد غزال: التعاون المصري مع “الناتو” يؤكد مكانة…

وأشار إلى أن ثورة 1919 كانت نقطة تحول مفصلية في الوعي الوطني، حيث أعادت صياغة مفهوم الهوية المصرية على أساس الوحدة بين أبناء الوطن الواحد، وهو ما عبّر عنه شعارها الخالد تحيا الهلال مع الصليب.

وتابع: جاءت ثورة يوليو 1952 لتؤكد استقلال القرار المصري وتعيد لمصر دورها الريادي عربيًا وإفريقيًا، ثم جاءت الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتفتح فصلًا جديدًا من فصول الهوية المصرية الحديثة القادرة على الجمع بين الأصالة والتجديد”.

وحذر من أن الهوية المصرية تواجه اليوم تحديات غير تقليدية في ظل الانفتاح الإعلامي والعولمة الرقمية، مشيراً إلى أن الخطر لم يعد يأتي من الغزو العسكري، بل من الغزو الثقافي والفكري عبر المحتوى المضلل ومنصات التواصل الاجتماعي.

مؤكداً أن المعركة الحقيقية الآن هي “معركة وعي”، مشدداً على أن الحفاظ على الهوية لا يكون بالشعارات، بل بالعلم والثقافة والإنتاج، وبإعادة قراءة تاريخنا الوطني في المدارس، وتحصين عقول الشباب ضد محاولات طمس الشخصية المصرية الأصيلة.

وأختتم تصريحه بقوله:

الهوية المصرية ليست شعارًا نردده، بل نهرٌ لا ينضب يسقي جذور هذا الوطن عبر العصور.

من مينا الذي وحّد القطرين إلى الجمهورية الجديدة التي توحّد الطاقات، تبقى مصر – كما كانت دائمًا – أم الدنيا وقلب الإنسانية النابض.”