سؤال مُهم قد لا يخطُر في ذِهن الكثير من الناس وهو المُستحيل ، ولماذا نُردد هذة الكَلمة بصفة مُستمرة في حياتنا اليومية ، سواء في المنزل أو العمل أو الأصدقاء والأقارب المُحيطين بنَا ، ونَستخدم هذا المُصطلح بِجدية فائقة وكأنه يُذكر في القرأن الكريم .
نرى شخص كان يُحب بكُل مشاعره النبيلة ويعيش قصة من الوفاء يُحسد عليها من الجميع ، ويثرثر بكلمات من طيب عن محبوُبه الجميل ويَصفُه دائمًا بالملَاك والعوض الذي أهداه الله إياه ، وبعد بُضعة قليلة من الزمن يغدُر به المحبوب ونراه حَزين يتألم من أوجاعُه وكأنه شارد الفكر لا يُصدق !! وعند سؤاله مابكَ ينظُر لك بكُل خُزلان قائلًا أرأيت ! ماذا فعل بي من كُنت أعشقُه ! ومن هنا يبدأ بكلمة “مُستحيل” أنه يفعل بي هذا وذاك .. ومن صدمته وحَسرته على نفسه يخجل أن يبخث بمن كان يُمجد فيه أمام الناس حتى لايُشاهد في أعينهم الشماتة !! .
وأخر يُعامل الجميع بالود والعِرفَان ويخلص لهم في كُل الأمور الذي تتعلق به من ثقة ليس لها حدود ، وعندما يدخله إحساس بشخص ما أنه يَمر بضيق يكون أول من يَرمي له طوق النجاة مُتخوفًا عليه وعلى أسرته أن يمسسهم قرح ، ويقوم بمُساعدة الكثير بدون مقابل وهو يعتقد في نفسه بالإطمئان والأمان بمن حوله ، وعند حدوث أول كارثة تَمسُه ويعلم بها كُل من يُحيطه يتبخرون كالماء الساخن ! فينصدم ويندهش من الموقف وكذلك لاينطق لسانه إلا بكلمة واحدة وهي “مُستحيل” أن يفعلوا معي ذلك بعد أن هديتهم كُل جميل !! .
وهناك من يُحب الخير للجميع ويدعوا لهم بالصحة وراحة البال وسعة الصدر والبركة في الرزق ، ويسعد قلبه عندما يرى أشخاص ناجحُون في حياتهم ويدعمهم بكُل ما بإستطاعته من جُهد وعمل وإسناد بكُل معاني أسماء الحُب ، ولو رأى بعضهم يُعانون في دُنياهُم ، يَرفع يده للسماء ياالله فُك كرب عبادك الضُعفاء ، ويَحس بعجزه عن مساعدتهم وكأنه هو المُصاب .. وحينما ينجح هو ويسعد ، لا يرى منهم سواء الحقد الدفين والغِل والحسد وكأنهم يتمنون من الله زوال نعمته عليه !! فيُعجب لهذا الأمر ما الذي أراه من طبع بني ادم ، ويَظُن نفس الشيء أنه كان من “المُستحيل” أن يرى ردة الفعل هذا ونسَى إن بعض الظن إثم !! .
عزيزي القاريء لقد أحسست الأن وأنت تقرأ هذا المقال أن بعض هذه الأشياء قد مَررُت بها ، وخُذلت سواء من حبيب أو زوج أو زوجة أو صديق أو زميل في العمل وأحيانًا يكون أخ أو أب أو إبن أو أقرب الناس لك .. ورُبما ذكرت نفس الكلمة عدّت مرات وهي “المُستحيل” وصُدمت كثير في حياتك من أشخاص كُنت لا تتوقع منهم الغدر ولا الخيانة ولا الكُره والحقد والغِل والحسد والنميمة وتشويه سُمعتك بين الناس بالباطل ! .
” المُستحيل ليس مخلوق من صُنع الله ، ولا هو كائن نراه حتى بالعين المُجرده ، بل هو من صنع الإنسان وتوارثه جيل بعد جيل .. فَمتخليش المستحيل يسُوقك نحو اناس غلط ويقُلك مُستحيل يفعلوا هذا الأمر معك !! أو مُستحيل تقدر تبعد عنهم ، اللي خانك مرة هيخونك ألف مرة .. واللي بيحبك مش هيقدر يستغنى ولا يبعد عنك .. “المُستحيل” ممكن يفقدك الأمل في نفسك وحلمك إنك تقابل أشخاص من جديد يكونوا طيبين مثلك .. لا تجعل “المُستحيل” يتجرأ عليك ويكون صديقك المُقرب أو أحد أهلك ويسيطر على فكرك ، “المُستحيل” ممكن يهدك ويكسرك ، “المُستحيل” كلمة إخترعناها وقادرين إننا نمحيها من قاموس الحياة ونتعايش بدونه حتى لا ننصدم في شيء .. وللمقال بقية .