مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

عماد السعدني يَكتُب : أنا والشتاء وعادتي السيئة وأركان الجفاء !

مع دخول فصل الشتاء تُجدد روحي دائمًا ويغمُرني الإشتياق لنسيم رائحة تُراب الندىَ والهواء النقي وحبّاتُ المطر ؛ فأنا أعشق هذا وذاك ، ولكن الأمر لم يبدو كمَ أُحب فَهُناك تارة وأُخرى بين حُلو الأيام ومُرها ، وأنا المُتغافل دومًا عن الأحداث ! .

 

يأخذني الحنين إلى أماكن تبدو لي مركز الهدوء وأوقات الإستجمام ؛ أذهب لحديقة بها خُضرة لأستعيدُ نفسي القديمة مع فنجان القهوة الخالي من حبّات السُكر فحلاوة المشهد لدّيَ وإنتظار تلك الساعات التي أخلُو بها مع وجداني تُنسيني مُر الفصول الماضية وكُل علقم في فمي ؛ فأنا هُنا أعوُد كطفلٍ يُجيد اللعب واللهو بمُفرده بعيدًا عن الضوضاء ! . 

 

قد يهمك ايضاً:

أحمد سلام يكتب نحن مصر

” عبَّروا عن مشاعركم ولا تخجلوا “

وتارة أُخرىَ أتجولُ في الشوارع مُترجلًا على الأقدامِ حتى أصل إلى المكان الأكثر جمالًا لتغذية الروح من فقدان الشغف وهو ” النيل” الذي له معي ذكريات فأنا أُحدثه كمَ الرفيق ؛ عيناي تنظُر إلى السماء تُشاهد القمر المُنعكس ضوءُه على أمواجهُ الهادئة ؛ فأتسارح معهم وأنا الجالسُ على الحجر الخرساني المُبلل بحبّات الندىَ أغفو تارةً وأُخرى فيأتي عليَّ شروق الصباح ! .

 

 

والنيلُ يفعل بي ما يفعلُه كل مرةٍ بردوُد قاسية ؛ وتوبيخ لي عمَّ يصدر مِني ؛؛ فهو يعلم جيدًا بأنني سأعود بعد هذا اللقاء مُتعب ولم يراني مرةً تالية حتى ينتهي برود السقيع وأذهب له مُجددًا ؛؛ فهذه الرحلة الروح فيها تشتاق وتتشافىَ والجسد يمرض ولا يطيب ! . 

 

ومن بعد هذا تبدأ رحلة الشقاء مع الطبيب المُفضل ، فالتواصل بيننا يكون على مدار هذا الفصل المُثلج بعدما إخترق نوافذ جسدي فأمرضه ؛ وأنا المُتغافل دومًا والمُتناسي ؛ وإرشاد الطبيب الإبتعاد عن النسيم والهواء الضار وإغلاق النوافذ المنبثقة ؛؛ فدائمًا أُخالف التعليمات ويقُودني الفؤاد كمَ يفعل كُل مرةٍ ويقُوم بعملية السيطرة الكاملة على العقل ؛؛ حين يبدُو الأمر جيد ولو لحظات مُبهمة ؛ وبقية الزمن أعيشُ أوقات الجفاء ؛؛ فأنا حقًا لم أجيد التخلُص من عادتي السيئة وحُبي المُغمر لهذا الفصل الذي يُساقط أوراق جسدى كمَ يفعل الخريف في الأشجار ! وللحديث بقية .