بقلم – عبد الله سكرية
واصْبري بيروتُ، يا أمَّ العربْ
إنَّ صبرًا منكِ عنوانُ الغضَبْ .
واكـتُـبي تـاريخَـنا نَــزْهـو بـهِ
بـحـروفٍ مـنْ دمـاءٍ أو ذهَـبْ .
أيَّ نـسْج ٍ ، أيَّ مَجـدٍ تَـكتُـبـينْ
والـكـراماتُ تُـهانُ ، تُغتَصَبْ ؟
واعـتـَبي بيروتُ، إنْ هـانَ أخٌ
قـدْ يَطيبُ الجُرحُ في قوْلِ العتَبْ .
هـذهِ أمٌّ، نُـداوي جــرحَـها
لــو عـشقـْنـاها ،قــلـيلٌ ذا الأرَبْ .
إنَّ عـشـقًـا لـلشِّهابِ نــزهـةٌ
مـنْ تُرى يَأبى التِماعًا في الشُّهُبْ ؟
عشقُ أمٍّ ٍ، عشقُ عِرض ٍ، فاعْلموا
تُـسلَبُ الرُّوحُ إذا العِرضُ انعـطَبْ .
فلكِ يا أمُّ، في القلبِ صدى
عـانـقَ الـتَّـاريـخ َ مـنْـهُ مـا كُــتِـبْ .
نحـنُ آلامَ الجـِراح ِ نَـفْـتـدي
آن َ جُرحٌ ،حوْلَ عينيك ِ انكتَبْ .
يـومَ غـرْبًٌ، أنعشتْهُ صفْوة ٌ
فتَـنادى العلـْمُ، والنُّـورُ انْـسَكَبْ .
يومَ أنبَتْنا على البَحرِ مُنى
بــرجــالاتٍ ، وأبـطــال ٍ نُـخـَـبْ .
إنَّ عــدوانًـا عليْـنا زائـل ٌ
طـالـما فـي الصَّدر ِ روحٌ تـلتَهِبْ .
إنْ سلمْتِ قدْ سلِمْنا فاصْمُدي
أُصْـمُـدي بيروتُ ، يـا أمَّ الـعَــرَبْ ..