عزيزتي المرأة قولي لا

بقلم الاعلامية – د هاله فؤاد:

عزيزتي المرأة : قولي لا ، فهناك مثل يقول ماحك جلدك مثل ظفرك فتولى أنت جميع أمرك ، بمعنى أن كل فتاة وكل إمرأة يجب أن تدافع عن حقوقها بنفسها دون خوف ، فهذه الحقوق ملك لك وليست منحة من أحد .
دافعي عن حقك في الحياة ، والحرية ، وسلامة جسدك من أي إعتداء ، حقك في التعليم والعمل ، والأجور المتساوية ، حقك في أن ترتدي ماتحبين ، وغيرها من الحقوق الواجبة لك .

لقد قامت العديد من الحركات النسوية التي تطالب بتحقيق المساواة بين الجنسين ، وأنا أعتقد أن المساواة واجبة لاتستحق حركات نسوية أو غيرها فنحن رجال ونساء جنس واحد جنس بني آدم ، لهم نفس الحقوق .
وعلى الرغم من الحركات النسوية التي طالبت وناضلت من أجل الحصول على حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين ، وعلى الرغم من وقوف بعض الأئمة والمفكرين أمثال قاسم أمين والامام محمد عبده ، ورفاعة رافع الطهطاوي بجانب المرأة مدافعين عن حقوقها ، نجد الآن تراجع وهجمة شرسة غير مبررة ضد المرأة .
وقبل التصدي لهذا المشكل دعونا نلقي نظرة على أفكار هؤلاء المفكرين والأئمة .

المفكر قاسم أمين :
إن أفكار قاسم أمين التي وردت في كتابي ( تحرير المرأة ) ، ( والمرأة الجديدة ) ، كانت دافعا لقيام الحركة النسوية في العالم العربي .

أكد قاسم أمين على أن كل الأديان السماوية أكدت على المساواة بين الرجل والمرأة ، ومنحوا للمرأة حريتها واستقلالها فضلا عن حقوقها ، كما أكدوا على أن كفاءة المرأة مساوية لكفاءة الرجل في جميع الاحوال المدنية ، بيع وشراء وهبة ووصية ، دون أن يتوقف على إذن أبيها أو زوجها .

وقد نادى قاسم أمين باصلاح الوضع الذي تعيش فيه المرأة ، أي إحداث تغيير في العادات والتقاليد السائدة ، وإعادة النظر في فهم الشريعة الاسلامية خاصة النصوص التي تتعلق بالنساء .

يرى قاسم أمين أن الحجاب من قبيل العادة التي لبست لباس الدين وتمكنت من الناس باسم الدين ، وأن الحجاب يمنع المرأة من التقدم كما يعيق تقدم المجتمع أيضا لأنه سيعيقها عن أداء عملها واستكمال تربيتها .

المفكر والامام رفاعة رافع الطهطاوي :
رفاعة رافع الطهطاوي يعتبر رائد تحرير المرأة في العصر الحديث ، فهو يعتبر أن أحد أهم أسباب تخلف العالم الاسلامي يرجع إلى تهميش دور المرأة ، وحرمانها من حق المشاركة في الحياة العامة ، على الرغم من أن الدين لم يسلبها هذا الحق ، بل إن العائق الذي ظل يحد من من تفتحها وتطورها هو العوائد المحلية المشوبة بالجاهلية .

طالب طهطاوي في حق المرأة في التعليم والعمل ، كما رفض ربط عفة المرأة بالحجاب وأكد أن عفتها في أخلاقها وحسن تربيتها ، كما رفض تعدد الزوجات واتخذ من نفسه نموذجا عمليا على الدعوة إلى تطبيقها .
فقد كتب عهدا على نفسه في عقد قرانه أن لايتزوج على زوجته .

وكان من رأيه أن تعدد الزوجات يضر بالمجتمع والفرد والأولاد والمرأة إذا لم يكن مقيدا بالعدل ، ولم يكن يرضاه لنفسه .

هؤلاء المفكرين والحركات النسوية لم تألوا جهدا في المطالبة بحقوق المرأة وخاصة المساواة بين الرجل والمرأة ، حقيقة حصلت المرأة على بعض حقوقها ، واعتقد أن بعض الرجال سيعلقون آنتوا عايزين إيه تاني إنتوا أخذتم كل حقوقكن ، دعونا من هؤلاء ، لن نلتفت إلى هذه الأراء الهدامة .

لكن ردي عليهم سيكون عمليا من خلال الحملات الشعواء على المرأة في الأوقات الحالية ، وماتتعرض له المرأة من تعدي يصل للقتل ، ورسائل تهديد من بعض الشيوخ بالذبح والقتل إن لم تلبس قفة وتخرج بها .
زيادة نسبة التخرش بالنساء نتيجة فتاوى غير مسئولة مبن بعض الشيوخ .

اصطياد بعض المواقف لفرض الحجاب بالقوة كقضية نيرة أشرف والتي لم يكن لها علاقة بالحجاب لامن قريب ولا من بعيد رحمة الله تعالى عليها .

إنتهاز حفلة عمرو دياب الذي طالب من يحضر الحفلة أن يرتدي ثوبا أبيض ، لاقحام الحجاب أيضا ، لماذا تمتثلوا لأوامر عمرو دياب ، ولاتمتثلوا لشيخ الأزهر عندما نادى بارتداء الحجاب .
عمرو دياب طالب جمهوره ولم يقل محظورا عليه ، من شاء يحضرهكذا حضر ومن لايريد فهو حر .
لكن محظور الخروج من دون حجاب هذه وصاية غير مقبولة دينيا .
فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر .
لست عليهم بمسيطر
صدق الله العظيم
لست عليهم بمسيطر : إي لست عليهم بمسلط ، ولا أنت بجبار تحملهم على ماتريد دكلهم إلي ودعهم وحكمي فيهم .
لماذا هذه الهجمة الشرسة على المرأة في هذا الوقت بالذات ، الوقت التي تتجه فيه السعودية في الانفتاح واعطاء المرأة حقوقها ، نجد في مصر بلد العلم والحرية النداء بالرجوع للوراء وسلب المرأة حريتها .

لذلك عزيزتي المرأة لاتعتمدي على أحد فقط قاومي وقولي لا ، ليست باللسان ، لا بل بالفعل :
اذا وجدتي تمييز لأخوك عنك في أي شئ طالبي بحقك وقولي لا.

اذا دعت الأسرة أخوك الأصغر التحكم فيك قولي لا .

اذا منعك زوجك عن العمل قولي لا .

اذا دعاك للفراش وانت غير راغبة قولي لا ولاتخافي لن تلعنك الملائكة فاذا فعل هو غصبا عنك فستلعنه الملائكة والانس والجن.

اذا ألزمك أى إنسان أياكان بارتداء أو عدم إرتداء رداء ا معينا رغما عنك فقولي لا .
وأخيرا اذا حرمك أي إنسان حق من حقوقك فقولي لا .