مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

عبد الحكيم الغرباوي رحمه الله…الشيخ الذي قضى أكثر من ثمانين عاما في خدمة القرآن الكريم

83

حوار: محمد حسن حمادة

لا يحتاج سيدنا فضيلة الشيخ عبدالحكيم الغرباوي لمناسبة حتى نكتب عنه أو نتذكره فهو الغائب الحاضر في قلوب وأذهان أهالي طنان، يتقدم الصفوف الأولى بين المشايخ كما يقود جموع المقرئين كأحد أعلام دولة التلاوة في قرية طنان، سيدنا فضيلة الشيخ عبد الحكيم الغرباوي مواليد 1918/ 1999. أكثر من ثمانين عاما قضاها في خدمة القرآن الكريم، كما كان تاجرا بالبقالة والأعلاف وهو بجانب ذلك مؤذن ومقيم شعائر حسن الصوت يقيم الأذان من أعلى مئذنة مسجد العراقي بصوته الجهوري قبل دخول الكهرباء، كان هو وأخوه فضيلة الشيخ عواد الغرباوي على رأس كُتابين من أقدم كتاتيب طنان، كان مقر كُتاب سيدنا فضيلة الشيخ عبدالحكيم رحمه الله في البداية في بيت الحاج محمد كريم هاني رحمه الله ثم انتقل إلى مسجد العراقي ثم بعد ذلك انتقل للجامع الكبير بعدما عرضت عليه وزارة الأوقاف الانضمام إليها والاشتراك في مسابقاتها ثم استقر على فترة صباحية في الجامع الكبير وفترة مسائية أمام مسجد العراقي فكان كُتاب سيدنا فضيلة الشيخ عبدالحكيم الغرباوي يحصد المركز الأول على مستوى محافظة القليوبية فيتصدر اسمه وصورته جريدة الوقائع المصرية، ولا ينازعه في ذلك إلا كٌتاب فضيلة الشيخ عبدالعزيز أبو حسين وكُتاب فضيلة الشيخ عواد شُريف رحمهما الله، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

تتلمذ سيدنا فضيلة الشيح عبدالحكيم الغرباوي على يد سيدنا العارف بالله فضيلة مولانا القطب الكبير الشيخ سلامة العزامي فكان دائم الحضور لدروس العارف بالله فضيلة الشيخ سلامة العزامي بالجامع الكبير.

في أول رجب من كل عام تَعَوَدَ سيدنا فضيلة الشيخ عبدالحكيم الغرباوي أن يقيم مأدبة قرآنية يدعو فيها كل مشايخ طنان وكان في منتهى الحرص على دعوة صديق عمره سيدنا فضيلة الشيخ محمد عبدالغني رحمه الله للاحتفال بأهل القرآن حتى يٌدخل الفرح والسرور عليهم.

كان قلب سيدنا فضيلة الشيخ عبدالحكيم الغرباوي متعلقا بالقرآن والمساجد والحج، حج أربع حجات كانت إحداهن مليئة بالأحداث الجسام التي هزت الشيخ بل هزت العالم الإسلامي ففي فجر يوم 20 نوفمبر عام 1979 بينما يتأهب الشيخ لصلاة الفجر في الحرم المكي يشاهد مجموعة من النعوش تتوافد إلى المسجد لصلاة الجنازة وعقب انطلاق أذان الفجر بصوت الشيخ عبد الحفيظ خوج، تقدم الشيخ محمد بن عبد الله السبيل ليؤم المصلين الذين التفوا فى خشوع في بيت الله الحرام، وبعد أن فرغ الشيخ (السبيل) من الصلاة التى قرأ فى ركعتيها الأولى والثانية بعض آيات من سورة التوبة، بدت حركة مريبة في المسجد الحرام حيث تقدم شاب ذو ملامح حادة متجهمة، استولى على الميكروفون المخصص للإمام، طالب الجميع بالجلوس لسماع بيان هام وفي نفس الوقت قامت مجموعة أخرى من الرجال بفتح النعوش وأخرجوا منها أسلحة وذخيرة بهدف احتلال الحرم المكي الشريف! ثم اتجهوا إلى أبواب الحرم وأغلقوها، حاول بعض زوار الحرم الفرار لكن دون جدوى ثم صعد أحدهم إلى المنبر وأخذ يخطب في المصلين معلنا ظهور المهدي المنتظر وفور انتهاء الخطبة قام أحدهم بإجبار المصلين على التقدم نحو الكعبة بين الركن والمقام، ومبايعة محمد بن عبد الله القحطانى بصفته المهدى المنتظر، عرف سيدنا فضيلة الشيخ عبدالحكيم بعد ذلك أن هذا الموتور يدعى جهيمان العتيبي يدعو لزوج أخته “محمد بن عبدالله القحطاني”. مدعيا أنه المهدي المنتظر، رضخ بعضهم تحت تهديد السلاح ورفض البعض الآخر حتى عمت الفوضى الحرم! والشيخ في حالة من الذهول متجمدا في مكانه يضع أصابعه في أذنه حتى لايسمع صوت هذا الجهيمان المدعي الفاجر الذي استباح الحرم لا ينبس ببنت شفة ينظر لهذين المدعيين المارقين ثم يُحَول بصره لأستار الكعبة التي تخضبت بالدماء وأشلاء القتلى متناثرة حولها من شتى جنسيات العالم الإسلامي، لم يتمالك نفسه فأجهش بالبكاء والدعاء والابتهال إلى الله أن يرفع هذه الغمة عن الأمة، ورغم أن الاشتباكات على أشدها بين القوات السعودية وجهيمان العتيبي وقذائف المدفعية تتجه إلى المآذن والطائرات الحربية تحوم في سماء الحرم، والرصاص يتطاير يمينا ويسارا ليتحول الحرم إلى ساحة قتال لترتفع حصيلة أعداد الضحايا، كان سيدنا موقنا أن للبيت ربا يحميه ثم سلم أمره لله ونطق الشهادتين حتى استطاعت القوات السعودية تحرير الحجيج بعد أربعة عشرة يوما من الحصار للحرم ومكة وقتل معظم أتباع جهيمان العتيبي ثم عقدت له محاكمة هو وبعض من تبقى من أتباعه، نفذ فيه حكم الإعدام بالسيف ومعه كثيرون ممن تبقى منهم، أما مصير محمد بن عبد الله القحطاني أو المهدى المنتظر على حد زعمه فقد كان ينادي بأعلى صوته: أنا المهدي المنتظر”. محاولا إقناع أتباعه بأنه مُخَلَد وأن هذه القنابل لن تؤثر فيه فكان يعيد إلقاء هذه القنابل التى تسقط عليهم باتجاه القوات لتنفجر إحداها في جسده، أما سيدنا فقد نجا بأعجوبة لم يدرِ حتى وفاته كيف فُتحت أمامه هذه الطاقة الصغيرة ليخرج منها بمعجزة على حسب مارواه لي ابنه فضيلة الشيخ عبدالعزيز، لكن يبدو أن القدر لا يعقد لسيدنا الابتلاءات إلا في مواسم الحج فها هو فضيلة الشيخ على موعد مع لحظة مأساوية أخرى يرويها لي ابنه الحاج مصطفى فيقول: في حجة أخرى لوالدي اصطحب معه زوج خالته الحاج حسين زيادة، شاء القدر أن ينتقل الحاج حسين إلى جوار ربه أثناء مراسم الحج، فشمر سيدنا عن ساعده ووقف على غسله ودفنه بأطهر بقاع الدنيا بمساعدة القنصلية المصرية بالمملكة”. أما حفيده الأستاذ شريف فيسرد لي اختبارا ربانيا آخر لجده فيقول: أشيع عن جدي في أحد مواسم الحج أنه توفي في الحج في حادثة لتنقلب البلدة رأسا على عقب وتتشح بالسواد حزنا على سيدنا لكن نجى الله الشيخ أيضا بأعجوبة وعاد الشيخ إلى طنان لينقلب الحزن إلى تهان وفرح وسرور.

قد يهمك ايضاً:

21364 دارس يدْرُسون العلوم الشرعية والعربية بفروع الرواق…

ملتقى الأزهر يضع روشتة إيمانية لعلاج الإنشقاق الأسري 

وعن وطنية سيدنا يروي لي ابنه الحاج مصطفى فيقول بعيون لامعة يملؤها الفخر: كان لوالدي أربعة أبناء في الجيش دفعة واحدة التحقوا بالخدمة عام 1973 كنت أحدهم فقد شاركت في حرب أكتوبر 1973 كان والدي يقول: خدوني معاهم عاوزين نجاهد إحنا كمان”. ثم يعدد لي مجموعة كبيرة من الأسماء التي تخرجت على يد سيدنا سأذكر بعضهم على سبيل المثال لا الحصر: الدكتور حسن حمادة حفظه الله، الدكتور مجدي الحتيتي، فضيلة الشيخ محمد رمضان، الأستاذ أحمد عبدالحافظ، الأستاذ محمد عيد، الأستاذ مهدي علي حسن أبو عياد رحمهم الله، الأستاذ يحي الروبي، فضيلة الشيخ مسعد حسان حفظهما الله وغيرهم وغيرهم ممن يعجز المداد عن حصرهم.

أما مارواه لي والدي عن شيخه سيدنا فضيلة الشيخ عبدالحكيم الغرباوي فيقول: في اليوم الأول لدخوله المدرسة الابتدائية وبعد انتهاء اليوم الأول وعودته إلى البيت فوجئ بجدي رحمه الله يأخذ بيده ولايدري أين سيذهب به وبعد بضعة دقائق من السير وجد نفسه أمام كٌتاب سيدنا الشيخ عبدالحكيم الغرباوي وجدي يقول له: ياسيدنا اعتبر هذا ابنك فقد نذرت أن أدخله الأزهر الشريف بعد حفظه لكتاب الله تعالى وإن أخطأ عندك في شيء فاكسر عظامه وعليً علاجه، وأبي يردد في قرارة نفسه: ألم يجد والدي غير هذا الشيخ الذي يتعامل بشدة وقسوة مع فتيانه، فقد كان الشيخ يتمتع بمهابة ومكانة خاصة لذا ألزم أبي نفسه بأن يؤدي مايُطلب منه فكان يخرج من المدرسة فيحفظ ماعليه حفظه من القرآن الكريم حتى يأتي موعد الكُتاب بعد صلاة العصر فينتظم فيه حتى أذان المغرب وصارت حياته في الكُتاب على هذا النحو حتى أصبح مضرب الأمثال في القرية من حيث الحفظ والاستظهار، حتى أن سيدنا كان يباهي به ويفتخر بأن لديه تلميذا نجيبا يحفظ عن ظهر قلب لدرجة أن بعض الشيوخ مثل فضيلة الشيخ عواد شٌريف وفضيلة الشيخ جمال العٌكل رحمهما الله كانا كل منهما يأتي ليقول لسيدنا أين تلميذكَ الذي تباهي به في حفظ القرآن فينادي سيدنا على والدي ليجلس أمام الشيخين وكل منهما يسأله فيجيب بطلاقة فيثنيان عليه قائلين لسيدنا من حقكَ أن تفتخر به، وشهرا بعد شهر وسنة بعد سنة حتى أنهى أبي العام الخامس من مرحلة التعليم الابتدائي وقد حفظ القرآن الكريم كاملا وكان العام السادس لمراجعته، والفضل لله ثم لسيدنا الذي تبنى والدي وكان يشرح له في أوقات فراغه عن أهمية العلم والتعليم حتى يصبح الإنسان ذا قيمة في المجتمع وكان يضرب له الأمثلة الناجحة لمن تعلموا وحصلوا على أعلى الدرجات العلمية وصار لهم شأن كبير يشير لهم الناس بالبنان فغرس في نفسه طموحا كبيرا لا حدود له، وقبيل انتهاء هذا العام طَلَبَت منه المدرسة تجهيز أوراقه من أجل التقدم لامتحان القبول بالمدرسة الإعدادية بسنديون فأخبر جدي بذلك وقد كان رحمه الله رجلا مكافحا يسعى لتوفير القوت الضروري بالكاد فضلا عن أنه رجل أمي لم يدخل كتاب أو مدرسة إلا أنه كان مصمما على تعليم أبي فقد عَلَقَ كل أحلامه على شماعة والدي وما أن أخبره بأنه سيقدم أوراقه للالتحاق بالمدرسة الإعدادية بسنديون حتى وجده في مساء ذلك اليوم يحضر ثلاثة رجال من رواد التعليم الابتدائي في طنان وهم الحاج محمد إمام صلاح والأستاذ عبدالسميع الشعراوي والأستاذ عبدالنبي المزين رحمهم الله بالإضافة إلى سيدنا فضيلة الشيخ عبدالحكيم ليستشيرهم بشأنه فاقترح عليه اثنان منهم أن يُلحق جدي أبي بالمدرسة الإعدادية بسنديون وبعد انتهاء المرحلة الإعدادية يدخل مدرسة المعلمين المتوسطة ليتخرج بعدها مدرسا بالمرحلة الابتدائية وكانت وجهة نظرهم معقولة وواقعية إذ كيف يتسنى لرجل رقيق الحال مثل جدي أن يلحق ابنه بالأزهر الشريف وهو يُحَصل رزقه بالكاد! فالدراسة في الأزهر شاقة وسنواتها طويلة وما أن سمع سيدنا فضيلة الشيخ عبدالحكيم هذا الرأي حتى هاج وماج وأرغى وأزبد قائلا: اتقوا الله في القرآن الكريم هذا مكانه الأزهر والله لو ابتعد عن الأزهر الشريف لنسي القرآن وهذا جرم عظيم يسألكم الله عنه يوم القيامة ثم أردف قائلا: والله العظيم أنا على استعداد لتحمل نفقاته وليسمح لي أبوه بذلك”. فشكر جدي سيدنا وقال له: والله ياسيدنا أنا من أول يوم أحضرته عندكَ كانت نيتي أن يحفظ كتاب الله ثم أهبه للأزهر وقد كان ماأراده الله ثم ماأراده جدي وسيدنا فضيلة الشيخ عبد الحكيم الغرباوي، وبعدما انتهت مراجعة القرآن الكريم في العام السادس طلب سيدنا من الحاج عبدالمطلب البولاقي رحمه الله تجهيز فرس في مولد سيدي الباخوري فاستجاب الحاج عبدالمطلب مشكورا وأحضر الفرس وجهز سيدنا عمامة ألبسها لأبي وزفه على الفرس وطاف به في كل شوارع طنان احتفاء بأبي فقد كان أبي أول من ختم القرآن الكريم على يد سيدنا فضيلة الشيخ عبدالحكيم الغرباوي.

مكث أبي أعواما وأعواما لايجرؤ على زيارة شيخه لدرجة انه كان يتحاشى المرور من أمام كُتاب الشيخ مهابة واحتراما وخشية وتقديرا لسيدنا حتى تم تكليفه بإلقاء خطبة الجمعة بمسجد العراقي وسيدنا يصلي فيه بالناس جماعة فتحير أبي من هذه المعضلة ماذا يفعل كيف يكون اللقاء؟
وقبل خطبة الجمعة بيومين اصطحب صديقه ورفيق عمره الأستاذ أحمد عبد الحافظ رحمه الله وهو أيضا تلميذ الشيخ وختم على يديه وذهبا معا لبيت الشيخ فما كان من أبي إلا أن انهال على قدم ويد ورأس سيدنا لثما وتقبيلا وأخذ كلاهما يبكي وسيدنا يقول: ماانقطع لساني عن الدعاء لكَ وكلما سمعت عنكَ خبرا سارا أباهي بكَ وأقول هذا ابني وتلميذي”. وعندما تقرر تجديد مسجد العراقي أصر فضيلة الشيخ إلى أبي بأنه جهز مبلغا ماليا للحج لكنه سيتبرع به لبناء المسجد ويرجئ الحج للعام القادم وكان أول المتبرعين.

وقبل مناقشة رسالة الدكتوراه لأبي بيومين ذهب أبي إليه وكله إصرار على حضور سيدنا المناقشة فتعلل سيدنا بأنه لن يستطيع نظرا لزيادة وزنه فطمأنه أبي بأنه سيوفر له سيارة ولما وجد من أبي إصرارا قال له: لاتشغل بالك سأذهب بسيارة ابني ناجح”. ومنذ بداية المناقشة انخرط سيدنا في البكاء حتى إن أعضاء لجنة المناقشة قد استرعى انتباههم بكاؤه وظنوا أنه والد أبي فقال لهم أبي: نعم إنه شيخي ومعلمي ومحفظي
وهو بالفعل بمثابة والدي الثاني ولولاه وأبي بعد الله سبحانه وتعالى ماكنت هنا”. فقالوا: إذن هو بكاء الفرح”. كان هذا هو ديدن سيدنا مع أبي ومع غيره من طلابه النابهين.

بدموع وأسى يسترسل الحاج مصطفى وهو يحاول حبس دموعه فيقول: كان والدي في العام الذي لا يُكتب له فيه الحج يبكي كالأطفال، كانت وصيته لنا عند وفاته أن يصلي عليه صلاة الجنازة صديق عمره فضيلة الشيخ محمد عبدالغني رحمه الله وقد كان”.
ثم يستطرد حفيده الأستاذ شريف مسترجعا لحظة وفاة سيدنا فيقول: بعدما صلينا على جدي ظننا لأنه ضخم الجثة سيكون حمله بالنعش ثقيلا لكن وجدنا العكس”. ثم يردف: هرولنا أنا وصديقي الأستاذ سامح عزت صلاح نخترف طرقا مختصره لنسبق الجنازة حتى نفتح القبر فوجدناه قد دُفن! ثم يقسم لي حفيده الأستاذ شريف بأغلظ الأيمان ويحدثني عما وصفه بكرامات جده فيروي لي: توفى جدي فضيلة الشيخ عبد الحكيم الغرباوي في عام 1999 وتوفى والدي الحاج محمد الغرباوي في عام 2008 فتحنا المقبرة يوم دفن والدي لتهويتها وتنظيفها فقد كانت مغلقة على جدي ولم تٌفتح منذ تسع سنوات، والله لقد شممنا فيها رائحة المسك”. يختم حفيده الأستاذ حسام الغرباوي فيقول: بعد وفاة جدي عثرت أسرته على كراسة مدون بها قائمة بأسماء من كان يرعاهم الشيخ ماليا”. رحم الله سيدنا فضيلة الشيخ عبدالحكيم الغرباوي وأجزل له العطاء بقدر ما أسهم في خدمة كتاب الله وسخر وقته وجهده ووهب حياته للقرآن، فاللهم اجعل هذا في ميزان حسناته واجعل مستقره في الفردوس الأعلى من الجنه رفقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

التعليقات مغلقة.