وأشار إلى أن هذه السلاسل تتميز بأنها وعرة ولا يمكن اختراقها إلا من خلال خمسة فتحات وهو ما يطلق عليه نقب تبدأ من الشرق بنقب الميراد والمريخي ورصاء والراكنة ونقب وطاه وأشهرها نقب الراكنة في الطريق من مدينة طور سيناء والرملة إلى نخل ونقب المريخي في الطريق من نويبع ودير سانت كاترين إلى نخل.
وأضاف ريحان، أن من جبال التيه أيضا جبل حسن جبل صغير يقع على طريق الحج القديم قرب نخل وحكايته أن أحد مماليك مصر أثناء عودته من هذا الطريق بعد الحج رأى بدوية رائعة الجمال تدعى “حسن” فأخذها مع قافلة الحج العائدة وسار ورائها أخيها لإنقاذها ولما وصلت قافلة الحج إلى هذا الجبل وخلد إلى النوم قام أخيها بإنقاذها بقطع مقود الجمل الذى يحمل الهودج وفصله عن القافلة فاستيقظ المملوك ليرى سبب انقطاعه فبادره البدوي بضربة سيف قطع قدمهـ ثم أجهز عليه وركب الجمل وعاد بأخته وأطلق على الجبل اسم أخته “حسن”.
وأشار إلى أن جبال التيه الشهيرة في الجنوب وهى جبل بضيع والمنيدرة وجبل قلعة الباشا التي توجد به قلعة الجندي الشهيرة بوسط سيناء، أمّا في الشرق فأشهرها نقب العقبة الذى يشرف على قلعة العقبة وجبال الحمراء وهى دائرة عظيمة من الجبال في زاوية التيه الجنوبية الشرقية شمال نقب العقبة وسميت بذلك لأن لونها ضارب إلى الحمرة وجبال الصفراء لصفرة تربتها وجبال سويقة وجبل عريف الناقة بشكل عرف الناقة وجبل الحلال وسمى بذلك لوجود مراعى متسعة للإبل والغنم والمعروفة عند البدو بالحلال وجبل الأبرقين جنوب غرب جبل الحلال وعلى رأسه مقام للشيخ الأبرقين يزورونه بدو التيه وعد أبو قرون وعنده قبر الشيخ خليفة جد التياها.
– سبب التسمية بجبال التيه
وعن سبب تسمية هذه الجبال المهمة في جغرافية وتاريخ سيناء بجبال التيه يوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان يأتي في الآية الكريمة حين جاء المر الإلهي لبني إسرائيل بدخول الأرض المقدسة بعد رحلتهم الطويلة في سيناء من عيون موسى إلى وادى غرندل إلى سرابيط الخادم إلى طور سيناء ثم عبر وادى حبران من طور سيناء إلى الوادي المقدس طوى “منطقة سانت كاترين حاليا” ومنها عبر عين حضرة إلى وادى غزالة إلى وادى وتير حتى اقتربوا من أبواب الأرض المقدسة وجاء الأمر الإلهي “يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا علىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ قَالُوا يَا موسى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حتى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ.
وتابع: قبل أن يطلب نبي الله موسى من بنى إسرائيل دخول الأرض المقدسة قد أرسل من قبله روادًا يتجسسون الأرض وحال أهلها، ويقول المفسرون أنهم كانوا اثنى عشر رجلًا، فرأوا من جسامة أجسام أولئك القوم ما هالهم، فلما عادوا أخبروا بنى إسرائيل بما رأوا فضعفت قلوبهم ولما أمرهم نبي الله موسى بالعبور رفضوا فقدّر الله عليهم التيه بين هذه الجبال 40 عامًا حتى فني كل هذا الجيل بالكامل حتى نبي الله موسى فقد مات في سيناء ولم يعرف له قبر وكذلك نبي الله هارون لم يعرف له قبر والمقام المسمى باسمه بوادي الراحة لا علاقة له بنبي الله هارون بل هو قبر رمزي وأمّا نبي الله موسى فأمره الله أن يصعد إلى جبل نبو وينظر إلى الأرض المقدسة دون أن يدخلها ومات على هذه الأكمة ولم يعرف له قبر.