أحمد مصطفى:
قال الدكتور صفوت محمد عمارة، أحد علماء الأزهر الشريف، إنّ الماء أصل الحياة وسبب البقاء، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء: 30]، ولقد نهانا النبي رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عن الإسراف في استخدمه حتى في الوضوء؛ حيث قال: «هكذا الوضوء؛ فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم» [رواه ابن ماجة والنسائي]، والحفاظ على البيئة مسئوليةٌ دينيةٌ وإنسانيةٌ ووطنيةٌ، ولقد خلق اللَّه الكون ووضع له القوانين التي يتم من خلالها المحافظة على وجوده واستمراره، ولقد أصبح التوازن البيئي هو أساس الحياة، بعد أن أثر التلوث البيئي بشكل كبير على كوكب الأرض، وأصبح يؤثر بالسلب على حياة الإنسان والحيوان والنبات وجميع المخلوقات الحية.
وتابع «عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم بمسجد محطة البحوث الزراعية بكفرالشيخ، أنَّ من حكمة اللَّه أن جعل الماء الذي نشربه ونسقى به الزرع والحيوان ماءً عذبًا أي بلا لونٍ ولا طعمٍ ولا رائحةٍ، فلو كان للماء لونٌ لتشكلت كل ألوان الكائنات الحية بلون الماء، ولو كان للماء طعم لأصبحت كل المأكولات بطعمٍ واحدٍ، ولو كان للماء رائحةٌ لأصبحت كل المأكولات برائحةٍ واحدةٍ، وعندما قام العلماء بدراسة النظام العالمي لتغير نسبة الكربون على الكرة الأرضية، تبين بأن الأرض أشبه بكائن حي له رئة يتنفس بها، وأن هناك دورة محكمة للطقس تتكرر كل عام، وهذه الدورة لازمة لاستمرار الحياة على الأرض؛ ففصل الشتاء مهم جدا لنزول المطر مما يؤمن الغذاء اللازم للنبات، كذلك شهر الصيف والربيع مهمان لنمو النبات وطرح كميات كبيرة من الأكسجين للجو من قبل النبات، وكذلك شهر الخريف مهم لنمو البذور في التربة، وهذا النظام يُدار من قبل الحكيم العليم سبحانه وتعالى؛ فلولا هذه الفصول الأربعة ما نشأت الحياة على الأرض ولا استمرت.
وأكد الدكتور صفوت عمارة، أنَّ التلوث البيئي جزء من الإفساد في الارض، وضرر عظيم يصيب الانسان والحيوان والنبات، ويتناقض مع ما يريده اللَّه سبحانه وتعالى من عمارة الأرض، لافتًا إلى أن القرآن الكريم أشار إلى مشكلة تلوث البيئة قبل وقوعها بأكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان، وأنها ستكون نتيجة لما تصنعه يد الإنسان؛ فقال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم:41]
وأشار الدكتور صفوت عمارة، إلى أنَّ البيئة أمانة فى أعناقنا لذا يجب علينا أن نحافظ عليها بشتى الطرق؛ لما لها من أهمية كبيرة على كافة عناصر الحياة ونظامها، وإذا كان مبدأ الغرب حرية الإنسان تقف عند حدود الآخرين فعلينا أن نعمل هذا المبدأ فى البيئة والتغيرات المناخية؛ فقد أثبتت الإحصاءات أن أكثر من 70% من الكوارث الطبيعية التي تصيب العالم لها علاقة بالطقس والمناخ.
التعليقات مغلقة.