كتب – سمير عبد الشكور:
على الرغم من قرب انقضاء موسم خريف ظفار فلكيا، إلا أن هذه المحافظة العُمانية الساحرة تظل مقصدا للكثير من المصورين وعشاق الكاميرا، بفضل الطبيعة البكر التي تتميز بها لاسيما في ولاية صلالة، والمناظر الخلابة التي تتمتع بها، حيث شلالات المياه والعيون المائية والجبال الشاهقة وهي تحتضن السحب، وكذلك المساحات الخضراء على قمم الجبال وفي السهول والوديان.
تعد صلالة مكان مثالي للمهتمين بتصوير الطيور؛ إذ إنه في فترة الخريف يُهاجر إليها عدد من الطيور الإفريقية، والتي لا تصل إلى بقية الدول الخليجية، ومن أنواع الطيور هناك: طيور القطقاط الإسكندراني، والكرسوع، وأبو المغازل، وهدهد سليمان، وأبو منجل الامع، كما تعيش في صلالة البوم بأنواعها كالبومة الصمعاء وبومة الأشجار العربية والبومة الصغيرة.
وثمة مبادرة #خريف_ظفار_بعدسات_عمانية، والتي جمعت نخبة من مصوري عُمان لالتقاط صور لـ21 موقعا على الأقل من المواقع السياحية والقلاع والمتاحف.
كما أن ظفار تحتوي على بيئات مختلفة وتشكيلات جيولوجية متنوعة؛ منها: السهل والبحر والجبل والوادي؛ فالمصور يمتلك العديد من التفاصيل والخيارات لتصويرها، إلى جانب الاختلاف في الفصول ما بين ما يمثله الجفاف في فصول ما قبل الخريف وفي موسم الخريف المميز تكتسي الطبيعة بلباس أخضر.
وتتميز ظفار بالأوقات المميزة لتصوير الشواطئ مع الصيادين في مواسم صيد السمك، وغنية كذلك بالحيوانات النادرة في المحميات كمحمية جبل سمحان التي يعيش فيها النمر العربي.
أما بالنسبة للزوار الذين يأتون لأخذ ذكرياتهم التصويرية أو للتصوير الاحترافي، فسوف يجدون شيئًا مميزًا بهذه المحافظة، وهو العادات والتقاليد التي تتمثل في هيئة سكان ظفار من حيث الملبس والرقصات الشعبية وكذلك حياة الرعاة، فتختلط بتاريخ أهل ظفار القدامى مع البساطة التي تتجلى في ملامحهم، وللتاريخ في ظفار كذلك مشاهد لا يمكن تفويتها؛ مثل: مدينة سمهرم الأثرية التي كانت مركزا قديما لهذه البلاد، ومنطقة البليد الأثرية، والتي تحوي متحفا غنيا بالعناصر والمسكوكات والتحف الفريدة المعبرة عن ماضي ظفار، وبلا شك سوف يجد كل مصور في هذه الأماكن مواضيع مهمة للتصوير.
إن التنوُّع البيئي في سلطنة عُمان عامل مهم لجذب المصورين، حيث تمتزج في ظفار مختلف البيئات الجبلية والسهلية والبحرية، وكلها يجمعها جو واحد وهو الخريف.