مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

ظاهرة إجتياح اللغة الإنجليزية فى مصر

بقلم  – حنان زكريا

إجتياح اللغة الإنجليزية فى مصر

بين الهوية الثقافية والعولمة.

اللُغة وعاء الفكر، وعندما نُهمش لغتنا، فإننا لا نستعمر أنفسنا فحسب، بل نفصل أنفسنا عن جذورنا وقدرتنا على الإبداع بحرية. السؤال ليس رفض الإنجليزية، بل كيفية توظيفها دون ذوبان الهوية

لا نُنكر أن تعلُم اللغة أو اللغات شيئ هام ورائع بالأخص فى زمن العولمة والتكنولوجيا والتطورات فى مجال العمل.

لكن كل خوفى وقلقى على لغتنا العربية..!!

 

فى السنوات الأخيرة فى كل أجازة أقضيها فى بلدى مصر الحبيبة بما إنى مُغتربة لاحظت ظاهرة مخيفة وهى إنتشار اللغة الإنجليزية بشكل ملحوظ فى مختلف جوانب الحياة اليومية..

والمخيف أكثر إن اللغة الإنجليزية أصبحت حاضرة بقوة فى مجتمعنا المصرى، وبتزداد حضوراً يوماً بعد يوم…

وشعرت بخطورة وغيرة على لغتنا العربية،لذلك يجب أن ننتبه من خطورة هذه الظاهرة وتأثيرها على هويَّتنا وثقافتنا ولغتنا القوية لُغة الـ ( ض) ..!!

كما يجب أن نبحث عن دوافع ونتائج هذه الظاهرة…!!

ومن خلال بحثى عن هذه الظاهرة عَلِمت أن هناك عدة أسباب لإنتشار اللغة الإنجليزية فى مجتمعنا ومنها :

 

العولمة وسوق العمل.

التعليم الخاص والدولى.

الثقافة الشعبية والإعلام.

الهجرة والدراسة فى الخارج.

العولمة وسوق العمل

في ظل العولمة، أصبحت اللغة الإنجليزية لغة التواصل العالمية الأولى. الشركات متعددة الجنسيات والمؤسسات الدولية تعتمد على الإنجليزية كلُغة عمل رئيسية، مما يدفع الأفراد إلى إتقانها لزيادة فرصهُم الوظيفية. كما أن سوق العمل المصرى، خاصة في القطاعات الخاصة مثل السياحة والإتصالات والتكنولوجيا، يتطلَّب مهارات عالية فى اللغة الإنجليزية.

التعليم الخاص والدولى

إنتشار المدارس الدولية والخاصة التى أصبحت بلُغة العصر ” برستيچ ” ليس فقط لصفوة المجتمع بل للطبقى الوسطى وأيضا كثيرين من الطبقة الدنيا يحاولون بجهد شديد تعليم أبناءهم فى مدارس خاصة من أجل تعلُّم وإتقان اللغة الإنجليزية،والسبب كما ذكرت أعلاه أن معظم الوظائف تتطلب مهارات عالية فى اللغة الإنجليزية..!!

ومن المؤكد أن هذه المدارس ساهمت بشكل كبير فى تعزيز مكانة اللغة ،لأن كل ما تقدمه من مناهج تعليمية هى باللغة الإنجليزية،ولذلك تلجأ العديد من الأسَر المصرية إلى هذه المدارس لضمان مستقبل أفضل لأبناؤهم،حيث تُعتبر اللغة الإنجليزية مفتاحًا للدراسة فى الجامعات الدولية أو الحصول على وظائف مرموقة

الثقافة الشعبية والإعلام.

قد يهمك ايضاً:

انور ابو الخير يكتب : غزة تحترق والصمت مستمر

أحمد سلام يكتب من غير عنوان

التكنولوجيا والإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعى،بالإضافة إلى الألعاب الإلكترونية والدرامة والأفلام الأجنية،لعبوا دوراً كبيراً وخطيراً فى تعزيز حضور اللغة الإنجليزية وبقوة بين الشباب..!!

والأشد خطورة إن كثيرين من المصريين خاصةً فى المدن الكبرى، يستخدمون مصطلحات إنجليزية فى حديثهم اليومى مما أدى إلى ضعف لغتهم العربية، وللأسف الشديد أنهم يعتقدون أن حديثهم باللغة الإنجليزية من الشياكة والوجاهة والتحضُّر،ولا يعلمون أنهم يتسببون فى كارثة وهى إنهيار لُغتنا العربية الغنية.

الهجرة والدراسة في الخارج.

قرأت كثير عن هذا العنصر ،أن

الكثير من المصريين يسعون للهجرة أو الدراسة فى دول أجنبية، مما يدفعهُم إلى تعلُّم الإنجليزية وإتقانها، هذا الإتجاه يزيد من أهمية اللغة فى المجتمع المصرى، حيث تصبح مهارة أساسية لتحقيق الأحلام الشخصية والمهنية

التأثير على اللغة العربية.

أيضاً من خلال بحثى عن التأثير على لغتنا العربية قلقت جداً ..!!

لأن إنتشار اللغة الإنجليزية أدى إلى ظهور ما يُعرف بـ “اللُغة الهجينة”، حيث يتم خلط العربية بالإنجليزية في الحديث اليومى. هذا الأمر يُثير مخاوف لدى البعض من تآكل الهوية اللُّغوية والثقافية، خاصةً بين الأجيال الشابة التى قد تُفضِّل الإنجليزية على العربية

الفجوة الاجتماعية.

اللغة الإنجليزية أصبحت مؤشرًا على الطبقة الإجتماعية فى بعض الأحيان. الأفراد الذين يتقنون الإنجليزية غالبًا ما ينتمون إلى طبقات إجتماعية أعلى، مما يُعمِّق الفجوة بين الطبقات المقتدرة والطبقات الأقل حظًا التي لا تملك نفس الفرص لتعلُم اللغة.

التحديات التعليمية.

بكل تأكيد تعلُّم الإنجليزية هام جداً، بل يُعتبر ميزة،إلا أن التركيز الغير مسبوق عليها فى مجتمعنا قد يؤثر سلباً على تعلُم اللغة العربية،خاصةً فى المدارس الدولية.

ومن المؤسف والمُقلق أن كثرة إستخدام اللُغة الإنجليزية أدت إلى صعوبة التعبير باللغة العربية الفصحى وفهم النصوص الأدبية العربية، وهذا الأمر يجب أن تنتبه له وزارة التربية والتعليم..!!

 

*لذلك أنا أناشد وزارة التربية والتعليم والمؤسسات التعليمية والسياسية بحماية لغتنا العربية، بإصدار قانون إلزامى بفَرض تعليم اللغة العربية فى المدارس الخاصة والدولية،

لأن الحفاظ على اللغة العربية والهوية الثقافية يظل أمرًا بالغ الأهمية،لضمان مستقبل ثقافى متناغم للأجيال القادمة

كما أناشد وزارة التربية والتعليم

العمل على إلغاء تلقيب المدرسين بـ ” ميس و مستر ”

وإلزام المدرسين بوضع حدود فى تعاملهم مع الطُلاب لعودة إحترام المُعلم والمُعلمة

كما نشأت أجيالنا على تقدير وإحترام المُعلمين

وأخيراً وليس أخراً

يجب علينا جميعاً أن نفتخر برُقي وقيمة لُغتنا العربية العظيمة ..!!