بقلم – ميسون السعدى:
قطعتْ همهماتُ من حولي بوح قلبي….تملصتْ من قبضتها واحتضانها ،كادت يدها المنفلتة أن تصفع وجهي، لكن لا مفر، عادت الصغيرة ومرغت شفتيها الرطبتين على خدها طابعة قبلة، شمخ رأس الأم للأعلى معلنة استمرار غضبها منها، رافضة القبل المنهمرة.
انحنى عليهما، يبدي اسفه، لعله أساء التصرف دون قصد حين نفح الصغيرة قطعة نقود كبيرة ، لم يفعل عطفا منه على صغيرتها المنغولية ،لكنه استحب لها حين بادرت وقبلته بوداعة ملاك، منحها النقود تحت غضب الام واستنكارها،لكنه لم يستطع التراجع أمام إصرار الصغيرة على الفوز بالنقود ورضى الأم معا.
رضخت الأم، لم تستطع بلع أحساس الشفقة، أشاحت بوجهها عنهما.
همهمت: من المخطىء …اشارت بأصابعها لثلاث جهات: أنا …أبنتي …الرجل..أم طرف رابع.
تراقصت أصابعها أمام أعيننا في غفلة منها…استمرت الصغيرة بالتحديق بأصابع أمها والابتسام، ممسكة بقطعة النقود.
-رأسي يكاد ينفجر..
لو استطيع استبداله، أو أحضن ذاك الطفل الصغيرالسليم.
تدحرج رأس ملفوف أخضر من أحد الركاب واستقر بين رجليها، رفعته ،ثبتته أمام عنقها، سارعتُ بالهبوط من حافلتي وضحكات الصغيرة وغبطتها برأس أمها الأخضرتلاحقني.