طريق الموت بين بنها وكفرشكر من المسؤول عن ترك المواطنين يواجهون مصيرهم على الأسفلت

كتب – السيد يوسف:

في غياب تام للمسؤولية والرقابة، يعاني الطريق السريع الزراعي الرابط بين مدينة بنها ومركز ومدينة كفرشكر، والممتد إلى ميت غمر والمنصورة بمحافظة الدقهلية، من كارثة هندسية تهدد حياة الآلاف يوميًا.

وتحديدًا عند المنطقة المواجهة لمدخل قرية كفر عامر وراضوان التابعة لمركز كفرشكر، يظهر بوضوح هبوط وارتفاع مفاجئ في مستوى الطريق – أو ما يُعرف بـ”الريج العالي والواطي” – مما يتسبب في اهتزاز المركبات بشكل حاد، ويفقد السائقين السيطرة، وكأن السائق يقود تحت تأثير مخدر، هذه الحالة المزرية تُمثل خطرًا داهمًا، خاصة على سائقي الموتوسيكلات والمركبات الخفيفة والمتوسطة، الذين يواجهون الموت يوميًا دون أن يتحرك ساكن.

وفي تصريح خاص لـ” جريدة مصر البلد “، قال المهندس أحمد كمال، استشاري هندسة الطرق والنقل ، “المنطقة المشار إليها تعاني من خلل واضح في طبقات الرصف والتسوية الأفقية، مما يؤدي إلى حدوث اهتزازات غير متوقعة أثناء القيادة. هذا النوع من العيوب غالبًا ناتج عن سوء تنفيذ أو عدم مراجعة هندسية دقيقة أثناء أعمال السفلتة أو الترميم، بالإضافة إلى غياب أي صيانة دورية لاحقة”.

وأضاف”الأخطر أن تلك البقعة تفتقر لأبسط وسائل الأمان كالإضاءة واللافتات التحذيرية، وهو ما يجعل الحوادث مسألة وقت لا أكثر. الطريق بهذه الحالة يجب أن يُغلق فورًا للصيانة الطارئة، لا أن يُترك للمواطنين وكأنه فخ مميت”، وبالرغم أن الهيئة العامة للطرق والكباري هي الجهة المنوطة بالرقابة والإشراف على الطرق الحيوية، إلا أن الواقع يكشف أنها تخلّت فعليًا عن دورها في هذا الملف، فلا فرق صيانة دورية، ولا استجابة لبلاغات المواطنين، ولا حتى خطة زمنية واضحة لإعادة تأهيل هذه النقطة السوداء.

“الهيئة دي مش بتتحرك غير بعد المصيبة”، هكذا علّق أحد المواطنين ساخرًا، في ظل تقارير وشكاوى قُدمت للجهات المختصة دون أدنى استجابة، وسط تبادل للمسؤوليات بين الهيئة ومديرية الطرق بالقليوبية، بينما الضحية دائمًا هو المواطن البسيط، هل ننتظر حادث جديد ليتحرك المسؤولون ، أم أن هناك توجيهات عليا مطلوبة لتحريك ملف بهذا الوضوح والخطورة.

نناشد من هنا السيد المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، بالتدخل الحاسم وتوجيه تعليمات فورية بإصلاح الطريق، وإجبار الهيئة العامة للطرق ومديرية الطرق بالمحافظة على تحمّل مسؤولياتها القانونية والإنسانية.

الطريق ليس رفاهية، بل شريان حياة يجب إنقاذه فورًا قبل أن يكتب أحدهم منشور نعي جديد على صفحات الحوادث.